للمزارعين .. كل ما تريد معرفته عن الكبريت الزراعي وأهميته للنباتات

الخميس، 24 أكتوبر 2024 08:28 ص

الكبريت الزراعي

هدير جلال

على الرغم من أن الكبريت هو ثاني أهم المغذيات للنبات بعد النيتروجين، إلا أن معظم المزارعين يتجاهلونه في الزراعة الحديثة ، إلا أنه أصبح أهم مغذي في برامج التسميد مثله مثل النيتروجين تمامًا .

ويدخل الكبريت الزراعي في العديد من الزراعات الحديثة على رأسها ( بنجر السكر – البطاطس الشتوية – البصل – الفاصوليا _ البسلة – شتل الخضر – شتل الفاكهة – الخدمة الشتوية للفاكهة ..الخ) بحسب “إيجي إن ".

ووفقًا لنصائح الخبراء في هذا المجال فإنه يقدم فوئدًا للنباتات للعاملين والمهتمين بالقطاع الزراعي والمزارعين وبالأخص المبتدئين، حسبما أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة.

نصائح هامة للمزارعين عن أهمية الكبريت الزراعي

لابد من تحويل الكبريت إلى صورة كبريتات (سلفات)، لكي يستطيع النبات الاستفادة منه، حيث أنه لابد أن يتمعدن أي (يتأكسد ) في التربة مع بداية الزراعة، وترتبط وظائف الكبريت بوظائف الآزوت، حيث يعملان بشكل متكامل بطريقة أفضل مع التجهيز، ثم يتم خلطه مع التربة أثناء الحرث والتخطيط.
ويعد الكبريت أحد العناصر النادرة القادرة على إيجاد حلول لمشاكلات زيادة فساد التربة القلوية ( التربة المصرية)، وخاصة أنه يعادل موضوع زيادة الكالسيوم ( الذي يضاف في صورة السوبر فوسفات ).

يفضل إضافة الكبريت الزراعي، بعد الحرث وقبل التزحيف والتسوية والتخطيط .بالمعدلات التالية:

محاصيل الحبوب ( قمح وشعير) 50 كجم للفدان.
محاصيل الخضر الثمرية مثل الطماطم والفلفل والخيار و الكوسة والبطيخ 75 كجم.
المحاصيل الخضراء الورقية والطبية العطرية 50 كجم للفدان.
المحاصيل البطاطس والبنجر والبصل والثوم والفول بمعدل 100 كجم للفدان.
الفاكهة 250 جم للشجرة .

الجدير بالذكر أن للكبريت الزراعي أسماءًا عدة في مصر، مثل (كبريت كفر الزيات، وكبريت السويس، وبعض الشركات تسميه "سوريل" زراعي)، ويعد هذا الشكل الأكثر انتشارًا، حيث يوجد تركيزٌ للكبريت فيه بنسبة تصل إلى 98%، وهذا لا يذوب، ولذلك يتم إضافته مع التربة بتجهيز أو تعفير النباتات.

الشكل الثاني من الكبريت:- هو الكبريت “الميكروني” حيث يستخدم رشًا على النباتات، ويصل تركيزه إلى 80%، وعن الشكل الثالث من الكبريت:- وهو الكبريت السائل ويتم استخدامه أيضًا رشاً على الأوراق بتركيز يصل إلى 38%.

معلومات هامة عن الكبريت الزراعي

الكبريت هو المكون الأساسي للحياة على الأرض، حيث يوجد في جميع المحاصيل ويلعب دورًا هامًا في التمثيل الغذائي في النبات, حيث يعتبر ضروريًا لتشكيل البروتينات النباتية ، والأحماض الأمينية ، وبعض الفيتامينات والإنزيمات.
تحتوي معظم الأسمدة المركبة المحتوية على الكبريت على النيتروجين، مما يبرز الارتباط الوثيق بين العنصرين، ويعد الكبريت جزءًا من إنزيم مطلوب، للحصول على امتصاص النيتروجين، وعدم وجوده يمكن أن يعوق بشدة عملية التمثيل الغذائي للنيتروجين.

حالات نقص الكبريت تكون في الظروف التالية:

في التربة الرملية الخفيفة، أثناء انخفاض نسبة المادة العضوية للتربة ( محتوى منخفض من الكبريت)
ارتفاع معدل هطول الأمطار خلال فصل الشتاء (غسل الكبريت ).
درجة حرارة منخفضة (معدل تمعدن منخفض).

ومن الصعب تمييز نقص الكبريت عن نقص النيتروجين، حيث تشمل الأعراض اصفرار الأوراق الصغيرة ، كنتيجة للإنتاج المنخفض للكلوروفيل، و يكون النمو بشكل عام أقل .

وفي أغلب الأحايين تظهر أعراض نقص الكبريت متأخرة، وغالبًا ما يكون النقص الخفي بدون ظهور الأعراض، هو الأكثر من حيث ظهور أعراض النقص الحاد، ولذا استوجب تضمين برامج التسميد مركبات تحتوي على نسبة من الكبريت تبعًا لنوعية المحصول والتحليل المسبق.

