الخميس، 30 يناير 2025

10:24 ص

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

دراسة لـ"إيجي إن" تبرز كيف يمكن لمصر تبني نموذج القرى المنتجة لتحقيق التنمية المستدامة

الأحد، 26 يناير 2025 09:35 م

الرئيس عبد الفتاح السيسي و رئيس الصين

الرئيس عبد الفتاح السيسي و رئيس الصين

تُبنى فكرة القرية المنتجة على أساس أجندات، وبرامج مدروسة من الممكن أن تٌؤتي ثمارها إذا تم تنفيذها بطريقة سليمة، خاصة أن مقومات القرية المنتجة متوفرة بكثرة في القُرى المصرية، وتحتاج لمن يستكشفها، ويحسن إدارتها.

القرى المصرية

يُعد التخلص من الفقر هدفًا مشتركًا في التجربة التنموية لكل من مصر، والصين، حيث تتشابه رؤى الدولتين في معالجة هذه المشكلة. رؤية  "مصر 2030" ، التي أُطلقت في فبراير 2016، وتم تحديثها في بداية عام 2018، تركز على تحسين مستوى معيشة المواطن في مختلف جوانب الحياة. تهدف الرؤية إلى الحد من الفقر بجميع أشكاله، والقضاء على الجوع، وتوفير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية، وتحسين جودة الخدمات الأساسية، وإثراء الحياة الثقافية، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وكلها تصب في خدمة هدف مكافحة الفقر في مصر.

في إطار هذه الرؤية، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من المبادرات للحد من الفقر، مثل برنامج "تكافل وكرامة"  للتحويلات النقدية المشروطة للأسر الفقيرة، والأكثر احتياجًا، والذي قدم الدعم المالي لنحو 3.6 مليون أسرة بواقع 14.3 مليون فرد. كما أطلق مبادرة "حياة كريمة"  لتحسين مستوى المعيشة، وتوفير فرص عمل في المشروعات الصغيرة، والمتوسطة في المناطق الأكثر احتياجًا. بالإضافة إلى ذلك، بذلت مصر جهودًا كبيرة للقضاء على العشوائيات كإحدى آليات الحد من الفقرمتعدد الأبعاد، من خلال مشاريع مثل مدينة الأسمرات بالقاهرة ومشروع بشاير الخير بالإسكندرية.

على الجانب الآخر، حققت الصين نجاحًا كبيرًا في الحد من الفقر بفضل الخطط الدقيقة، والقرارات المدروسة. الخطة الخمسية الـ13 للصين، والتي شغلت الفترة من 2015 إلى 2020 ، ركزت على القضاء التام على الفقر المدقع. عملت الحكومة الصينية على تطبيق خطط لإنشاء أراضٍ زراعية عالية الجودة، ورصدت مبالغ ضخمة لتحسين حياة السكان. كما تابعت الحكومة الصينية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية ودعمتها، وقدمت العديد من الحوافز للفلاحين لتشجيعهم على الاستغلال الجيد لأراضيهم.

والجدير بالذكر أن الصين قد تخلصت من الفقر بشكل كامل تقريبًا مع نهاية عام 2020 وبذلك تكون قد حققت الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة، وهو "القضاء على الفقر"، كما حققت الصين ابتكارات عديدة في سياسات القروض للأُسر الفقيرة، فوفقًا لإحصائية عام 2019 بلغت قيمة القروض الصغيرة ما يقرب من 91 مليار دولار ، استفاد منها حوالي 15 مليون أسرة فقيرة.

صناعة الفخار

قرى مصرية وصينية تخلصت من الفقر عن طريق صناعة الفخار

قرية "الفواخير"

تُعد قرية الفواخير من القُرى المصرية المُنتجة، تقع هذه القرية في الفسطاط، مصر القديمة، يعمل أهل هذه القرية في صناعة الفخار، والذي يُعد من الصناعات التراثية منذ عهد المصريين القدماء.

في عام 2005، بدأت الحكومة المصرية التدخل لتطوير القرية ولكن تعثرت بسبب نقص التمويل، ولكنها تدخلت مؤخرًا لتقديم الدعم اللازم، حيث تم تركيب أفران تعمل بالغاز بدلًا من الأفران القديمة الملوثة للبيئة وتوفير مرافق حديثة مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

تضم القرية الآن ما يقرب من 153 فاخورة على مساحة 13 فدان، وتم تجهييز كل ورشة بأرفف لعرض المنتجات بشكل جذاب.

والجدير بالذكر أن الحكومة المصرية تسعى لوضع هذه القرية على خريطة المزارات السياحية، مما يعزز من سوق الفخار محليًا وعالميًا.

