"تشيرنوبيل" بين الماضي والحاضر فما الذي نعرفه عن الموقع النووي

الجمعة، 14 فبراير 2025 08:00 م

المتحدث باسم الكرملين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن طائرة مسيرة روسية تسببت في أضرار جسيمة لملاجئ احتواء الإشعاع في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، وذلك في حدث وقع أثناء مشاركة كبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين في مؤتمر ميونيخ للأمن لمناقشة الحرب في أوكرانيا، واصفًا الهجوم بأنه "استفزاز"، مشيرًا إلى أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تهاجم محطات الطاقة النووية وتحتلها، من جهة أخرى، بحسب وكالة رويترز.

تفاصيل الهجوم

وصرح زيلينسكي أن الطائرة المسيرة الروسية استهدفت الملجأ الذي يغطي وحدة الطاقة المدمر، ما أدى إلى اندلاع حريق تم إخماده لاحقًا، وقد قدرت الأضرار الأولية بأنها كبيرة، حيث تضرر الملجأ في منطقتين مختلفتين، وتعمل السلطات الأوكرانية على تحديد حجم الضرر بدقة.

وقالت المتحدثة باسم خدمات الطوارئ الأوكرانية، سفيتلانا فودولاها، إن الهجوم أوقع أضرارًا في منطقتين من الملجأ، مشيرة إلى أن الخبراء سيعملون على تحديد حجم الأضرار بشكل دقيق.

وفي نفس السياق، عقد وزير خارجية أوكرانيا، أندريه سيبيا، اجتماعًا طارئًا مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، لمناقشة تفاصيل الهجوم على محطة تشيرنوبيل.

ونشر أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، صورا للملجأ مع ما يبدو أنه حريق صغير بالقرب من الجزء العلوي من قوسه الواسع.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن اتهامات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي لروسيا بأنها هي التي هاجمت محطة الطاقة النووية غير حقيقة، حيث إنه لا يملك معلومات دقيقة عن الحادث، واعتبرها "استفزازًا" أيضًا.

وبحسب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بلغت تكلفة الاحتجاز الآمن الجديد 1.5 مليار يورو (1.57 مليار دولار) وتم تمويله من قبل 45 دولة ومؤسسة مانحة.

معلومات عن الملجأ

والملجأ المعروف باسم "الاحتجاز الآمن الجديد" هو هيكل ضخم تم بناؤه في عام 2019 من الفولاذ والخرسانة، بهدف احتواء الإشعاع الناتج عن الحطام النووي، يتكون الهيكل من قوس فولاذي بارتفاع 108 أمتار وطول 162 مترًا، وقد كلف إنشاؤه 1.5 مليار يورو، تم تمويله من قبل 45 دولة ومؤسسة مانحة.

**محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية- أرشيفية**

تأثير الحادث

ويأتي الهجوم في وقت حساس، حيث تستمر الحرب بين أوكرانيا وروسيا، ما يزيد من القلق الدولي بشأن الأمان النووي في المنطقة، ولا تزال أوكرانيا تسعى لتقديم معلومات دقيقة للمجتمع الدولي، مؤكدة على أهمية حماية مواقع مثل تشيرنوبيل من أي تهديدات.

معلومات تاريخية

وفي 26 أبريل 1986، وقع انفجار في المفاعل الرابع لمحطة تشيرنوبيل، نتيجة خطأ بشري من قبل المهندسين السوفييت الذين كانوا يديرون المحطة، وقد أوقف المشغلون أنظمة التحكم المهمة في المفاعل الرابع في انتهاك لقواعد السلامة، ما أدى إلى الوصول إلى ظروف غير مستقرة ومنخفضة الطاقة.

وتسبب ارتفاع مفاجئ في التيار الكهربائي في سلسلة من الانفجارات عند الساعة 1:24 صباحًا بتوقيت جرينتش، ما أدى إلى انفجار غطاء المفاعل الثقيل المصنوع من الفولاذ والخرسانة، وأطلق سحابة من الغبار المشع التي انتشرت عبر شمال وغرب أوروبا، حتى وصلت إلى شرق الولايات المتحدة.

الوفيات والأضرار

ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تسبب الانفجار في انبعاث كميات هائلة من الإشعاع، فإن الكارثة تسببت في تلويث مساحة تزيد على 150 ألف كيلومتر مربع في أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا، وتم فرض منطقة محظورة حول الموقع بمسافة 30 كيلومترًا، وقدرت وكالات الأمم المتحدة أن عدد القتلى بسبب الانفجار والتعرض للإشعاع يصل إلى عدة آلاف، مع تقديرات تشير إلى أن نحو 4000 شخص سيموتون في المستقبل نتيجة للتعرض للإشعاع، وومع ذلك، تشير منظمة السلام الأخضر البيئية إلى أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى بكثير، حيث قدرت أن حالات الوفاة الإضافية بسبب السرطان وصلت إلى 93 ألف حالة على مستوى العالم.

الاحتواء

وبعد الكارثة، قام الاتحاد السوفييتي ببناء هيكل حول المفاعل المنفجر لاحتواء الإشعاع الناجم عن كميات اليورانيوم الضخمة التي كانت لا تزال موجودة في المفاعل، ومع مرور الوقت، بدأت المخاوف الدولية تتزايد بشأن أن الهيكل الأصلي لم يكن كافيًا لاحتواء الإشعاع.
ووفقًا لشركة الهندسة الأمريكية "بيكتل"، كانت هناك العديد من الفجوات في البناء، كما أن معظم أجزاء التابوت لم تكن مثبتة بالهيكل الأساسي، ما جعل الهيكل عرضة لتسرب مياه الأمطار والزلازل.

وفي ضوء هذه المخاوف، تم جمع الأموال من 45 دولة ومنظمة مانحة لبناء "الاحتجاز الآمن الجديد"، وهو هيكل ضخم على شكل قوس من الفولاذ والخرسانة، تم بناؤه فوق الهيكل السوفييتي القديم، تم الانتهاء من بناء هذا الهيكل رسميًا في عام 2019، وتم تسليمه للحكومة الأوكرانية بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.