بارتفاع يصل إلى 122 مترًا.. تعرف على تاريخ إنشاء السد العالي

الخميس، 09 يناير 2025 05:18 م

مشروع السد العالي

آية عبد الهادي

تحتفل جمهورية مصر العربية اليوم، بذكرى مرور 65 عامًا على افتتاح السد العالي، أحد أعظم المشاريع الهندسية التي شهدتها مصر والعالم، والذي لا يعد مجرد إنشاء هندسي، بل هو رمز للتحدي والإرادة.

وواجهت مصر تحديات كبيرة في إدارة مياه النيل، خاصة في فترات الجفاف و الفيضان، حيث بدأت من هنا فكرة بناء السد العالي في الخمسينيات، تحديدًا في عام 1952م، وكان السد العالي، ضرورة ملحة لتحقيق الأمن المائي لمصر، وتوفير المياه اللازمة للري ولإنتاج الكهرباء، من خلال الموارد المائية.

توقيع اتفاقية مع السودان عام 1959م لبناء السد

في عام 1956م، بدأت مصر في التفكير الجاد في بناء السد، بالتوازي مع تولي جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية، حيث شهدت تلك الفترة، تزايد الحاجة إلى تنمية القطاع الزراعي و الطاقة، إلا أن العام 1959م، شهد توقيع اتفاقية مع السودان، وتم الاتفاق على بناء السد على نهر النيل في أسوان، كما بدأ المشروع العملاق رسميًا في عام 1960م، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وكان بناء السد العالي، تحديًا ضخمًا ببلوغ ارتفاعه 122 مترًا، وطوله حوالي 3,8 كيلومتر، ويحتوي على 12 توربينة لإنتاج الكهرباء، كما يعزز قدرة مصر على توليد الطاقة الكهربائية، ما أسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء.

ولم يكن السد العالي مجرد مشروع مائي، بل كان نقطة انطلاق لتغيير حقيقي في الاقتصاد المصري، حيث حقق الأمن المائي لمصر في وقت الجفاف، كما ضمن توفير المياه للزراعة طوال العام، حيث تمكنت مصر من توسيع الأراضي الزراعية، وزيادة الإنتاج الزراعي، ما انعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني، وزيادة إنتاج المحاصيل مثل القمح والأرز.

احتفال مصر بمرور 65 عامًا على بناء السد العالي

مع مرور السنوات، نشأت تحديات بيئية نتيجة لتخزين كميات كبيرة من المياه في بحيرة ناصر، حيث تم إغراق العديد من الأراضي و المناطق السكنية، من أبرز هذه التحديات:

إعادة توطين آلاف الأسر التي كانت تقيم في المناطق التي أغرقتها المياه، خاصة في منطقة النوبة جنوب أسوان.
وأدى السد إلى تغيير في النظام البيئي للمنطقة، وتغيير مجرى النهر وتخزين المياه على نطاق واسع.
التأثير على خصوبة التربة: مع تقليل فيضانات النيل السنوية، تقلصت قدرة الطمي على إثراء التربة الزراعية، ومع ذلك، تم تعويض هذا النقص، باستخدام الأسمدة الحديثة.

وبمناسبة مرور 65 عامًا على السد العالي والذي لا يعد إنجازًا هندسيًا، بل هو تحقيق لاستقلال مصر مائي واقتصادي، وكيف أن الإرادة المصرية، قادرة على التغلب على أصعب التحديات، حيث أن السد العالي، يبقى شاهدًا على القدرة المصرية على تحقيق المعجزات، وهو أيقونة وطنية، تعكس قوة الشعب المصري في بناء المستقبل.

Short Url

أخبار متعلقة