«الطاقة النظيفة» .. ترفع أسعار النحاس لمستويات قياسية فى 2025
السبت، 04 يناير 2025 01:07 م
كابلات النحاس
يتوقع أن تحقق شركات الاتصالات العالمية، أرباحاً تفوق 10 مليارات دولار من بيع النحاس، خلال الأعوام الـ 15 المقبلة، نتيجة لإزالة الكابلات القديمة من شبكاتها، وتعد هذه الخطوة بمثابة دفعة قوية للقطاع، خاصة مع تزايد الطلب المُتوقع على هذا المعدن.
وقالت شركة تي إكس أو، المختصة بمساعدة شركات الاتصالات، على إعادة تدوير النحاس وبيعه، إن عائدات بيع النحاس قد تصل إلى 720 مليون دولار بحلول عام 2025، وقد بدأت كبرى شركات الاتصالات مثل “ بي تي” البريطانية، والشركات الإسكندنافية تيليا وتيلينور، وتيلسترا الأسترالية في جني ثمار هذا التحول، ويأتي هذا في وقت يتزايد فيه الطلب على النحاس لدوره الحيوي في مشاريع الطاقة النظيفة.
الاستغناء عن الخطوط النحاسية التقليدية
ومع توسع شبكات الألياف الضوئية والتقنيات اللاسلكية، يستمر القطاع في الاستغناء عن الخطوط النحاسية التقليدية، وتشير تقديرات “إس آند بي” جلوبال كوموديتي إنسايتس، أن أسعار النحاس قد ترتفع إلى 12,000 دولار للطن المتري بحلول عام 2035، مقارنة بالسعر الحالي البالغ 9,170 دولاراً للطن.
وقال روبرت وود، مدير الأبحاث في شركة أناليسيس ماسون، رغم أن استعادة بعض الكابلات النحاسية قد تكون غير مجدية من الناحية الاقتصادية، إلا أن الأرباح المالية الصافية المحتملة عالمياً قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وأضاف أن الشركة تتوقع أن تُنهي معظم شركات الاتصالات عمليات التخلص من النحاس بحلول عام 2035، ويُعتبر النحاس المستخدم في شبكات الكهرباء والأسلاك والسيارات الكهربائية أحد المعادن، التي تشهد ارتفاعاً في الأسعار، والتي بلغت مستويات قياسية بأكثر من 11,100 دولار في مايو الماضي.
ووفقاً لتوقعات شركة التعدين “ بي إتش بي” سيرتفع الطلب على النحاس بنسبة 70 % بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2021، مدفوعاً بالتحول نحو الطاقة النظيفة، وتوسيع شبكات الكهرباء، مما سيؤدي إلى نقص حاد في المعدن.
ويرى ديفيد إيفانز، الخبير المتخصص في استرداد الأصول بشركة تي إكس أو، أن المبادرة باسترداد النحاس في الوقت الراهن تحمل في طياتها فرصة ذهبية مزدوجة: فمن جانب تحقق عوائد مالية مجزية للشركات، ومن جانب آخر تسهم في تلبية حاجة عالمية ملحة لاستدامة الموارد الطبيعية في عصر يتسارع فيه التحول نحو الطاقة النظيفة.
وأضاف التقرير، أن الارتفاع المتوقع في الطلب على المعدن يأتي في وقت يُستبعد فيه أن تتمكن صناعة تعدين النحاس من مواكبة الطلب، مما يشير إلى احتمال حدوث نقص في المعروض، وارتفاع الأسعار، وفي أستراليا حققت شركة تلسترا إيرادات إجمالية بلغت 211 مليون دولار أسترالي (132 مليون دولار أمريكي) على مدار العامين الماليين الماضيين من بيع كابلات النحاس المستخرجة.
وفي بريطانيا تخطو شركة “بي تي” خطوات واثقة في هذا المضمار، حيث نجحت في تأمين دفعة مقدمة تتجاوز 105 ملايين جنيه استرليني من مبيعات النحاس في عامها المالي 2024، معززة استراتيجيتها بشراكة استراتيجية مع شركة إي إم آر المتخصصة في إعادة التدوير تمتد حتى عام 2028، ولم تكتفِ الشركة بذلك، بل طورت برنامجاً شاملاً لإعادة تدوير معدات الشبكة القديمة، بهدف إعادة استخدامها أو تدويرها وبيعها.
أما في الشمال الأوروبي، فتقطف شركة تيليا السويدية، ثمار تحولها الاستراتيجي بعيداً عن الشبكات النحاسية، محققة عوائد تصل إلى 25 مليون يورو حتى الآن، مع توقعات بتحقيق مكاسب إضافية، تتراوح بين 2 و3 ملايين يورو في عام 2025.
