تعرف على نشأة وتاريخ المتحف المصرى بالقاهرة

الجمعة، 18 أكتوبر 2024 04:17 م

وسام عمرو

المتحف المصري هو أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة في العالم، يقع المتحف المصري بالقاهرة في الشمال الشرقي من ميدان التحرير، كما يعتبر المبنى الخامس الذي يضم الآثار المصرية، يعرض المتحف مجموعة كبيرة تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني، وما زال تاريخه الطويل مضيئاً حتى اليوم.

الخلفية التاريخية لإنشاء المتحف المصري

تعود فكرة إنشاء متحف للآثار المصرية في مصر إلى محمد علي باشا الذي تولى حكم مصر(1805 – 1848)، حيث أصدر مرسوماً في 15 أغسطس 1835 في محاولة لوقف خروج الآثار من مصر، ما أسفر عن إنشاء أول متحف مصري للآثار في القاهرة، في مبنى بالقرب من حديقة الأزبكية، وصمم سيناريو العرض حكيكيان أفندي، وتولى يوسف ضياء أفندي إدارة هذا المتحف.

أمر الشيخ رفاعة الطهطاوي، فى الوقت نفسه، المسؤول عن أعمال التنقيب عن الآثار المصرية، بعدم إجراء المزيد من الحفر دون إذنه، وأن خروج القطع الأثرية من مصر ممنوع منعًا باتًا، وأنه سيتم نقل جميع المكتشفات إلى متحف الأزبكية، و تم نقلها بالفعل إلى إحدى القاعات داخل قلعة صلاح الدين في عهد عباس الأول عام 1851، حيث كانت الزيارة متاحة فقط لبعض كبار الزوار.

في عام 1854، زار متحف الأزبكية ولى عهد النمسا، ماكسيميليان، الذي أبدى إعجابًا كبيرًا بتلك الآثار، فأهداه عباس الأول، حاكم مصر آنذاك معظم هذه المجموعة، التى تمثل الآن جزءًا كبيرًا من مجموعة الآثار المصرية القديمة في متحف تاريخ الفن في فيينا.

عالم المصريات الفرنسى مارييت مديرًا لمتحف بولاق

في عام 1858 عين حاكم مصر سعيد باشا عالم المصريات - الفرنسي أوجست مارييت - مديرًا لمتحف جديد في منطقة بولاق بالقاهرة، وكان مارييت في مهمة إلى مصر من قبل متحف اللوفر، وسرعان ما قام باكتشافات مهمة بما في ذلك جبانة السيرابيوم في سقارة، وكان مبنى المتحف في الأصل مكانًا لشركة النيل للملاحة في ميناء بولاق الذي يقع الآن بالقرب من مبنى التليفزيون ووزارة الخارجية.

استخدام قصر إسماعيل باشا كمتحف للقطع الآثرية

لم يتناسب قصر إسماعيل باشا لإستخدامه كمتحف، وخاصة لعرض القطع الأثرية الضخمة، فأصبحت هناك حاجة ماسة إلى إنشاء متحف جديد، خاصة عندما تم اكتشاف خبيئة توابيت الأسرة الحادية والعشرين، ومومياوات كهنة وكاهنات آمون، بالإضافة إلى إفتقار القصر إلى معمل الترميم والصيانة، والمكتبة والمكاتب الإدارية.

افتتاح المتحف المصرى فى عهد الخديو عباس الثانى

واجتمعت وزارة الأشغال العامة لمناقشة ما إذا كان سيتم إنشاء متحف جديد للآثار أو مجرد الإحتفاظ بالمقتنيات في قصر إسماعيل باشا، بعد إجراء بعض التجديدات على المبنى، وبعد وقت قصير من إفتتاح متحف قصر إسماعيل باشا، أعلنت لجنة رسمية من وزارة الأشغال العامة عن مسابقة دولية لتصميم متحف مصري جديد، إلى تم إختيار تصميم لمبنى على الطراز الكلاسيكي الحديث، من قبل المهندس المعماري الفرنسي مارسيل دورنيون.

و تولى النحات، فرديناند فيفر، مهمة صنع التمثالين الكبيرين اللذين يحيطان بالباب الرئيسي، الذين يمثلان مصر العليا والسفلى، وتم وضع حجر الأساس للمتحف المصري فى عام 1897، بحضور الخديوي عباس الثانى، و كُلف جاستون ماسبيرو بالإشراف على نقل وعرض القطع الأثرية بالمتحف بعد إكتمال البناء.

إحتل المتحف الجديد مساحة 15000 متر مربع وبلغت تكلفته حوالي 240 ألف جنيه في ذلك الوقت، وأعلنت صحيفة الأهرام المصرية اليومية الإفتتاح الرسمي للمتحف المصري في 15 نوفمبر 1902.

Short Url

أخبار متعلقة