ضغوط على اسعار النحاس.. استمرار عدم التوازن بين الاسعار العالمية للمعادن

تراجع المقياس الرئيسي للطلب على النحاس في الصين إلى الصفر، في إشارة أخرى إلى عدم التوازن بين الأسعار العالمية والسعر المقبول من المشترين في أكبر سوق للنحاس في العالم.

واستمرت العلاوات على أسعار النحاس المنقى المستورد انخفاضها المستمر منذ شهر لتصل إلى الصفر لأول مرة في بيانات "شنغهاي ميتالز ماركت" (Shanghai Metals Market) منذ 2017.

وفي هذا السياق ، يأتي هذا الانخفاض غير المعتاد إلى أدنى المستويات بعد أيام فقط من صعود سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن إلى أعلى مستوى في عامين، قرب 10 آلاف دولار للطن.

ارتفع سعر النحاس بنحو 15% في العام الجاري في بورصة لندن للمعادن، بفضل توقعات بأن يؤدي تعافي التصنيع عالمياً، ونمو الطلب الناتج عن استخدامات الطاقة الجديدة، إلى مكاسب في الأجل الطويل.

وكان الارتفاع كالأتى :

سعر النحاس 1.2% إلى 9,819 دولاراً للطن في 1:35 ظهراً بالتوقيت المحلي في شنغهاي، بعد إغلاقه منخفضاً 1.3% يوم الثلاثاء. كما ارتفعت أسعار معظم المعادن الأخرى، فارتفع سعر الزنك 1.1%، وصعد سعر القصدير 1.9% بعد انخفاضه 7.9% في الجلسة السابقة.

إلا أن الوضع في الصين مختلف، فتواصل المخزونات ارتفاعها، وأسعار العقود الفورية أقل من العقود المستقبلية، وتتجه المسابك إلى التصدير.

صرح وانغ واي، المدير العام بشركة "شنغهاي ووراي ميتالز غروب" (Shanghai Wooray Metals Group)، في مقابلة يوم الثلاثاء، أن عملاء إحدى أكبر شركات تجارة النحاس في الصين عزفوا عن شراء المعدن الأحمر منذ مارس نظراً لضعف الطلب على التنقية والتسويق.

وفي هذا الإطار ، احتاج المصنعون، أي الشركات التي تشتري النحاس وتصنع منه منتجات مثل الأسلاك أو الأنابيب، إلى أسعار أقل.

المقياس الذي انخفض إلى الصفر يعرف باسم "علاوة يانغشان"، تيمناً بمنطقة في شنغهاي تحفل بمخازن النحاس المستورد.

حيث تسدد العلاوات السعرية في المنطقة بالإضافة إلى أسعار البورصات العالمية، لذلك، فهي توفر نظرة أعمق في الإقبال على الشراء ،  وكان أعلى مستوى سجلته منذ 2017 أعلى قليلاً من 250 دولاراً للطن.

تعافي سعر النحاس اليوم الأربعاء من أكبر انخفاض يومي منذ مطلع فبراير، بعدما جددت بيانات أميركية الآمال في خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.

سعر النحاس يقلص مكاسبه بعد وصوله إلى 10 آلاف دولار للطن ، بعدما تذبذبت أسعار المعادن خلال أسبوع حافل بصدور بيانات أميركية تحظى بمتابعة دقيقة، إذ قد تؤثر على مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

وقد تعتبر أي إشارة على تباطؤ الاقتصاد الأميركي بمثابة هدية للمعادن، إذ قد يشير ذلك إلى إمكانية مضي الاحتياطي الفيدرالي قدماً في خفض أسعار الفائدة في العام الجاري.

وبالرغم من ذلك، يوضح استمرار الضغوط التضخمية أيضاً الطلب القوي على السلع الأولية.

أخبار متعلقة

روسيا تتجه لوقف استيراد معدن الليثيوم المستخدم في صناعات استراتيجية وتعتمد على الانتاج المحلي

30 مارس 2024 11:09 م