كما أعلنت شركة الاتصالات النرويجية تيلينور عن خطة طموحة لاسترجاع المعادن الثمينة من شبكاتها القديمة. تستهدف الخطة استخراج كمية كبيرة من النحاس تصل إلى 250 طناً خلال عام 2025، وهو ما سيدر عائداً يقارب مليون يورو، سيتم تقاسمه مع الشركة المنفذة لأعمال الإزالة. ولا تقف طموحات الشركة عند هذا الحد، إذ تخطط لمشاريع مستقبلية أكبر تشمل استخراج كميات من النحاس، تصل قيمتها إلى 68 مليون يورو، وسيتم الحصول على هذه الكميات بشكل رئيسي من الكابلات الهوائية، وداخل المباني.
تكثيف عمليات استرجاع النحاس
وكشفت شركة الاتصالات الأمريكية" إيه تي آند تي" عن خططها لتكثيف عمليات استرجاع النحاس، وإعادة بيعه خلال السنوات المقبلة، موضحة أن عائدات هذا المشروع سيتم إعادة استثمارها في تطوير الشبكة، مؤكدة نجاحها في إعادة تدوير ما يزيد على 32 ألف طن متري من النحاس منذ عام 2021، لكن بالنسبة للعديد من شركات الاتصالات لا تزال الإيرادات الناتجة عن بيع النحاس محدودة، بسبب التكلفة العالية والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بعملية الاسترداد، إضافة إلى مخاطر سرقة الكابلات.
وضمت شركة بروكسيموس البلجيكية صوتها إلى الشركات التي تواجه تحديات في تحقيق جدوى اقتصادية من استرجاع النحاس، إذ أوضحت أن العائدات المالية من هذه العملية كانت متواضعة، وأرجعت الشركة ذلك إلى ثلاثة عوامل رئيسية: التكلفة المرتفعة لاستخراج الكابلات من مواقعها، وقلة كمية النحاس الموجودة في الكابلات مقارنة بالمواد الأخرى، وصعوبة عملية فصل النحاس عن بقية المكونات.
وقالت شركة “كي بي إن” الهولندية إنها نفذت تجارب محدودة لبيع النحاس المستخرج من شبكاتها القديمة، ورغم متابعتها الحثيثة لتطورات هذا السوق الواعد، إلا أن الشركة تواجه تحديات عملية كبيرة، خاصة في استخراج الكابلات النحاسية المدفونة تحت الأرض، وهي عملية وصفتها الشركة بأنها معقدة وباهظة التكلفة.
ووصف بيتر بارنز، المدير الإداري في قسم تمويل السلع بمؤسسة ماكواري عملية استرداد النحاس بأنها معقدة، إذ تتطلب مساراً طويلاً ومعقداً من الإجراءات، يبدأ هذا المسار بالحصول على الموافقات التنظيمية لإيقاف الشبكات القديمة، مروراً باستيفاء الاشتراطات القانونية لعمليات الاستخراج، وانتهاء بتطوير عمليات خاصة لإعادة التدوير، تضمن تحويل النحاس المستخرج إلى منتج يمكن تسويقه في الأسواق العالمية
Short Url
"المصري للدراسات الاقتصادية" يناقش آليات تحقيق الاستدامة في الاقتصاد الأزرق
19 يناير 2025 06:29 م
وزير الآثار: السياحة تعتمد على القطاع الخاص بنسبة 100%وهناك نقص في التسويق
19 يناير 2025 04:13 م
للمرة الخامسة، افتتاح أسواق اليوم الواحد بالشرقية
19 يناير 2025 05:08 م
-
الصحة : تقديم أكثر من 9 مليون خدمة طبية بالمنشأت الصحية
15 يناير 2025 02:41 م
-
قطار كل 4 دقائق ونصف.. المترو يستعد لاستقبال جمهور مباراة الأهلى والجونة
15 يناير 2025 02:16 م
-
وضع بصمته فى التنمية.. جمال عبد الناصر كان يؤمن بتحول مصر لدولة صناعية
15 يناير 2025 01:37 م
-
صون وحماية الأمن المائي، جلسة مباحثات بين وزير الخارجية ونظيره السوداني
15 يناير 2025 12:46 م
-
انخفاض أسعار الذهب في السعودية اليوم الأربعاء 15-1-2025، اعرف سعر الجرام
15 يناير 2025 12:41 م
أكثر الكلمات انتشاراً