المحاصيل تفضل وجود الكبريت في صورة الكبريتات (سلفات)، حيث يمكن لجذور النبات امتصاص الكبريت فقط كأيونات الكبريتات (SO42-) ولذلك يجب أولاً تعدين كل الكبريت في التربة قبل أن يصبح متاحًا للنباتات، ( حيث يوضع مع التجهيزات) .

وتحتاج المحاصيل التي تحتوي على فترة خضرية قصيرة (البطاطس والبصل والثوم بالتحديد)، إلى كميات كبيرة من الكبريت في وقت قصير، بينما النباتات التي لديها دورة نباتية أطول كـــ ( القمح والبنجر وباقي المحاصيل ) ، فإن لديها وقت أطول لاستعادة الكبريت من التربة، وبالتالي فهي أقل اعتمادًا على المصادر الخارجية.

ويعمل ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ، ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ ﺩﺭﺟﺔ ﻗﻠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺠﻴﺮ ﺑﻬﺎ ‏كــ ( ﻛﺮﺑﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﺩﻳﻮﻡ)، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﻭﻣﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، في حالة ﺇﺿﺎﻓﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺇﺿﺎﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ .

يأتي ذلك مع عدم اغفال دور كبريتات النحاس(الجنزارة) و ما تحويه من أيونات نحاس حرة، تعظم الاستفاده من امتصاص العناصر الغذائية، وتجعل عنصر الحديد الأرضي سهل الامتصاص، كما تزيد من دورها الحيوي في مرحلة التزهير إضافة إلى دورها الوقائي، وتستخدم كأداة تسميدية بمعدل اثنين كيلوجرام، مضافة إلى 50 لتر ماءٍ للفدان.

ويعد ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻣﺒﻴﺪ ﻓِﻄﺮﻱ ﻗﻮﻱ ﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ، ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﻔﻴﺮ ﻛﻌﻼﺝ ﻟﻬﺬه ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ، حيث يتم ﺗﻌﻔﻴﺮﻩ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﻔﻴﺮ ﺃﻭ ﻳﺪﻭﻳًا ، أو يتم ذلك ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺵ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻔِﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯﻳﺔ .

وللكبريت ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻧﻲ ﺃﺛرٌ ﻃﺎﺭﺩٌ ﻟﻠﺤﺸﺮﺍﺕ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﻌﻨﺼﺮٍ ﻣﻨﻔﺮٍ ﻟﻠﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺭﺿﺔ ‏( ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‏) ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺻة ‏( ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﺑﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﻮﺵ ﻭﺍﻟﻤﻦ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﺲ ‏) .

وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻣﺒﻴﺪ ﻓﻄﺮﻱ ﺁﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺗﻌﻔﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺼﻔﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻤﺎﻃﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺴﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺿﺎﺭ، ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﺴﻴﻞ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﺍﺕ ﺟﻴﺪﺍً ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻛﻞ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻷﻧﻪ ﻣﺒﻴﺪ ﻏﻴﺮ ﺟﻬﺎﺯﻱ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻔﻴﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﺪﻳﺮﻫﺎ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻨﻊ ﺭﺵ ﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺥ ﻭﺍﻟﻌﻨﺐ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺤﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻔﻴﺮ ﺑﺎﻟﻜﺒﺮﻳﺖ

ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻋﻨﺼﺮ ﻓﻌﺎﻝ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻔﻴﻮﺯﺍﺭﻳﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﺮﺗﻴﺴﻴﻠﻠﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺮﻳﺰﻭﻛﺘﻮﻧﻴﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺇﺿﺎﻓﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﻭﺧﻠﻄﻪ ﺑﻪ ﺟﻴﺪًﺍ، ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻄﻬﺮٍ ﻓﻄﺮﻱٍ ﻗﻮﻱٍ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍلأﻣﺮﺍﺽ.

ويجب أن يتم الربط بين مصدر الكبريت، وشكل الآزوت المطلوب (أمونيا أو نترات)، وهذا يرجع لنوع التربة والمحصول المزروع، إضافة إلى مرحلة النمو، ونوع العروة صيفي أم شتوي.

الفرق بين الأمونيا والنترات

أيهما أسرع في الامتصاص: النيتروجين في صورة نترات أم في صورة أمونيا؟
عمليًا، النتروجين في صورة النترات، أسرع في الامتصاص بواسطة النبات من الأمونيا، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض المحاصيل مثل البطاطس تفضل امتصاص النيتروجين في صورة أمونيوم.

ما هو الأفضل للنبات كمصدر للنيتروجين النترات أم الأمونيا؟
نظريًا، الأفضل للنبات امتصاص النيتروجين في صورة أمونيا لماذا؟
لأن الآزوت الممتص في صورة نترات، لابد له وأن يتحول داخل النبات من الصورة النتراتية، إلي صورة أمونيوم لكي يستطيع النبات الاستفادة منه في تكوين البروتينات والأحماض الأمينية.
فمثلا الأرز لا يُستخدم فيه الأسمدة النتراتية لسهولة فقدها بالغسيل.

و يرجع ذلك إلى أن النترات سالبة الشحنة والتربة كذلك سالبة الشحنة، وهذا بدوره يُحدث تنافراً على سطح الحبيبات وليس امتصاصًا ، بعكس اليوريا موجبة الشحنة التي تمتص من على سطح حبيبات التربة، ولا يحدث لها غسيل.