المهمة الصعبة.. ما هى ضوابط اختيار العاملين بمحطة الضبعة النووية؟

الخميس، 16 يناير 2025 09:06 م

محطة الضبعة النووية

العمل في المنشآت النووية يحتاج ضوابط ومؤهلات خاصة، فمعايير الأمان والدقة التي يتطلبها العمل لا تسمح بأي هامش للأخطاء، لذلك تضع المحطات النووية شروطا صارمة لمن يعمل بها، على كافة المستويات، بداية من المؤهلات العلمية والفنية والدورات التدريبية، وصولا للصحة الجسدية والنفسية والقدرة على تقدير الموقف واتخاذ القرارات.

ومن هذا المنطلق تضع محطة الضبعة النووية المصرية، التي تبنيها مؤسسة روساتوم، عملاق الصناعات النووية في العالم، شروطا عديدة لمن يعمل فيها، بداية من العمال والعناصر الإدارية، حتى كبار المسؤلين عن إدارة المحطة وتشغيلها.

تفاصيل شروط العمل في المحطات النووية

يتم تحديد شروط عديدة في كل من يعمل بالمحطات النووية، وقد أعلنت محطة الضبعة في وقت سابق عن مسابقة للعمل داخل المحطة، المنتظر تشغيل أول مفاعل بها في عام 2028، تشمل مهندسين وفنيين وعمال، وعناصر خدمات معاونة وإداريين، بالإضافة إلى الخريجين من مدرسة التكنولوجيا النووية المتطورة، التي تم تأسيسها خلال السنوات الماضية لخدمة المشروع، وتخريج كفاءات فنية قادرة على العمل في المحطة، وفهم دورة التشغيل بصورة واضحة، تحت إشراف ومتابعة من هيئة المحطات النووية المصرية، والشريك الاستراتيجي، روس أتوم، التي تتولى أعمال البناء والتشغيل.

مهندس التشغيل يأتي دائماً في مكانة مهمة، باعتباره مسؤلا عن تشغيل المفاعل داخل أو خارج حجرة التحكم، ويلزم لشغل هذه الوظيفة الحصول على ترخيص من الجهة الرقابية المسؤولة عن المشروع "الضبعة" هيئة المحطات النووية، ويجب أن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس في الهندسة، ويفضل الهندسة النووية، وأن يكون له خبرة نووية لمدة عامين على الأقل، إلى جانب اجتياز الاختبارات التحريرية والعملية والشفهية التي تعقدها هيئة المحطات النووية، ثم اجتياز الاختبارات الطبية، وتكون نتيجتها تتناسب مع الشروط التي تضعها الهيئة.

وظيفة رئيس وردية التشغيل بالمحطة النووية

في إدارة المفاعل النووي هناك وظيفة تعرف بـ“رئيس وردية التشغيل”، يتولاها مهندس مسئول عن عمليات تشغيل المفاعل أثناء التشغيل داخل وخارج حجرة التحكم، وله الحق فى التدخل وإصدار الأوامر لمهندس التشغيل وهو المسئول عن تنفيذ عمليات إدارة الوقود، ويلزم لشغل هذه الوظيفة الحصول على ترخيص من الجهة الرقابية، ويجب أن يكون قد سبق له الترخيص بالعمل كمهندس تشغيل في نفس المفاعل، وأن يكون قد عمل فيه بانتظام لمدة ثلاثة سنوات على الأقل، وأن يكون له خبرة مماثلة 3 سنوات على الأقل في تشغيل مفاعل مماثل، كما يجب أن تتضمن الخبرة عدد ساعات التشغيل السابقة، بحيث لا تقل عن 2500 ساعة.

وظيفة مدير المفاعل بالمحطة النووية

"مدير المفاعل"، وهو يعتبر أعلى الوظائف داخل المفاعل النووي، ويشترط فيمن يعمل مديراً للمفاعل أن يكون قد سبق حصوله على ترخيص لأحد وظائف التشغيل "رئيس وردية تشغيل" أو "مشغل"، إلى جانب العمل فترة لا تقل عن 3 سنوات متصلة في تشغيل نفس المفاعل الذى يتولى إدارته، بالإضافة إلى التأكد من سلامته الصحية والبدنية وفق الشروط المتعارف عليها من الجهة التي تتولى تشغيل المفاعل.

وظيفة مدير الوقاية من الإشعاع بالمحطة النووية

“مدير الوقاية من الإشعاع”، أحد الوظائف المهمة داخل المحطة النووية، ويجب أن يكون من يتقدم لها حاصلاً على درجة البكالوريوس في الطبيعة أو الكيمياء أو الطبيعة الحيوية أو الهندسة النووية أو ما يعادلها، أو حاصلاً على دبلوم الطبيعة الإشعاعي، وله خبرة نووية لمدة خمس سنوات على الأقل في مجال الوقاية من الإشعاع، منها عامان على الأقل في أعمال الوقاية الإشعاعية في المفاعلات، وسنة واحدة على الأقل في نفس المفاعل، إلى جانب اجتياز التدريب الذي تنظمه الجهة المشغلة "محطة الضبعة"، وكذلك الاختبارات الطبية.