بفضل هذه الجهود تمكنت القرية من الخروج من الفقر وتحقيق نمو اقتصادي ملحوظ ، حيث تُصدر هذه القرية منتجاتها إلى العديد من الدول، مما يسهم في تعزيز دخل الحرفيين وزيادة فرص العمل بالمنطقة.

قرية " جون غتشوان"

  تقع هذه القرية في مقاطعة قويتشو، الصين، تعد هذه القرية من أبرز القرى المنتجة التي تخلصت من الفقر من خلال صناعة الفخار. كانت هذه القرية تعاني من الفقر المدقع بسبب الاعتماد على الزراعة التقليدية التي لم تكن توفر دخلًا كافيًا للسكان.

وفي إطار مبادرة الحكومة الصينية للتخفيف من حدة الفقر، تم تقديم دعم مالي وتقني للقرية لتطوير صناعة الفخار، حيث تم تدريب السكان على استخدام التقنيات الحديثة في صناعة الفخار، مما أدى إلى تحسين جودة المنتجات وزيادة الطلب عليها محليًا ودوليًا.

كما أصبحت قرية جون غتشوان وجهة سياحية، حيث يأتي الزوار لمشاهدة عملية صناعة الفخار وشراء المنتجات الفخارية المميزة.

قرى مصرية وصينية تخلصت من الفقر عن طريق زراعة الفل والياسمين 

قرية شبرا بلولة

قرية "شبرا بلولة"

تقع قرية شبرا بلولة، والمعروفة بقرية الفل والياسمين، في محافظة الغربية بـمصر. كانت هذه القرية تُعاني من الفقر الشديد حتى بدأت في زراعة الياسمين، والذي يُستخدم في صناعة العطور الفاخرة ، مثل "شانيل"  و"ديور"، كما تُنتج هذه القرية حوالي 50% من الإنتاج العالمي لعجينة الياسمين، ويعمل بها حوالي 60 ألف شخص من سكان القرية والمناطق المجاورة.

تُصدر هذه القرية يوميًا حوالي 10 أطنان من زهور الياسمين، وتُباع العجينة المستخلصة بأسعار تصل إلى 15 ألف دولار للكيلو، مما يعزز من دخل المزارعين ويساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.

قرية "هيقوي"

تقع هذه القرية في مدينة هنغتشو بمقاطعة قوانغشي، الصين. تخلصت هذه القرية من الفقر عن طريق زراعة الياسمين، حيث تم إنشاء حديقة عرص لزراعة الياسمين، وقامت الحكومة الصينية بتقديم دعم مالي وتقني للمزارعين لتبني تقنيات زراعية حديثة، مما أدى إلى زيادة إنتاجها وتحسين جودتها.

تحولت هذه القرية إلى مركز رئيسي لإنتاج الياسمين، مما ساعد على خلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الأُسر وتحسين مستوى معيشة السكان.

قرى مصرية وصينية تخلصت من الفقر عن طريق صناعة المصابيح الكهربائية

قرية "شقرف"

في قرية شقرف محافظة الغربية، تم القضاء على البطالة بفضل التحول الصناعي، حيث كانت القرية تعتمد على الزراعة، ثم بدأت في استيراد تكنولوجيا إنتاج المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة من الصين. بـمرور الوقت تمكن شباب هذه القرية من تصنيع هذه المصابيح محليًا، مما أدى إلى إنشاء مصانع متعددة في القرية تُنتج وتصدر المصابيح إلى دول مثل ليبيا والسودان.

اليوم، يعمل الرجال والنساء جنبُا إلى جنب في هذه المصانع ، مما أدى إلى القضاء على البطالة تمامًا في هذه القرية، كما أنشأت القرية مصنعًا في تنزانيا لتعزيز نطاق التصدير.

والجدير بالذكر أن هذه القرية تسعى الآن إلى الدخول في صناعة الهواتف المحمولة، مما يعزز من مكانتها كمركز صناعي متطور.

المصابيح الكهربائية

قرية "سيتوو"

تقع قرية سيتوو في مقاطعة غوانغدونغ، الصين، حيث تحولت حياة السكان للأفضل بفضل صناعة المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة.

وبفضل الدعم الحكومي والتدريب التقني تمكن السكان من إنشاء مصانع صغيرة، مما أدى إلى توفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة.

تُصدر القرية منتجاتها الآن إلى جميع أنحاء الصين والعالم، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.

وبتصدير مثل هذه النماذج للقرى المجاورة، يمكن القضاء على الفقر في مصر حال اقتداء المناطق الفقيرة  بـتلك التجارب الناجحة، ففي حالة قيام كل قرية بنقل تجاربها للقُرى الفقيرة المجاورة، أوالإستفادة من التجارب الناجحة للدول الأُخرى، فإننا نكون في الطريق الصحيح لتحقيق أُولى أهداف التنمية المستدامة في مصر بـحلول عام 2030 

Short Url

search