الرسوم الجمركية تلوح في الأفق، فيريزون و3M يخططان لتمرير التكاليف إلى المستهلكين

أوضحت شركتان من مؤشر داو جونز الصناعي، وهما من رواد قطاع الشركات الأمريكية - فيريزون وثري إم أمرًا واحدًا، في حال فرض رسوم جمركية، فسنتجاوزها.

وفي حديثه خلال مكالمة أرباح الشركة صباح الثلاثاء، قال هانز فيستبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيريزون، ردًا على سؤال حول تأثيرات الرسوم الجمركية: "لن نغطي أي زيادة هائلة في الرسوم الجمركية على الهواتف، سيؤثر ذلك في النهاية على المستهلك في السوق، ولكن، من السابق لأوانه الجزم بذلك، لا نعرف إلى أين ستتجه الرسوم الجمركية. 

على سبيل المثال، أشار بعض المحللين إلى أن سعر هاتف آيفون قد يتضاعف ثلاث مرات تقريبًا إذا تم تجميعه في الولايات المتحدة.

من جانبها، قدمت شركة 3M  توجيهات مُحدثة لعام 2025، تتوقع تأثيرًا سلبيًا يتراوح بين 0.20 و0.40 دولار أمريكي للسهم الواحد من الرسوم الجمركية، أي ما يعادل تقريبًا 200 مليون إلى 300 مليون دولار أمريكي، بناء على عدد الأسهم القائمة للشركة بنهاية الربع الأول.

مع ذلك، أشارت الشركة في عرضها التقديمي لأرباحها إلى أن هذه التوجيهات تتوقع تأثيرًا سلبيًا من رسوم الاستيراد، ولكنها تتوقع تأثيرًا إيجابيًا من تخفيضات التكلفة والأسعار.

تُدرك شركة 3M أنها ستضطر إلى دفع ثمن بعض الواردات مع ارتفاع الرسوم الجمركية، وهي مستعدة لتعويض جزء كبير من هذه التكاليف من خلال تمرير أسعار أعلى، أو ما وصفه مديرها المالي أنوراغ ماهيشواري في بيان أرباح الشركة بـ"زيادات أسعار انتقائية حيثما أمكن".

في الأسبوع الماضي، سلطت غريس أودونيل من ياهو فاينانس الضوء على دراسة أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، والتي وجدت أن الأمريكيين القلقين بشأن ارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية مُحقّون في قلقهم، مستشهدةً باستطلاع رأي أجرته شركة مورنينج كونسلت أظهر أن الشركات تُخطط لتمرير التكاليف المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى العملاء. السؤال الوحيد هو حجم هذه الزيادات، وليس وجودها.

ارتفاعًا مؤقتًا في التضخم

في حديثه الأسبوع الماضي في شيكاغو، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن الرسوم الجمركية "من المرجح جدًا أن تُسبب ارتفاعًا مؤقتًا على الأقل في التضخم". كما حذّر باول من أن هذا التضخم قد يستمر، مشددًا على "التزام" الاحتياطي الفيدرالي بضمان عدم حدوث ذلك.

وعندما سُئل لاحقًا عن رأيه في رد فعل الأسواق السلبي على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية، قال باول إن الأسواق تعمل بشكل جيد. وشهدت الأسهم انخفاضًا حادًا ردًا على ذلك. وواصل الرئيس ترامب انتقاد باول في أعقاب تصريحاته العلنية الأخيرة.

إن تخطيط بعض أكبر الشركات الأمريكية لتمرير التكاليف ليس سوى جزء من المشكلة التي سيواجهها العمال الأمريكيون في الأشهر المقبلة.

وتناول تقرير من صحيفة وول ستريت جورنال كيف يمكن أن تُصبح بعض الشركات الصغيرة على شفا الإفلاس مع دخول أقسى الرسوم على الواردات الصينية حيز التنفيذ. في وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت النشرة الإخبارية للأعمال "فيد مي" كيف تواجه أكثر من اثنتي عشرة شركة صغيرة في قطاعات الأغذية والتجميل وغيرها من قطاعات الصحة والعافية تساؤلات وجودية مماثلة نتيجةً للارتفاع الحاد في التكاليف.

تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل أن الشركات التي يزيد عدد موظفيها عن 1000 موظف تُمثل حوالي 42% من القوى العاملة في الولايات المتحدة. بينما تُمثل الشركات التي يقل عدد موظفيها عن 250 موظفًا النسبة نفسها تقريبًا.

تتمتع الشركات العملاقة مثل فيريزون و3M بالميزانيات العمومية والوضع السوقي اللازمين لاستيعاب التكاليف أو تمريرها، وإدارة أعمالها خلال فترة عدم اليقين التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي. قد يواجه أصحاب العمل الأصغر حجمًا مصائر أكثر قسوة.

تُعرّض كلتا الشركتين نفس النسبة تقريبًا من القوى العاملة الأمريكية للخطر. ويشعر العاملون في الشركات الكبرى بالقلق الدائم من أن تصل مبادرة تقليص حجم العمالة إلى أقسامهم في نهاية المطاف. وقد تُعزز الرسوم الجمركية بعض هذه الجهود. ولكن في الشركات الأصغر حجمًا، قد تكون التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية وجودية.