كيف يمكن لـ قرار وقف إطلاق النار في غزة التأثير على الاقتصاد المصري؟

الخميس، 16 يناير 2025 04:54 م

قناة السويس

تحليل ميرنا البكري

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد يسهم بشكل إيجابي في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال تحقيق استقرار إقليمي يدعم الثقة في السوق المحلي، هذا الاستقرار يشجع على زيادة الاستثمارات الأجنبية، ويرفع معدلات السياحة الوافدة، كما يعزز حركة التجارة عبر قناة السويس، أحد أهم شرايين التجارة العالمية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يفتح المجال أمام تعاون اقتصادي أوسع مع دول المنطقة، مما يدعم نمو القطاعات الحيوية مثل السياحة والتجارة البحرية.

التداعيات الاقتصادية الإقليمية والدولية للحرب الإسرائيلية على غزة

الحرب الإسرائيلية على غزة أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإقليمي والدولي، وعلى الصعيد الإقليمي، وأدت المنافذ المعطلة إلى تعطيل التجارة وتزايد التأثير على مصر والأردن ولبنان، وقد بلغت خسائر قناة السويس 7 مليار دولار في 2024، كما تواجه تحديات إضافية نتيجة لاستقبال اللاجئين وزيادة التوترات الأمنية، والتصعيد في الصراع هدد استقرار أسواق الطاقة في المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز على مستوى العالم.

أما على المستوى الدولي، فإن حالة عدم الاستقرار خلقت تقلبات في الأسواق المالية العالمية، مما خلق حالة من التخوف للمستثمرين ورفع أسعار السلع الأساسية مثل النفط والذهب، كما أن المنظمات الإنسانية تواجه ضغوطًا أكبر لتوفير الإغاثة للفلسطينيين، مما زاد العبء على الدول المانحة.

التأثيرات الإيجابية لوقف إطلاق النار في غزة على الاقتصاد المصري

تحسين حركة التجارة عبر قناة السويس:

وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على قناة السويس بعدة طرق، أبرزها أن الاستقرار الأمني في المنطقة سوف يؤدي إلى زيادة الثقة في ممرات الشحن البحرية، مما يعزز حركة السفن عبر القناة ويقلل من المخاوف المتعلقة بالسلامة، وهذا الاستقرار سيؤدي إلى تعزيز إيرادات القناة، حيث ستزيد حركة التجارة بين الدول، ويمكن أن تعود حركة الملاحة في قناة السويس إلى معدلاتها الطبيعية.

تحسين الوضع الأمني:

توقف العمليات العسكرية في غزة من شأنه أن يسهم في استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة، مما يقلل من التوترات على الحدود المصرية، وهذا سيساعد في تحفيز النشاط الاقتصادي في المناطق الحدودية، ويشجع على زيادة التجارة والاستثمارات في سيناء التي تأثرت جراء التوترات الأمنية.

زيادة حركة التجارة عبر معبر رفح:

إذا تم تهدئة الأوضاع في غزة، فمن المتوقع أن يرتفع تدفق البضائع عبر معبر رفح البري، مما يعزز التجارة بين مصر وقطاع غزة، وهذه الزيادة ستساهم في تحسن حركة السلع، وتزيد من الإيرادات الجمركية والضرائب.

تخفيف الضغط على الموازنة:

استمرار الأزمة قد يتطلب مزيدًا من الإنفاق لدعم اللاجئين الفلسطينيين أو تعزيز الأمن في المناطق الحدودية، ووقف إطلاق النار سيسهم في تقليل الحاجة لهذه التكاليف الإضافية، مما يخفف الضغط على الموازنة المصرية.

دعم قطاع السياحة:

الاستقرار في المنطقة قد يعزز الثقة لدى السياح، مما يعيد النشاط السياحي إلى مصر، خصوصًا في المناطق الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة.

تحسين تدفقات الاستثمار الأجنبي:

الاستقرار الإقليمي قد يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، خاصة في المشاريع الكبرى مثل قناة السويس وقطاع الطاقة، حيث سيكون لدى الشركات الدولية رغبة أكبر في الاستثمار في بيئة أكثر استقرارًا.

الخلاصة، يمكن لوقف إطلاق النار أن يسهم في خلق بيئة أكثر استقرارًا، مما يفتح الأفق لتحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر على المدى القصير والطويل.

Short Url

أخبار متعلقة