التفاصيل الكاملة حول تصريحات الأزمة بين رجل الأعمال حامد الشيتي وأبناء القبائل

الإثنين، 24 فبراير 2025 02:16 م

رجل الأعمال المصري حامد الشيتي

مصعب فرج

أثار رجل الأعمال المصري حامد الشيتي جدلًا واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي اعتبرها كثيرون "مسيئة" لأهالي محافظة مطروح، خاصة أبناء القبائل البدوية، خلال مشاركته في برنامج "المواجهة" على قناة القاهرة والناس، وجّه الشيتي اتهامات مباشرة لأبناء مطروح، زاعمًا أنهم يعوقون جهود التنمية السياحية ويمنعون المستثمرين من تنفيذ مشروعات حيوية، لا سيما في الساحل الشمالي.

تصريحات الشيتي، التي وصفت بأنها تحمل طابعًا "عنصريًا" تجاه البدو، أثارت استياءً واسعًا بين شيوخ القبائل والنشطاء المحليين الذين اعتبروا حديثه انتقاصًا من دورهم التاريخي في حماية الأرض ودعم استقرار البلاد.

"الشيتي" يتراجع ويعتذر لقبائل مطروح: "البدو نموذج للشرف والنزاهة"

ومؤخرًا أصدر رجل الأعمال المصري حامد الشيتي مؤخرًا بيانًا رسميًا يوضح فيه ملابسات تصريحاته الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعًا بين أبناء القبائل العربية البدوية في محافظة مطروح، مؤكدًا اعتذاره الصريح لاتحاد القبائل العربية وكافة البدو المصريين عن أي سوء فهم قد يكون نجم عن تصريحاته خلال ظهوره التلفزيوني الأخير.

توضيح بشأن تصريحاته السابقة تجاه بدو الساحل الشمالي

وأوضح “الشيتي” في بيان له، أن تصريحاته التي أدلى بها في أحد البرامج التلفزيونية، جاءت في سياق عرض التحديات التي يواجهها كمستثمر في بعض المشروعات السياحية بالساحل الشمالي، وليس انتقاصًا من دور أبناء القبائل، مؤكدًا أن التجاوزات التي أشار إليها تعود إلى تصرفات فردية من بعض الأشخاص، مشددًا على أن الغالبية العظمى من أبناء البدو نموذج للشرف والنزاهة، وهم شركاء حقيقيون في التنمية وداعمون للمشروعات القومية.

وأشار البيان إلى أن الشيتي واجه تجاوزات موثقة قانونيًا في مشروع قرية ألماظة بالساحل الشمالي، تتعلق ببناء 580 مبنى مخالفًا دون ترخيص، وهو ما دفع الجهات المختصة لإصدار قرارات إزالة لهذه التعديات وفقًا لمحاضر رسمية صادرة عن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بتاريخ 30 يناير 2025.

إشادة بدور القبائل في دعم التنمية ولا صحة للتصريحات السابقة

ورغم هذه التجاوزات، أشاد الشيتي بالدور الكبير الذي يقوم به أبناء القبائل البدوية في دعم المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر، وخاصة في المناطق الحدودية، كما أعرب عن تقديره العميق لتعاونهم الدائم مع الدولة والمستثمرين، مشيرًا إلى أن العلاقة معهم مبنية على أسس من الأخوة والمحبة والمصالح المشتركة.

وفي ختام بيانه، شدد حامد الشيتي على التزامه بالتعاون مع الجهات المعنية وأبناء القبائل العربية في جميع مشروعاته الاستثمارية، مع التأكيد على احترام القانون والالتزام بجميع الإجراءات القانونية لضمان تنفيذ المشروعات بالشكل الذي يعود بالنفع على الاقتصاد المصري ويحقق التنمية المستدامة في المناطق الحدودية.

ردود فعل رسمية وشعبية غاضبة

ولم تمر تصريحات الشيتي مرور الكرام، حيث جاء الرد الرسمي سريعًا من اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، الذي استنكر بشدة هذه الاتهامات، مؤكدًا أن أهالي المحافظة لطالما كانوا شركاء حقيقيين في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية الكبرى، مثل:

مدينة العلمين الجديدة

المحطة النووية السلمية في الضبعة

ميناء جرجوب

مشروع رأس الحكمة الجديدة

وأشار محافظ مطروح إلى أن مجلس العمد والمشايخ يتعاون مع الحكومة في حل أي مشكلات تواجه المستثمرين، ما يدحض مزاعم الشيتي.

موقف مجلس النواب: رفض قاطع ودعم لأهالي مطروح

خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، قدّم النائب رزق جالي بيانًا عاجلًا رفض فيه اتهامات الشيتي، مشددًا على أن أبناء مطروح كانوا دائمًا في مقدمة الداعمين لجهود الدولة.

وأضاف "جالي" في بيانه، أن هؤلاء السكان كانوا "حراس البوابة الغربية" الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع الجيش المصري لحماية الحدود.

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي أن تنمية المحافظات الحدودية تحققت بفضل التعاون بين الدولة والمواطنين، مشيرًا إلى أن دعم سكان مطروح يُعد أحد أسباب نجاح المشروعات الاستثمارية في المنطقة.

إبراهيم العرجاني: بدو مصر "خط أحمر"

رجل الأعمال ورئيس اتحاد القبائل والعائلات المصرية، إبراهيم العرجاني، دخل على خط الأزمة، مؤكدًا في منشور عبر صفحته على فيسبوك أن من يسيء إلى بدو مصر يجب أن يعتذر فورًا.
وكتب قائلًا:
"بدو مصر معروفون بولائهم للدولة وأجهزتها السيادية، ولن نسمح بالإساءة لهم تحت أي ظرف."

