الأربعاء، 19 فبراير 2025

02:05 ص

"منى عطايا"، من ريادة التوظيف إلى تمكين الأمهات في عالم التجارة الإلكترونية

الثلاثاء، 04 فبراير 2025 01:53 م

منى عطايا

منى عطايا

كتبت/ ميرنا البكري

في عالم الأعمال، هناك شخصيات لا تكتفي بصناعة النجاح لنفسها، بل تعيد رسم ملامح السوق وتؤثر في حياة الملايين، وتعد منى عطايا واحدة من هؤلاء القادة، فهي لم تكن مجرد رائدة أعمال طموحة، بل امرأة تحمل رؤية واضحة، لإحداث تغيير جذري في مجالي التوظيف والتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط. 

ووُلدت منى عطايا لأسرة تجمع بين الجذور الفلسطينية واللبنانية، حيث نشأت في بيئة تشجع على التعلم والتفكير الريادي، ما زرع فيها منذ الصغر شغف التحدي والابتكار، كما اختارت دراسة التسويق والتمويل في جامعة جورج واشنطن، حيث صقلت مهاراتها في تحليل الأسواق، وبناء العلامات التجارية، وهي مهارات أصبحت فيما بعد، حجر الأساس في مسيرتها المهنية الاستثنائية، فلم تكن عطايا مجرد خريجة طموحة تسعى لوظيفة مرموقة، بل كانت تبحث عن فرص لصنع فرق حقيقي.

منى عطايا، رائدة أعمال ملهمة واستثنائية

بدأت منى حيدر عطايا، الحاصلة على درجة البكالوريوس في التسويق والتمويل من جامعة جورج واشنطن، مسيرتها المهنية في شركات عالمية بارزة، مثل "بروكتر آند جامبل"، حيث عملت لمدة خمس سنوات، بدءًا من عام 1990م، لتنتقل للعمل في "جونسون آند جونسون" بين عامي 1995م، و 2000م، حيث تولت مسؤولية إطلاق العديد من العلامات التجارية الهامة للشركة.

وكانت الانطلاقة مع منصة بيت.كوم “Bayt”، التي أحدثت ثورة في مجال التوظيف، ثم جاءت مغامرتها الكبرى مع ممزورلد “MumZworld”، أول منصة إلكترونية متخصصة في منتجات الأمهات والأطفال، والتي تحولت إلى وجهة لا غنى عنها لملايين الأسر. 

ولم تكن منى عطايا، سيدة أعمال ناجحة فقط، بل ملهمة غيرت مفهوم التجارة الإلكترونية في المنطقة، كما وضعت بصمتها في عالم ريادة الأعمال، وبدأت حياتها العملية في شركات عالمية مثل "بروكتر آند جامبل" و"جونسون آند جونسون"، وأيضََا لعبت دورًا بارزًا في إطلاق وإدارة علامات تجارية كبرى، لكن روح الريادة بداخلها، دفعتها إلى ما هو أبعد من ذلك، نحو تأسيس مشروعات غيرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.

وفي العام 2023، قررت منى عطايا توسيع نطاق أعمالها خارج سوق الإمارات، حيث أطلقت علامتها التجارية الجديدة "فارماسيتي" في السعودية، وتعد “فارماسيتي”، منصة متخصصة في تسوق الأدوية، ومنتجات التجميل، ومستلزمات العناية الشخصية.

منصة بيت.كوم “Bayt” 

منصة بيت.كوم، هي أكبر موقع توظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتأسست عام 2000 في دبي، وتقدم خدمات توظيف متكاملة بلغتين: العربية، والإنجليزية، وتهدف المنصة إلى تسهيل التواصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب الشركات، دون التدخل المباشر في عمليات التوظيف، كما أسس المنصة كل من ربيع عطايا (المدير التنفيذي)، منى عطايا (المدير التسويقي)، أكرم عساف (المدير التقني)، وداني فرحة (المدير التشغيلي).

ربيع عطايا

وجاءت دوافع تأسيس الفكرة، لسد الفجوة بين الباحثين عن وظائف والشركات من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، بهدف توفير منصة موثوقة، تسهل العثور على فرص عمل مناسبة، وعلى مدار أكثر من 20 عامًا، واصلت المنصة تطوير خدماتها لتمكين المهنيين من بناء مسارات وظيفية ناجحة.

لعبت Bayt.com دورًا مهمًا في تحسين كفاءة عمليات التوظيف، حيث أصبحت الوسيط الرئيسي بين الملايين من الباحثين عن عمل وأصحاب الشركات، مع أكثر من 52 مليون مستخدم و40 ألف شركة مسجلة، كما ساعدت المنصة في تعزيز استخدام التكنولوجيا في مجال التوظيف، ما أدى إلى تحسين فرص العمل، وتكافؤها في مختلف أنحاء المنطقة.

موقع ممزورلد Mumzworld

منصة ممزورلد (Mumzworld)، هي أكبر سوق إلكتروني متخصص في منتجات الأم والطفل في منطقة الشرق الأوسط، حيث انطلقت عام 2011 على يد رائدة الأعمال منى عطايا، حيث يقع مقر الشركة في دبي، وتخدم أكثر من 2 مليون أم في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما جعلها تُلقب بـ "أمازون الأمهات".

رؤية (Mumzworld)، تتمحور حول تسهيل عملية التسوق على الأمهات، حيث تدرك المنصة التحديات التي تواجههن، سواءًا في ترك أطفالهن بالمنزل للخروج إلى الأسواق، أو في التعامل مع صعوبة اصطحابهم أثناء التسوق، من هنا، جاءت الفكرة لإنشاء منصة توفر تجربة تسوق سهلة وسريعة، تُمكّن الأمهات من الحصول على جميع احتياجاتهن بضغطة زر، دون عناء التنقل بين المتاجر التقليدية.

