بث تجريبي

الأحد، 19 يناير 2025

11:53 م

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

الهيدروجين الأخضر.. ارتفاع تكلفة إنتاجه يهدد بقائه

السبت، 04 مايو 2024 07:07 م

الهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأخضر

تقرير أ ش أ

تتباين الآراء حول جدوى استخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة يمكن تحقيقه على أرض الواقع، حيث يرى البعض أنه من مصادر الطاقة الواعدة التي يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في خفض انبعاثات الكربون وتحقيق أهداف الاستدامة، بينما يرى آخرون صعوبة تحقيقه على نطاق واسع بسبب تحديات التكلفة والبنية التحتية.


ويرى الخبراء أن الهيدروجين الأخضر "وقود المستقبل" باعتباره بديلاً نظيفًا للوقود الأحفوري التقليدي إذ يُنتج من خلال التحليل الكهربائي للماء باستخدام طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ولا ينتج عن احتراقه أي انبعاثات ضارة، مما يساهم في مكافحة تغير المناخ، كما أن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري يعزز أمن الطاقة ويقلل من أثر تقلبات أسعار الطاقة.


كما يتميز الهيدروجين الأخضر بتعدد استخداماته، حيث يمكن استخدامه في توليد الكهرباء وكوقود للسيارات والقطارات بالإضافة إلى تطبيقات صناعية متنوعة، فضلا عن أن تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر بشكل عام تساهم في خلق فرص عمل جديدة في مجالات الإنتاج والتخزين والنقل.


على جانب آخر يشكك البعض في جدوى استخدام الهيدروجين الأخضر استخدامه على نطاق واسع بسبب عدة تحديات أبرزها التكلفة المرتفعة والتي تعد حاليًا أكبر العقبات التي تواجه التوسع في استخدامه، حيث تبلغ تكلفة إنتاجه حاليًا ثلاثة أضعاف تكلفة إنتاج الهيدروجين الرمادي المشتق من الوقود الأحفوري.


ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة تصل تكلفة إنتاج كيلو جرام من الهيدروجين الأخضر إلى حوالي 6 دولارات بينما تبلغ تكلفة إنتاج كيلو جرام من الهيدروجين الرمادي دولارًا واحدا فقط، متوقعة أن تنخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 1.2 دولار للكيلوجرام بحلول عام 2030 مع تطور التقنيات وانخفاض تكاليف الطاقة المتجددة.


أضف إلى ذلك أن صغر حجم سوق الهيدروجين الأخضر يقلل من الاستثمارات الكبيرة اللازمة لتطوير تقنيات الإنتاج وخفض التكاليف، كما أن كفاءة عملية التحليل الكهربائي التي تستخدم لإنتاج الهيدروجين الأخضر ما زالت تحتاج إلى تطوير وتحسين كبير. 


كما تتطلب صناعة الهيدروجين الأخضر بنية تحتية جديدة لتخزين ونقل هذا الوقود، بما يشمل شبكات نقل ومحطات وقود خاصة، ويعد تخزين الهيدروجين الأخضر تحديًا كبيرًا، إذ إنه غاز ذو كثافة منخفضة سهل التسرب، لذلك توجد طريقتان رئيسيتان لتخزينه.


الطريقة الأولى التخزين على شكل غاز مضغوط، وتتطلب هذه الطريقة ضغط الهيدروجين إلى مستويات عالية، ما يحتاج إلى طاقة إضافية، كما توجد تحديات تتعلق بالسلامة، والطريقة الثانية التخزين على شكل سائل، حيث يتم تبريد الهيدروجين إلى درجات حرارة منخفضة جدًا (-253 درجة مئوية) لتحويله إلى سائل، لكنها عملية مكلفة وتستهلك طاقة أيضًا.


في المقابل، يجري البحث حاليًا عن طرق لتخزين الهيدروجين بشكل آمن في خزانات تحت الأرض، وكذلك تحويل الهيدروجين إلى أمونيا (NH3) لتخزينه ونقله بشكل أسهل، ثم إعادة تحويله إلى هيدروجين عند الاستخدام.


والسؤال هنا هل يمكن أن يكون الهيدروجين الأخضر هو وقود المستقبل في عالم خال من الانبعاثات؟ لا تزال الإجابة على هذا السؤال معلقة بين آراء المتفائلين والمتشككين، لكن ما لا جدال فيه هو أن هذا الوقود النظيف يمثل أملًا واعدًا لكسر هيمنة الوقود التقليدي والحد من آثاره السلبية.

 إن الطريق نحو تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلًا، بل يتطلب استثمارات ضخمة في مجال البحث والتطوير وتقديم حوافز كبيرة للمستثمرين، بالإضافة إلى تعاون دولي كبير.

Short Url

showcase
showcase
search