وكتب في منشور آخر على صفحته: “بدو مصر وصعيد مصر خط أحمر”

تصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات قانونية

لم تتوقف ردود الفعل عند التصريحات الرسمية؛ بل تصاعدت الدعوات الشعبية لمحاسبة حامد الشيتي قانونيًا ورصد موقع "إيجي إن" ردود الأفعال المختلفة، والتي بدأت بمطالبة النائب السابق عن مطروح، أحمد رسلان، الجهات الرقابية بمراجعة الموقف القانوني لاستثمارات الشيتي في الساحل الشمالي، معتبرًا أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي في المنطقة.

ورأى سلطان بو الشيخ الزعيري أحد عواقل وشيوخ محافظة مطروح، أن تصريحات حامد الشيتي تعكس مخططًا لإلحاق الضرر بأهالي مطروح وأراضيهم.

وأكد أن البدو لم يكونوا يومًا عائقًا للتنمية، مستدلًا بوجود العديد من القرى السياحية المقامة على أراضٍ مملوكة لهم.

وطالب "الزعيري" في منشور له عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، الجهات الرسمية والمجالس القبلية العربية بالتدخل والتصعيد الإعلامي، داعيًا الشيتي لتقديم اعتذار رسمي على ذات القناة التي صدرت منها تصريحاته، معتبرًا أن التساهل في الدفاع عن الحقوق هو ما شجع مثل هذه الإهانات.

وطالب حمدي شعيب شيخ عرب بالساحل الشمالي، الجهات السيادية في الدولة المصرية، ممثلة في الجيش والشرطة والقضاء، بملاحقة المستثمر حامد الشيتي، متهمًا إياه بالحصول على أراضٍ ذات موقع مميز دون دفع مستحقات الدولة، مستندًا -بحسب قوله- إلى المحسوبية والمجاملات.

وأكد "شعيب" في منشور له عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، أن السعر الذي ذُكر في التقارير الصحفية لا يعكس القيمة الحقيقية للأرض، مطالبًا بإعادة تقييمها وفق الأسعار الحالية، كما دعا المحامين لرفع دعاوى قضائية ضد الشيتي بتهمة "الإضرار بالأمن والاستقرار الداخلي ونشر الفوضى".

وأبدى فؤاد عبد الناصر الفقيه استياءه من تصرفات حامد الشيتي، مشيرًا إلى حصوله على أراضٍ في مطروح بأسعار زهيدة من خلال تعاملات مع محافظ مطروح السابق، حيث حصل على الأرض من هيئة التنمية السياحية بسعر دولار واحد للمتر (ما يعادل 5 جنيهات).

وأشار "الفقيه" عبر تدوينة له، إلى أن الشيتي أسس قرية الماظة، حيث يبيع الفلل والشاليهات بأسعار خيالية بالدولار، رغم أنه استحوذ على الأراضي بأثمان بخسة.

وأضاف أن اتهام البدو بتعطيل التنمية غير مقبول، مؤكدًا أن أهالي مطروح كانوا دائمًا داعمين للاستثمار الحقيقي.
وانتقد رحومة أبوجبر تصريحات حامد الشيتي التي وصف فيها البدو بشكل مسيء، مطالبًا باعتذار رسمي في نفس القناة التي صدرت منها هذه التصريحات.

وأكد "أبوجبر" أن أهالي مطروح كانوا في طليعة من حافظوا على أمن المحافظة خلال الفترات العصيبة، معتبرًا إساءات الشيتي تقليلًا من شأن مجتمع لطالما لعب دورًا مهمًا في استقرار المنطقة.

وقال جازي مسعود في منشور له عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، إنه يعرف حامد الشيتي معرفة شخصية، واعتبره شخصًا "فوق القانون"، حيث يمتلك أراضٍ شاسعة في مطروح تقدر بمليوني متر مربع تم الحصول عليها بأسعار زهيدة لا تتناسب مع قيمتها الحقيقية.

واتهمه بمحاولة الاستيلاء على أراضٍ تابعة لعائلات بدوية تمتلك عقود ملكية مسجلة.

وأشار إلى أن استثمارات الشيتي قامت بحماية أهالي مطروح الذين وفروا الأمان لقريته السياحية، مؤكدًا أن قضايا الأراضي ما زالت محل نزاع قانوني.

الشيتي تحت المجهر سجل حافل بالإنجازات وسط اتهامات مثيرة للجدل

وعلى الرغم من الجدل الحالي، يُعتبر حامد الشيتي من أبرز رجال الأعمال المصريين في مجال السياحة، فقد أسس شركته عام 1979، واستطاع أن يجعلها واحدة من أكبر شركات السياحة في الشرق الأوسط، حيث استقبلت حوالي 1.3 مليون سائح سنويًا.

ويمتلك "الشيتي" مشاريع ضخمة تعتبر معظمها وسط القبائل العربية والبدوية وهناك عدد كبير من هذه القبائل تحفظ مشاريع وممتلكات الشيمي وأهمها:

17 فندقًا في شرم الشيخ ومرسى علم والغردقة.
21 فندقًا عائمًا حول العالم.
مشاريع ضخمة مثل خليج مكادي في البحر الأحمر وخليج ألماظة في الساحل الشمالي.

وبينما تتواصل ردود الفعل الغاضبة، يبدو أن الأزمة بين حامد الشيتي وأهالي مطروح بحاجة إلى وقفة جادة لعدم إهدار سمعة المنطقة خاصة وأن أنظار العالم تتجه نحو هذه المنطقة فنحن بحاجة إلى تعزيز الثقة بين المستثمرين والمجتمعات المحلية، فالمطالبات بالاعتذار العلني لم تتوقف حتى بعد إصدار الشيتي بيانه الرسمي.

Short Url

أخبار متعلقة