الذهب والعقارات، خبراء يحددون الخيار الأمثل لحماية مدخراتك في ظل التحديات الاقتصادية

الأحد، 26 يناير 2025 11:27 ص

الذهب أم العقارات

في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية التي نمر بها، فضلًا عن استمرار ارتفاع معدلات التضخم، يظل سؤال الاستثمار الآمن يشغل بال الكثير من الأفراد والمستثمرين، حيث يجد المواطنون أنفسهم في حيرة بين عدة خيارات لحماية مدخراتهم، كالاستثمار في العقارات ذات الدخل الشهري، أو الاستثمار في الذهب، الذي يُعرف بكونه ملاذًا آمنًا!.

أولًا: الذهب

ويطرح الذهب تساؤلًا، لما هو الملاذ الآمن للمستثمرين منذ عقود طويلة، خاصة في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية؟، وتكمن الإجابة في ارتباط الذهب على مر العصور بمكانة خاصة في الاقتصاد العالمي، ومع التغيرات الملحوظة في الأسواق المالية، أصبح الاستثمار في الذهب واحدًا من الخيارات الأساسية، التي تحافظ على قيمة الأموال.

ويلجأ الكثير من الأفراد للاستثمار في الذهب، باعتبار ما سبق أن ذكرنا في أوقات التوترات الجيوسياسية والحروب والنزاعات، إضافة إلى أنه وسيلة للتحوط ضد التضخم، كما أنه يناسب جميع الفئات، حيث يمكن حفظ الأموال فيه بدءًا من 500 جنيهٍ وحتى ملايين الجنيهات.

وأكد الدكتور عبد الرحمن عليان، وهو خبيرٌ اقتصادي، في تصريحات خاصة لموقع "إيجي إن"، أن الذهب يمكن أن يكون عملة متداولة بين الناس، وذلك لسهولة تداوله، إضافة إلى سهولة حمله واحتفاظه بقيمته على المدى الطويل.

الذهب ملاذ آمن عبر العصور

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الذهب يحتفظ بقيمته لفترة طويلة ولا تقل بل تتذبذب، مؤكدًا أن الذهب يعد من الملاذات الآمنة، حتى في ظل المنافسة مع العملات المشفرة والأصول الأخرى، والتي من الممكن أن تحل محل الذهب، لكنه سيظل الأضمن والأكثر أمانًا لاحتفاظه بقيمته.

وأكد الدكتور عبد الرحمن عليان، أن الذهب لا يدر عائدًا شهريًا لأنه يتم الاحتفاظ به أو بيعه، ولا يمكن الاستفادة منه بعائد شهري، بل من الممكن أن يكون عائدًا سنويًا، قائلًا، "الذهب يمكن شرائه بالمال الفائض عن الحاجة لأنه لا يعطي عائدًا شهريًا".

وأوضح فكرة الاستثمار في الذهب بالمال الفائض عن طريق مثال، مصرحًا أنه "لو أن شخصًا ما يمتلك مليون جنيه ولا يمتلك مالًا غيرهم، ففي هذه الحالة يمكنه أن يحفظ ماله في البنك، ليعطي له عائدًا شهريًا يعيش منه، أما إذا كان يمتلك مبلغًا ماليًا أكبرًا من المليون جنيه، ولديه مصدرًا يعطي له عائدًا شهريًا، بمصاريف جارية يعيش منها، يمكنه شراء الذهب، والاحتفاظ بالمال الفائض عن حاجته، ليربح في نهاية السنة، ما يصل إلى مليون ونصف جنيه تقريبًا".

وأوضح الدكتور وصفي واصف، مستشار شعبة الذهب والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات خاصة لموقع “إيجي إن”، أن الذهب هو سيد الأوعية الادخارية، إضافة إلى أنه الأفضل في الاستثمار لضمان ربحه.

ثانيًا: العقارات

تمثل العقارات الأمان والاستثمار طويل الأجل، ويرى كثيرون أن العقارات هي الاستثمار الأكثر أمانًا واستقرارًا، خاصة مع التوسع العمراني في مصر، والمشروعات القومية الكبرى، ومع ذلك، هناك بعض التحديات، مثل الحاجة إلى رأس مال كبير للاستثمار، وصعوبة البيع مقارنة بالذهب، فضلًا عن أن العائد قد يكون بطيئًا في بعض الأحيان.

العقارات استثمار طويل الأجل مع تحديات

وأكد الدكتور عبد الرحمن عليان، الخبير الاقتصادي، أن العقارات أصل ثابت، لكنّه يتطلب صبرًا ومهارة، حيث يواجه المستثمر، تحديات في بيع العقار بسرعة، مؤكدًا أن العقارات يمكن أن تدر عائدًا شهريًا، إذا تمت إدارتها بشكل جيد.

وفي هذا السياق، قال مستشار شعبة الذهب في تصريحات خاصة لموقع "إيجي إن"، إن هناك كميات كبيرة من العقارات المعروضة بالأسواق، لكنّ السيولة النقدية غير متوفرة مع الأشخاص لتدفع قيمة العقار، مضيفًا "مُلاك العقارات ترى أن مواد البناء من حديد وأسمنت وطوب في زيادة مستمرة، وبالتالي لا يفضلوا البيع بالتقسيط".

الاستثمار يتوقف على الأهداف والقدرات المالية

ويؤكد الخبراء، أن اختيار الاستثمار الأنسب، يعتمد على أهداف المستثمر، فإذا كنت تبحث عن استثمار سهل التسييل، فالذهب هو الخيار الأفضل، أما إذا كنت تفضل الاستثمار طويل الأجل والحصول على دخل ثابت، فالعقارات قد تكون الحل الأمثل، ويعتمد القرار في النهاية على الاحتياجات والقدرات المالية.