تجاوزت مليار دولار.. عضو غرفة الطباعة والتغليف لـ «إيجي إن»: نساهم بـ 7% من الناتج المحلى

الإثنين، 23 ديسمبر 2024 10:23 م

التعبئة والتغليف

تعد صناعة الطباعة والتغليف واحدة من القطاعات الإقتصادية الحيوية التي تلعب دورًا محوريًا في سلسلة الإمداد والتجارة على مستوى العالم، بل تلعب على تحسين الصورة الذهنية للسلع، فهي لا تقتصر على حماية المنتجات ونقلها، بل تتجاوز ذلك لتصبح أداة تسويقية مؤثرة تسهم في جذب العملاء وزيادة المبيعات.

ويستعرض موقع "إيجي إن" خلال السطور التالية، أبرز الجوانب المتعلقة بصناعة التعبئة والتغليف داخل مصر،

أولاً: ما هي صناعة الطباعة والتغليف والتعبئة؟

تعد صناعة التعبئة والتغليف، قطاع صناعي معني بتصميم وتصنيع المواد المستخدمة لتغليف المنتجات وحمايتها، سواء أثناء التخزين أو النقل أو العرض، بالإضافة إلى أنها مكونًا حيويًا في قطاع الخدمات اللوجستية، حيث تسهم بشكل كبير في كفاءته وفعاليته.

تتضمن هذه الصناعة إنتاج العبوات والمواد المخصصة لتغليف مختلف أنواع السلع، مثل المنتجات الغذائية، والدوائية، والصناعية، والمنتجات الفاخرة.

تعمل هذه الصناعة على توفير حلول تغليف تناسب احتياجات السوق والمنتجات، وتساهم في حماية السلع من التلف أو التأثيرات البيئية، مع تعزيز قيمتها التسويقية وجاذبيتها للمستهلكين، وخلق صورة ذهنية إيجابية عن السلع لدى المستهلكين.

وشهدت هذه الصناعة في السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا، مدعوماً بزيادة الطلب الاستهلاكي والنشاطات التصديرية المتزايدة.

ويقدر حجم سوق التغليف الورقي في مصر بـ 2.32 مليار دولار لعام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.86 مليار دولار بحلول عام 2029 ، بمعدل نمو سنوي يبلغ نحو 4.22٪ خلال الفترة المتوقعة (2024-2029)، وفقاً لتحليلات mordorintelligence.

وقال المهندس أحمد جابر، عضو غرفة صناعة التعبئة والتغليف باتحاد الصناعات المصرية، عضو غرفة الجيزة التجارية ، في تصريحات خاصة لموقع "إيجي إن"، إن هذه الصناعة الخدمية مرتبطة بالصناعة في مصر بشكل عام، لأنها تخدم على الصناعات المصرية كالصناعات الغذائية والكيماوية والهندسية وغيرها، عن طريق توفير مواد التعبئة والتغليف لهذه الصناعات.

وأوضح "جابر"، أن كل تقدم في الصناعة المصرية يقابله تقدم في صناعة التعبئة والتغليف لتواكب الطلب في السوق المحلي أو التصدير في السوق الخارجي، بالإضافة إلى أنها تساهم بنسبة تتراوح ما بين 5 إلى 7% من الناتج المحلي المصري.

ثانياً: أبرز المواد المستخدمة في صناعة التعبئة والتغليف

وكشف عضو غرفة صناعة الطباعة والتغليف، عن بعض الطرق المتبعة للحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، والتي من أبرزها التحول من البلاستيك إلى الورق للحفاظ على البيئة مثل تعبئة اللبن في العبوات الورقية والكرتونية، مشيراً إلى أن السبب في ذلك هو أن البلاستيك ليس صديق للبيئة، بالإضافة إلى أن عملية إعادة تدويره تؤثر سلباً على البيئة، مؤكدأ أن محافظة البحر الأحمر منعت استخدام البلاستيك للحفاظ على السياحة.

وتتعدد المواد المستخدمة في صناعة التعبئة والتغليف لتلبية احتياجات السوق المختلفة، ومن أبرزها:

الورق والكرتون: وهما من أبرز وأهم مواد التغليف المستخدمة، لما يتميزان به من خفة الوزن وسهولة الطباعة عليهما، بالإضافة إلى أنهم أصدقاء للبيئة، ويمكن إعادة تدويرهم.

المعادن: مثل الألومنيوم والقصدير، وتُستخدم بشكل أساسي في تعبئة المشروبات الغازية والأطعمة المحفوظة.

الزجاج: يُستخدم في تعبئة المنتجات الفاخرة كالعطور والمشروبات الكحولية.

المواد الحيوية القابلة للتحلل: وهي مواد صديقة للبيئة تُستخدم بشكل متزايد مع الاهتمام العالمي بالاستدامة.

