دراسة لـ "إيجي إن": تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل.. التحديات والفرص للأيدي العاملة

الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في حياتنا اليومية، حيث يحقق إنجازات مذهلة في معالجة البيانات وإنجاز المهام المتكررة بسرعة ودقة، ومع ذلك يظل الذكاء البشري المصدر الأساسي للإبداع والتفكير النقدي، حيث أن العلاقة بينهما ليست تنافسية بل تكاملية، فالذكاء الاصطناعي يدعم البشر في تنفيذ المهام الروتينية، مما يتيح لهم التركيز على الإبداع واتخاذ القرارات في سياقات معقدة.

فعلى سبيل المثال، يُستخدم في الطب لتحليل الصور الطبية واكتشاف الأمراض، بينما يعتمد الأطباء على خبراتهم لفهم احتياجات المرضى، وبالمثل، يُحسن الإنتاجية في الصناعة، بينما يبدع البشر في تطوير الحلول والمنتجات، وليس المفتاح في استبدال أحدهما بالآخر، بل في تحقيق التوازن بينهما لخلق عالم أكثر تطورًا وإنسانية.

هدف الدراسة

تهدف هذه الدراسة، إلى توضيح كيفية تحقيق التوازن بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري، مع التأكيد على أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في بعض الوظائف، ولا يمثل تنافسًا بينه وبين العقل البشري، بل يعكس علاقة تكاملية بينهما.

وستتناول الدراسة، أكثر الوظائف التي تشكل خطرًا على حياة الإنسان والتي يمكن استبدال الذكاء الاصطناعي بها للحد من تلك المخاطر، إضافة إلى ذلك، ستقدم الدراسة أهم التوصيات اللازمة لتحقيق التوازن بين الطرفين، لضمان أن تسهم ثورة الذكاء الاصطناعي في تطوير حياة الإنسان، دون التسبب في زيادة معدلات البطالة البشرية.

جدول يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في مختلف المناطق

تعريف الأتمتة

أتمتة تعني تحويل العمليات، أو الأنشطة التي كانت تُنفذ يدويًا، إلى عمليات آلية باستخدام التكنولوجيا، بحيث تتم بشكل تلقائي ودون الحاجة للتدخل البشري المستمر.

التأثيرات الإيجابية للأتمتة على سوق العمل

التأثيرات الإيجابية للأتمتة على سوق العمل تتضمن عدة جوانب رئيسية:-

1. رفع الإنتاجية والكفاءة:- الأتمتة تسهم في تحسين الإنتاجية عن طريق تقليل الأخطاء البشرية وتسريع العمليات، ما يسهم في تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة وبسرعة أكبر.

2. إيجاد فرص عمل جديدة:- رغم أن الأتمتة قد تؤدي إلى تقليص بعض الوظائف التقليدية، إلا أنها تفتح مجالات جديدة لوظائف متخصصة في مجالات مثل تكنولوجيا الروبوتات، تحليل البيانات، وصيانة الأنظمة.

3. تحسين بيئة العمل:- من خلال تولي المهام المتكررة أو الخطرة، وتقلل الأتمتة من العبء عن العمال وتساعد في توفير بيئة عمل أكثر أمانًا وصحة.

4. تعزيز قدرات القوى العاملة:- الأتمتة تمنح العاملين الفرصة للتركيز على المهام الإبداعية والابتكارية بدلًا من المهام الروتينية، ما يعزز مهاراتهم ويسهم في تطويرهم المهني.

5. دعم النمو الاقتصادي:- بزيادة الكفاءة الإنتاجية وقدرة الشركات على التنافس، تساهم الأتمتة في تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة فرص السوق.

6. تعزيز الابتكار:- من خلال خفض التكاليف وتحسين الكفاءة، توفر الأتمتة للشركات، القدرة على استثمار المزيد في البحث والتطوير، ما يعزز الابتكار والنمو المستدام.

على الرغم من هذه الفوائد، من الضروري دعم العمال من خلال برامج تدريبية تساعدهم على التكيف مع التقنيات الحديثة، وتطور مهاراتهم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل المستقبلي.

التأثيرات السلبية للأتمتة على سوق العمل

التأثيرات السلبية للأتمتة على سوق العمل تشمل عدة جوانب:-

1. فقدان الوظائف:- الأتمتة قد تؤدي إلى استبدال الوظائف التقليدية، خاصة في القطاعات التي تعتمد على العمل اليدوي أو المهام الروتينية مثل التصنيع والنقل.

2. صعوبة التكيف:- العديد من العمال قد يواجهون صعوبة في تعلم المهارات الجديدة المطلوبة للعمل في مجالات الأتمتة، مما يؤدي إلى فجوة في المهارات.

3. زيادة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية:- الأتمتة قد تزيد الفجوة بين العمال الذين يمتلكون مهارات تقنية متقدمة وبين أولئك الذين لا يمتلكونها، مما يساهم في تفاقم التفاوت الاقتصادي.

4. وظائف متخصصة فقط:- قد تقتصر الوظائف المتاحة على المهارات التقنية المتقدمة، ما يقلل التنوع في أنواع الوظائف المتاحة.