وظيفة مدير الصيانة من الإشعاع بالمحطة النووية

"مدير الصيانة" أحد أهم الوظائف داخل المحطة النووية، وتتطلب فيمن يتولاها أن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس في الهندسة، ويفضل الهندسة الميكانيكية أو الكهربائية، إلى جانب خبرة نووية لمدة خمس سنوات على الأقل في مجال صيانة المفاعلات، منها سنة على الأقل في المفاعل الذي يرغب العمل فيه، واجتياز التدريب الذي تنظمه الجهة المشغلة، مع اجتياز الاختبارات الطبية.

وتشترط المحطات النووية عقد العديد من الاختبارات للمشغلين في المفاعل تشتمل على الامتحانات التحريرية لمهندسي التشغيل في الموضوعات الأساسية المتعلقة بهندسة ونظرية المفاعلات، والديناميكية الحرارية، والهيدروليكا الحرارية، وتصميم المفاعل وملحقاته، وأنظمة القياس والتحكم، وكذلك نظام وقاية المفاعل، ونظم الأمان الهندسية، ونظام الكهرباء، ومبادئ إجراءات التشغيل في الحالات العادية وغير العادية والطوارئ، والوقاية الإشعاعية، وقواعد التشغيل، واختبارات من واقع تقارير تحليل الأمان وكتيبات التشغيل والصيانة وخطة الطوارئ.

العديد من المتطلبات الصحية العامة، التي يجب أن تتوفر فيمن يعمل في المفاعل النووي، أولها اليقظة التامة والهدوء النفسي، ويكون لمن يعمل قدرة على التعبير عما يريد أن يقوله أو يفعله، ويستطيع عمل الاتصالات اللازمة وقت حدوث أى حادثة، وأن يكون صحيا قادر على الحركة المنظمة السريعة، التى تمكنه من الذهاب للأماكن الصحيحة لعمل ما يلزم، ويجب أن يكون خاليا من أى اختلال جسمى أو عقلي، والا يكون قد تكرر إصابته بأزمات الربو الشعبي خلال عامين كاملين قبل تقدمه لشغل الوظيفة.

القواعد الصحية الخاصة بالعمل في المحطات النووية

كما تشترط القواعد الصحية الخاصة بالعمل في المحطات النووية، بألا يكون المتقدم للعمل قد أجرى جراحات في القصبة الهوائية أو الحنجرة، أو يعاني من أمراض القلب والشرايين التاجية، وروماتيزم القلب واختلال وظائف الصمامات، أو اعتلال الدورة الدموية الطرفية وتمددات الشرايين، أو يعاني حالات القصور فى التمثيل الغذائي واختلال وظائف الغدد الصماء، ومرض السكر ذو المضاعفات التى لها تأثير مباشر على الأداء، ويتم رفض انضمامه للعمل إذا كان يعاني من أي نوبة أو حالة عقلية يمكن أن تؤثر على كفاءة العمل، وتتسبب له فى تصرفات غير سوية، وكذلك الإدمان أيا كان نوعه.

العمل في المحطات النووية لا يتوقف فقط على التخصصات الهندسية الفنية، في مختلف المجالات، لكنه يضم عناصر هامة للعمل في الموارد البشرية، والتأمين الطبي، وعناصر تأمين الموقع والدفاع المدني، والسلامة البيئية، بالإضافة إلى المسؤولين عن سلاسل التوريد، وتوفير الاحتياجات الأساسية اللازمة لدورة العمل بصورة يومية، وكل من يدخل إلى المحطة بصورة متصلة أو متقطعة، بما في ذلك إجراءات مكافحة العدوي ومواجهة الأمراض سريعة الانتشار.

ضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان سلامة المنشآت النووية

وقد وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية العديد من الضوابط الهامة والمعايير التي تضمن سلامة المنشآت النووية، على رأسها الوقاية من الإشعاعات، بحيث تظل الجرعات الناتجة عن التعرض للإشعاع داخل المنشاة، أو التعرض بسبب أي انبعاث مشع مزمع من المنشأة، أدنى من الحدود المتصلة الجرعات، وأن يتم الحفاظ عليها منخفضة إلى أقل قدر معقول يمكن تحقيقه. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يلزم تنفيذ تدابير للتخفيف من العواقب الإشعاعية لأية حوادث، ما قدر لها أن تقع، بالإضافة إلى الحفاظ على جميع مصادر الإشعاع تحت رقابة تقنية وإدارية صارمة، كما أن تصميمات المحطات النووية يشترط فيه بلوغ أعلى مستوى من الأمان يمكن أن يتحقق، بالإضافة إلى فاعلية خطط الطوارئ بصورة مستمرة، والتدريب عليها بصورة كافية تكفل دقة التنفيذ حال استخدامها.

Short Url

أخبار متعلقة