من الحاجة إلى الريادة، كيف وُلدت فكرة ممزورلد Mumzworld ؟

وجاءت فكرة ممزورلد (Mumzworld)، عندما أدركت منى عطايا، مؤسسة المنصة، النقص الكبير في الخدمات الإلكترونية الموجهة للأمهات في العالم العربي، خاصة في فترة حملها، وذلك في ظل غياب المحتوى والخدمات العربية، حيث اضطرت إلى الاعتماد على مواقع عالمية لتلبية احتياجاتها، ما كشف عن فجوة حقيقية في السوق.

ومع مرور السنوات، قررت منى عطايا عام 2011، مواجهة هذه التحديات التي تواجه الأمهات الجدد، ووجدت أن الحل الأمثل هو إنشاء منصة تجارة إلكترونية متخصصة تخدم الأمهات بشكل مباشر.

من هنا، وُلدت Mumzworld، بهدف توفير خيارات أوسع ومنتجات متخصصة للأمهات في المنطقة، مما جعلها سريعًا المنصة الرائدة في هذا المجال، واليوم، تعرض ممزورلد آلاف المنتجات بالتعاون مع آلاف التجار والعلامات التجارية الإقليمية والعالمية، لتصبح الوجهة الأولى للأمهات الباحثات عن الراحة والسهولة في التسوق الإلكتروني.

منى عطايا، مسيرة حافلة بالجوائز والتكريمات 

ونالت منى عطايا، خلال مسيرتها المهنية أكثر من 80 جائزة تقديرًا لإنجازاتها في ريادة الأعمال، وضمن أبرز تكريماتها، جاءت في المرتبة 27 ضمن قائمة "أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط لعام 2024"، وفقًا لمجلة فوربس، كما حازت منصتها "ممزورلد" على أكثر من 200 جائزة، من بينها جائزة "أفضل بائع تجزئة عبر الإنترنت لقطاع الطفل" في أعوام 2015 و2016 و2018، ما يعكس نجاحها في مجال التجارة الإلكترونية.

منى عطايا في"شارك تانك مصر"

انضمت منى عطايا، إلى لجنة تحكيم برنامج "شارك تانك مصر" في موسمه الثالث، الذي يُعرض على قناة "CBC"، وهي ليست جديدة على عالم "الشاركس"، حيث شاركت سابقًا في برنامج "شارك تانك دبي"، بفضل خلفيتها القوية في ريادة الأعمال والتجارة الإلكترونية، كما تُعتبر واحدة من أقوى سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، وفقًا لتصنيف مجلة فوربس الأمريكية.

انضمامها إلى "شارك تانك مصر"، يعكس التزامها بدعم رواد الأعمال والمبتكرين في المنطقة، وتقديم خبرتها القيمة للمشروعات الناشئة.

رحلة منى عطايا، كيف تحول الإيمان بالفكرة إلى نجاح ريادي؟

يمكننا الاستفادة من قصة منى عطايا الملهمة في ريادة الأعمال، من خلال تبني القيم التي ساعدتها على النجاح مثل الإيمان بالفكرة، حيث آمنت منى بفكرتها منذ البداية، وهذا الإيمان هو الذي دفعها لتخطي التحديات وتحقيق النجاح. فعندما تؤمن بفكرتك، تصبح قادرًا على مواجهه أي صعوبة.

ويعد الابتكار المستدام أحد الأمور التي برعت بها عطايا في مجال التجارة الإلكترونية، ففي وقت الذي كانت فيه المنطقة، تشهد تطورًا متسارعًا، كالابتكار والتجديد في المجالات، يمكن أن يكون العنصر الفارق بين النجاح والفشل.

وكذلك التعلم والتطور، فمن خلال تجربتها في شركات عالمية مثل "بروكتر آند جامبل" و"جونسون آند جونسون"، استفادت منى من الخبرات التي ساعدتها في تعزيز مهاراتها، فالتعلم المستمر وتطوير الذات، هما مفتاح التميز في أي مجال.

التوسع بذكاء، حيث توسعت منى في أعمالها خارج الإمارات إلى السعودية، مما ساعد في زيادة تأثير منصتها، وأيضًا التوسع المدروس في الأسواق الجديدة، يفتح أبوابًا كبيرة للفرص.

وعن الإصرار على النجاح، فعطايا رغم التحديات، استمرت في بناء منصاتها التجارية، وتحقيق أهدافها، وكذلك الإصرار والتصميم، والذان يحفزان على المضي قدمًا في تحقيق أحلامك.

قصة منى عطايا هي تذكير قوي لنا، بأن النجاح يتطلب الإيمان بالفكرة، والابتكار، والتعلم، والتصميم على التقدم رغم العقبات.

ختامًا، فعطايا تُعد واحدة من الشخصيات المبدعة، والتي أثرت في مجالات متعددة من خلال أعمالها المتميزة، وبفضل تفانيها وجهودها المستمرة، استطاعت أن تحقق نجاحًا لافتًا، كما تركت بصمة واضحة في كل ما قدمته، بل تميزت أعمالها بالتنوع والإبداع، ما جعلها مصدر إلهام للكثيرين في مجالات مختلفة. حيث ظلت عطايا، مثالًا يحتذى به في التفاني والابتكار، حيث تقدم دائمًا، أعمالًا تعكس قدراتها الفائقة، وإبداعها المستمر.

Short Url

search