الأغلفة الخشبية: تُستخدم الأخشاب في تغليف المنتجات الفاخرة مثل العطور والهدايا لتوفير مظهر راقٍ يعكس جودة المنتج، بالإضافة إلى استخدامها في المجال البيئي، حيث إن بعض الأغلفة الخشبية تُصنع من مواد قابلة لإعادة التدوير أو الخشب المعاد تدويره، مما يجعلها خيارًا صديقًا للبيئة.

ثالثاً: نسبة التعبئة والتغليف من سعر المنتج النهائي

تشكل تكلفة التعبئة والتغليف نسبة متفاوتة من سعر المنتج النهائي، وذلك بناءً على نوع المنتج وطريقة تغليفه، والدولة التي يتم التصدير إليها.

وقال رئيس غرفة صناعة الطباعة والتغليف، إن تكلفة التعبئة والتغليف تتراوح ما بين 5 إلى 7% من قيمة المنتج.

رابعاً: دور التعبئة والتغليف في خلق صورة ذهنية مميزة للسلعة

تلعب التعبئة والتغليف دورًا أساسيًا في خلق صورة ذهنية إيجابية للمنتجات، حيث تُعد أول نقطة تفاعل بين العميل والمنتج، فالتعبئة والتغليف ذات الجودة العالية ضرورية للوصول إلى الأسواق الدولية، حيث يطالب المستهلكون بمواد عالية الجودة، قابلة لإعادة التدوير أو إعادة الاستخدام، وتلبية هذه المعايير ليست مجرد مسألة الامتثال للوائح، بل هي أيضًا تعزيز للمميزات التنافسية، فالحلول المبتكرة في مجال التعبئة والتغليف يمكن أن تقلل التكاليف، وتزيد من الربحية، والأهم من ذلك، تعزز صورة العلامة التجارية وثقة المستهلك، ويمكن تلخيص دورها فيما يلي:

جذب الانتباه: تصميم جذاب يعكس هوية العلامة التجارية.

توصيل الرسالة: توفير معلومات واضحة ومقنعة عن المنتج.

تعزيز الولاء: تغليف مبتكر يزيد من ثقة العملاء ويشجع على إعادة الشراء.

التفرد: تقديم تصاميم مميزة تساعد المنتج على التميز في السوق.

وفي هذا السياق، قال المهندس أحمد جابر، إن هناك مقولة عن التغليف وهي "يحمي ويصون ويبيع"، مشيراً إلى أنه أحد الأساليب البيعية للمنتج، فالتصميم والشكل الجديد للعبوة يشجع المستهلك على التجربة والشراء، مما يصنع صورة ذهنية إيجابية لدى المستهلك، قائلاً: "العميل يشتري العبوة قبل المنتج نفسه".

خامساً: تأثير صناعة التعبئة والتغليف على الصادرات

تلعب صناعة التعبئة والتغليف دورًا كبيرًا في دعم الصادرات وزيادة تنافسية المنتجات في الأسواق العالمية، وتتمثل أبرز تأثيراتها في الآتي:

زيادة الصادرات: تغليف عالي الجودة يُظهر المنتج بمظهر احترافي يعزز ثقة المستوردين.

حماية المنتجات: التغليف الجيد يضمن وصول المنتجات بحالة ممتازة.

مواكبة المعايير الدولية: الالتزام بمعايير التعبئة والتغليف المطلوبة في الأسواق الخارجية.

التراجع في الصادرات: قد يؤدي تغليف غير ملائم إلى رفض المنتجات أو الإضرار بسمعة العلامة التجارية.

وقال المهندس أحمد جابر، إن التصدير المباشر لقطاع التعبئة والتغليف ، أي تصدير مواد التغليف كالكرتون والورق مباشرة للمصانع الخارجية، يبلغ حوالي "مليار دولار" في السنة، والتصدير غير المباشر والمتمثل في تصدير المنتجات مغلفة ومعبأة، يمثل من 5 إلى 7% من إجمالي حجم الصادرات المصرية.

وأوضح "جابر" أن هناك اختلاف بين تغليف المنتجات المحلية والمنتجات التي يتم تصديرها للخارج، قائلاً: "كل سوق وله متطلباته في التغليف"، موضحاً أن بعض الأسواق الأفريقية لا تقبل تغليف المنتجات البلاستيك للحفاظ على البيئة.

وتُمثل صناعة التعبئة والتغليف عنصرًا حيويًا لا يمكن تجاهله في رحلة أي منتج من المصنع إلى يد المستهلك، وتحسين جودة التغليف ومواكبة التطورات التكنولوجية، يمّكن هذه الصناعة من أن تكون عاملًا أساسيًا في تعزيز الاقتصاد وزيادة الصادرات، ولكن يبقا التمويل هو التحدي الأكبر الذي يواجه القطاع.

Short Url

أخبار متعلقة