مصر تترأس الدورة 28 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات

الخميس، 23 يناير 2025 07:53 م

جانب من الدورة

ترأست مصر اليوم الخميس الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، التي تعقد في القاهرة وتُنظمها الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بجامعة الدول العربية، وقد تسلمت مصر رئاسة الدورة الحالية من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قام طلال حميد عبد الله بالهول، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية بالإمارات، بتسليم الدكتور عمرو طلعت رئاسة أعمال الدورة.

رؤية مستقبلية رقمية

وفي مستهل كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، أن الدورة تعكس الالتزام الراسخ لبناء مستقبل رقمي عربي مشترك، حيث تعد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ركيزة داعمة لتعزيز الاتصال بين الشعوب العربية، وتوفير الوظائف للشباب، ودفع التنمية المستدامة للاقتصادات، والتحول نحو مجتمعات رقمية آمنة، مشيرًا إلى أن انعقاد هذه الدورة يتزامن مع الاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية.

الميثاق العالمي الرقمي

وأشار طلعت، إلى "الميثاق العالمي الرقمي" الذي تبنته الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، كمبادرة تهدف لترسيخ مبادئ العدالة والتنمية المستدامة والحوكمة في الفضاء التكنولوجي، موضحًأ أن الدول العربية ساهمت في صياغته وشاركت في المشاورات لضمان توافقه مع تطلعاتها الرقمية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات.

الرؤية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي

وأشاد طلعت، بجهود الفريق العربي المعني بالذكاء الاصطناعي، والتي توجت بطرح “الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي”، وتهدف هذه الرؤية إلى الارتقاء بالأداء الحكومي والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، وتعزيز الريادة للدول العربية في مجال الإبداع الرقمي والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

تشجيع البحث والتطوير

ودعا إلى رفع الوعي العام بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتشجيع البحث والتطوير في التطبيقات القائمة على هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات، وجذب الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية اللازمة لدعم هذا التحول.

جهود مشتركة لتعزيز العمل العربي

واستعرض طلعت، وزير الاتصالات، خطة العمل للدورة الحالية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، والتي تجسد جهودًا مأمولة خلال العام القادم، مؤكدًا على أهمية التعاون بين مصر والدول العربية في خمسة محاور رئيسية لتعزيز العمل المشترك.

1. الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي

أولاً، تبني الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي، مع وضع إطار تنظيمي وحوكمي يوازن بين حماية الشعوب من مخاطر الذكاء الاصطناعي السيبرانية والأخلاقية، دون الإفراط في وضع قيود على الإبداع الرقمي، ويستلزم ذلك الانتهاء من صياغة الميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

2. دعم الابتكار وريادة الأعمال

ثانيًا، دعم الابتكار وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال خلق بيئة داعمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال، وتقديم حوافز مشجعة، وسيتضمن ذلك دعم البحث والتطوير بين الدول العربية، فضلًا عن الاستثمار في التعليم والتدريب لتطوير المهارات الرقمية.

3. حماية البيانات

ثالثًا، التعاون العربي لوضع معايير وسياسات موحدة لحماية البيانات، تواكب المتغيرات العالمية، يتضمن ذلك احترام الحقوق الرقمية للمواطنين، وتطوير منظومات رقمية تسمح بالتشغيل البيني بين الدول العربية بشكل آمن وفعال.

4. التنسيق العربي

رابعًا، استمرار التنسيق العربي وتوحيد المبادرات العربية المخطط إدراجها على خطة الاتحاد الدولي للاتصالات في مؤتمر التنمية الذي سيقام في أذربيجان هذا العام.

5. حماية البنية التحتية الرقمية

خامسًا، حماية البنية التحتية الرقمية للدول العربية من خلال منظومات دفاع سيبرانية متطورة، مع وضع استراتيجيات إقليمية لحماية البيانات والتصدي للهجمات السيبرانية. كما سيتضمن ذلك تطوير آليات إقليمية لبناء القدرات ورفع الوعي في مجال الأمن السيبراني لضمان بيئة رقمية آمنة ومستقرة.

تقدير للمشاركة العربية الفاعلة

وأشار طلعت، إلى أهمية المشاركة العربية الفاعلة على المنصات الدولية خلال العام الماضي، معبرًا عن تقديره لجهود الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في دعم هذه المبادرات.

إنجازات ملحوظة في الدورة الماضية

أوضح طلال حميد عبد الله بالهول، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات، أبرز الإنجازات التي تحققت خلال الدورة الماضية للمكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، حيث تم مناقشة أكثر من 91 موضوعًا، وعُرضت 20 ورقة عمل في مجالي البريد والاتصالات، ما ساهم بشكل مباشر في تقليص الفجوة الرقمية العربية وتعزيز التطور في القطاعين وفقًا للأهداف العالمية ورؤية التنمية المستدامة.

الحاجة إلى استثمارات إضافية

وأشار السفير علي المالكي، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يحتاج إلى مزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية، ورأب الفجوة الرقمية بين المدن والمناطق النائية، وإتمام عمليات التحول الرقمي، وتنمية الكوادر البشرية، مؤكدًا أنه قد تم البدء في تنفيذ خطة عمل تنموية إقليمية بالتعاون بين الدول العربية والمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي تتضمن مجموعة من المشروعات.

