الجمال المزيف، هل يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف الموضة والإعلانات؟(فيديو)
الجمعة، 07 مارس 2025 12:19 م

الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج نماذج بشرية
لطالما ارتبطت معايير الجمال في الإعلانات بصور العارضين والعارضات المثاليين،حيث كان يُنظر إلى تلك الصور على أنها انعكاس حقيقي للجمال الطبيعي،لكن مع تطور التكنولوجيا، تغيّرت المعادلة تمامًا، وأصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على إنتاج نماذج بشرية رقمية تكاد تكون مطابقة للواقع، رغم أنها غير موجودة في الحقيقة.

اليوم، قد يشاهد المستهلك إعلانًا لمنتج ما، ويُعجب بملامح العارضة أو العارض دون أن يدرك أن هذه الصورة ليست لشخص حقيقي، بل مجرد مجموعة من الأكواد والبيانات المصممة بواسطة الحاسوب، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل بدأت العلامات التجارية الكبرى في استبدال العارضين التقليديين بنماذج رقمية، ما يوفّر عليها تكاليف باهظة كانت تُنفق على جلسات التصوير في مواقع عالمية مثل باريس أو المالديف.
توفير في التكاليف أم تهديد للوظائف؟
رغم أن الذكاء الاصطناعي يوفّر الوقت والمال،إلا أنه في المقابل يطرح تساؤلات حول مصير العاملين في هذا المجال، مثل العارضين والمصورين وخبراء التجميل وتصميم الأزياء، إذ لم يعد من المستبعد أن يصبح المكياج والأزياء أيضًا من اختصاصات الذكاء الاصطناعي، ما يهدد مستقبل العديد من الوظائف في صناعة الموضة والإعلانات.

لكن السؤال الأهم: هل يمكن للمستهلك العادي أن يفرّق بين الصور الحقيقية والمُصنعة؟
في ظل التطورات المتسارعة، بات من الصعب التمييز بينهما، حيث أصبحت التفاصيل الرقمية دقيقة للغاية، لدرجة أن البشرة والإضاءة والتعبيرات تبدو طبيعية تمامًا. ورغم ذلك، قد يشعر البعض عند التدقيق بأن هناك "مثالية زائدة" تجعل الصورة تبدو غير واقعية.
تأثير خطير على معايير الجمال
يُثير هذا التحول مخاوف بشأن تأثير "الجمال الصناعي" على المفاهيم المجتمعية للجمال الطبيعي. فحين تمتلئ الإعلانات بصور مثالية خالية من العيوب، قد يؤدي ذلك إلى خلق معايير غير واقعية للجمال، ما يؤثر سلبًا على ثقة الأفراد بأنفسهم، خصوصا بين فئة الشباب الذين يسعون لمقارنة أنفسهم بصور لا تعكس الواقع.

من الإعلانات التقليدية إلى الرقمية.. الفارق كبير
تستغرق الإعلانات التقليدية أسابيع أو حتى أشهر من التحضير،وتتكلف عشرات الآلاف من الدولارات،خاصة إذا تضمنت جلسات تصوير خارجية وسفرًا وفريق عمل كبيرًا. في المقابل، يمكن للإعلانات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن تُنتج خلال يومين فقط، وبتكلفة قد لا تتجاوز 500 يورو،مقارنة بـ35 ألف يورو في بعض الحالات التقليدية.
قوانين غير واضحة.. هل هناك ضوابط؟
رغم انتشار هذه التقنية، لا تزال القوانين المنظمة لاستخدام الصور الرقمية غير واضحة تمامًا. ففي بعض الأماكن، مثل نيويورك، بدأ المشرّعون في وضع قوانين تحمي العارضين من استغلال صورهم رقميًا دون إذنهم،إلا أن هذه الإجراءات لا تزال بحاجة إلى مزيد من التنظيم لضمان حقوق الأفراد في ظل هذا التطور التكنولوجي المتسارع.
فرصة أم تهديد؟
التكنولوجيا تفتح أبوابًا جديدة، لكنها في الوقت ذاته تغلق أخرى،ومع استمرار توسع دور الذكاء الاصطناعي في عالم الموضة والإعلانات،يبقى التساؤل مطروحًا: هل سيتمكن المستهلك من التمييز بين الحقيقي والمزيّف؟ وكيف سيؤثر ذلك على نظرته للجمال؟
الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من حياتنا، لكن يبقى القرار في كيفية استخدامه بيد الإنسان. فهل سيمثل هذا التطور فرصة لمستقبل أكثر كفاءة، أم تهديدًا للواقعية التي اعتدنا عليها؟
Short Url
قصة نجاح «Airbnb» من أزمة مالية إلى إمبراطورية عالمية
10 مارس 2025 01:07 م
«واتساب» رحلة من الابتكار البسيط إلى الاستحواذ التاريخي بـ 19 مليار دولار (فيديو)
10 مارس 2025 12:38 م


أكثر الكلمات انتشاراً