5. تأثر العمال ذوي المهارات المحدودة:- الأتمتة قد تقلل من الفرص للعمال الذين يقومون بمهام بسيطة ومنخفضة الأجر، ما يجعل من الصعب عليهم العثور على وظائف جديدة.

6. تأثير على الاقتصاد المحلي:- في بعض الأماكن، قد تؤدي الأتمتة إلى تقليص الوظائف المحلية، ما يزيد من معدلات البطالة في تلك المناطق.

7. ضغط على القطاعات الأخرى:- انتقال العمال من قطاعات تأثرت بالأتمتة إلى قطاعات أخرى قد يزيد من المنافسة على الوظائف في هذه القطاعات، مما يخلق ضغطًا إضافيًا، لذلك، من المهم تطوير برامج تدريبية وداعمة تساعد العمال على التكيف مع التغيرات الناتجة عن الأتمتة

تأثير الذكاء الاصطناعي على فقدان الوظائف في القطاعات المختلفة حتى عام 2030

وفقًا لتقرير (Mckinsey & Company) بعنوان " الذكاء الاصطناعي في التصنيع: الفرص والتحديات"

هذا هو الرسم البياني الذي يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على فقدان الوظائف في القطاعات المختلفة حتى عام2030م، كما يظهر في الرسم البياني، يُتوقع أن يشهد قطاع التصنيع أكبر نسبة فقدان للوظائف، بنسبة تصل إلى 20%، يليه قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 10%، بينما تكون القطاعات الأخرى مثل الرعاية الصحية والتعليم أقل تأثرًا.

أكثر 10 وظائف تشكل تهديدًا على حياة الإنسان ويمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي

1. عمال المناجم:- استخدام الروبوتات والطائرات بدون طيار لفحص المناجم وتقليل التعرض للغبار السام.

2. العاملون في المصانع الكيماوية:- استخدام الروبوتات لأداء المهام الخطرة، مثل التعامل مع المواد الكيميائية السامة.

3. العاملون في البناء:- استبدال البشر بالروبوتات المتقدمة والطائرات بدون طيار في المهام المرتفعة والخطيرة.

4. عمال النظافة والنفايات:- استخدام الروبوتات الذكية لفرز والتعامل مع النفايات الخطرة.

5. العاملون في الزراعة:- استخدام الروبوتات الزراعية والطائرات بدون طيار للرش والحصاد دون تعرض العمال للمبيدات.

6. العاملون في مصانع الإلكترونيات:- استخدام أنظمة الأتمتة لإتمام العمليات الكيميائية والإلكترونية بأمان.

7. الصيادون والعاملون في البحر:- استخدام السفن الروبوتية والطائرات بدون طيار للبحث أو تنفيذ العمليات البحرية.

8. السائقون:- استبدال السائقين بالشاحنات الذاتية القيادة لتقليل الحوادث.

9. عمال الصرف الصحي:- استخدام الروبوتات لتحليل ومعالجة المياه لملوثة.

10. العاملون في التعدين البحري: استخدام الروبوتات البحرية لتقليل مخاطر العمل في أعماق البحر مثل الغمر والحوادث.

الخاتمة والتوصيات

1. تحديث التعليم:- دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، لإعداد الأجيال لمتطلبات سوق العمل المستقبلية.

2. تنظيم دورات تدريبية:- توفير برامج تدريبية للعمال لتعلم كيفية استخدام التكنولوجيا المتقدمة في وظائفهم.

3. دعم المتضررين من الأتمتة: إنشاء برامج لإعادة تأهيل العاملين الذين تأثرت وظائفهم بالذكاء الاصطناعي ومساعدتهم ماليًا خلال مرحلة الانتقال.

4. تعزيز التعاون بين الإنسان والآلة: تصميم تقنيات ذكاء اصطناعي تعمل جنبًا إلى جنب مع البشر، بدلًا من أن تحل محلهم.

5. زيادة الاستثمار في الابتكار:- تمويل الأبحاث لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وأمانًا.

6. مساندة الشركات الصغيرة:- تقديم دعم مالي وتقني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتبني الذكاء الاصطناعي دون الإضرار بالعمالة.

7. تشريع استخدام الذكاء الاصطناعي:- وضع قوانين تنظم استخدامه بشكل أخلاقي مع حماية حقوق العمال.

8. تطوير المهارات البشرية الفريدة:- التركيز على تعزيز المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل الإبداع والتفكير الاستراتيجي.

9. استبدال الإنسان بالآلة في الوظائف الخطرة:- استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال التي تعرض حياة البشر للخطر، مثل التعدين والإنقاذ.

10. التركيز على الفائدة المجتمعية:- استغلال الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة الحياة في مجالات مثل التعليم، الصحة، وحماية البيئة.

أخبار متعلقة

الرئيس السيسي يتابع إطلاق النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي

29 ديسمبر 2024 03:17 م

خبير مصري يقود مسيرة «إنتل العالمية» في الذكاء الاصطناعي

24 ديسمبر 2024 08:24 م

«الخارجية» تجري جولة مشاورات حول الذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي مع كينيا

22 ديسمبر 2024 06:52 م

جوجل كروم يتصدى لعمليات الاحتيال بالذكاء الاصطناعي

21 ديسمبر 2024 09:57 ص