مقترحات وزيرة الاتصالات العراقية

ودعت الدكتورة هيام الياسري، وزيرة الاتصالات العراقية، إلى تبني المجلس عددًا من المقترحات، منها اعتماد مبادرة التعاون الرقمي العربي المقترحة من العراق، والموافقة على الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي، واقترحت تشكيل لجنة لتطوير موقف عربي موحد يأخذ بعين الاعتبار التحديات المطروحة من قبل منصات التكنولوجيا العالمية فيما يتعلق بالخصوصيات الأخلاقية والاجتماعية.

دعم فلسطين وتنسيق عربي مشترك

ودعت الياسري، إلى تقديم الدعم الفني والخبرات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لفلسطين، والتنسيق العربي المشترك استعدادًا للمشاركة في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات، مؤكدة على أهمية عقد اتفاقيات ثنائية لتيسير تطبيقات التجارة الإلكترونية بين الدول العربية، وإصدار طابع بريدي مشترك بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية.

رؤية مستقبلية

تظهر هذه الجهود والتوصيات التزام الدول العربية بتعزيز التعاون في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعكس الرغبة في تحقيق تقدم ملموس نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.

استكمال جهود التعاون العربي

وأكد الدكتور محمد بن سعود التميمي، محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في المملكة العربية السعودية، أن هذه الدورة تأتي استكمالًا لدور الدول الأعضاء في تعزيز التعاون العربي في مجالات الاتصالات والتحول الرقمي، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجيات العربية المشتركة، مشيرًا إلى إطلاق المملكة لإعلان الرياض خلال منتدى حوكمة الإنترنت 2024، الذي يركز على الذكاء الاصطناعي كأداة مبتكرة لإيجاد حلول رقمية، ودعا الدول العربية للانضمام لإعلان الرياض كشركاء لتعزيز الابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية.

دعم البنية التحتية في فلسطين

ودعت هدى الوحيدى، مدير عام شئون الاتصالات في فلسطين، إلى تعزيز التعاون العربي لدعم إعادة بناء البنية التحتية لقطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين، مؤكدًا على أهمية إدخال خدمات الجيل الرابع والخامس لتحسين الوصول إلى التطورات التكنولوجية العالمية وضمان حقوق فلسطين في هذا المجال، مع اعتماد آلية لضمان تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس.

تحولات تكنولوجية وتحديات

وأوضح المهندس سفيان الهميسي، وزير تكنولوجيات الاتصال في تونس، أن العالم يشهد تحولات تكنولوجية غير مسبوقة، حيث تواجه المجتمعات العربية تحديات كبيرة في ظل الثورة الرقمية والتحولات في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن هذه التحولات توفر فرصًا لدفع التنمية المستدامة، لكنها تتطلب تعاونًا وتنسيقًا أكبر على المستويين الإقليمي والدولي.

أهمية التعاون الاستراتيجي

من جانب آخر، أكد المهندس عبد الباسط سالم الباعور، رئيس الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية في ليبيا، أن الاجتماع يعكس حرص الدول العربية على تعزيز التعاون المشترك في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبيّن أن التعاون العربي أصبح ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات الناجمة عن التسارع التكنولوجي العالمي، مع التركيز على تعزيز البنية التحتية الرقمية العربية وتأمين البيانات وحماية الخصوصية وتنمية الكفاءات البشرية اللازمة لمواجهة التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

تعزيز الجهود العربية الموحدة

وأشار المهندس عادل حسن الحسين، وزير الاتصالات والتحول الرقمي في السودان، إلى أن الاجتماع يأتي استكمالًا لمسيرة العمل العربي المشترك، مع التركيز على تحقيق مجتمع عربي رقمي يكون محوره المواطن ودعائمه أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدًا على أهمية تعزيز القناعة بمحاور العمل التي تتبناها المنظمات الإقليمية والدولية، والتي تشمل النفاذ إلى وسائل الاتصالات والبنية التحتية، وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيات الرقمية.

إشادة بخطة العمل

وأشاد المهندس بسام السرحان، رئيس هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن، بخطة العمل التي طرحها الدكتور عمرو طلعت، مشيرًا إلى أنها وضعت الأمور في الاتجاه الصحيح، ودعا الدول العربية لحضور المنتدى العربي العالمي للتحول الرقمي والتنمية، معربًا عن تطلعه لاعتماد عمان كعاصمة عربية رقمية لعام 2025.

لتوصيات الرئيسية للاجتماع

خلص الاجتماع إلى عدد من التوصيات المهمة، منها:

1. إطلاق الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي: تستهدف الاستراتيجية بناء اقتصاديات عربية قادرة على المساهمة في الناتج المحلي والعالمي من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

2. استمرار الدعم للشعب الفلسطيني: دعم فعال ومستمر في مختلف عناصر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

3. تنسيق المواقف: التنسيق في مختلف القضايا المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.

4. الاتفاق على مواقف موحدة: إزاء الميثاق الرقمي العالمي الصادر عن الأمم المتحدة.

5. مبادرة التعاون الرقمي العربي: الموافقة على المبادرة المقترحة من العراق.

6. محاور العمل العربي: العمل في عام 2025 على خمسة محاور أساسية تشمل ميثاق الذكاء الاصطناعي المسؤول، وتحفيز الابتكار، وإطار حوكمي لحماية البيانات، والتعاون في قضايا الأمن السيبراني، وتطوير البنية التحتية الرقمية.

7. تشكيل المكتب التنفيذي: تشكيل المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات للسنوات المقبلة، مع انتخاب مصر رئيسًا ودولة الإمارات نائبًا للرئيس.

8. اختيار عمان كعاصمة رقمية: الإعلان عن اختيار عمان كعاصمة عربية رقمية لعام 2025.

Short Url

أخبار متعلقة