صوت الفقراء في مواجهة الحيتان، الاجتماعات المالية الدولية تختبر قدرتها على العدالة الاقتصادية

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تنطلق اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، وسط أجواء عالمية مشحونة بالصراعات التجارية والتباطؤ الاقتصادي.

النفوذ الأمريكي والحرب التجارية يحددان مسار اجتماعات الربيع

وتكتسب الاجتماعات هذا العام أهمية مضاعفة، لا سيما في ظل النفوذ الكبير الذي تملكه الولايات المتحدة داخل المؤسستين، حيث تمتلك نحو 16% من حقوق التصويت في صندوق النقد، وما يقارب 17% في البنك الدولي، ما يمنحها تأثيرًا حاسمًا في رسم السياسات والقرارات المفصلية.

وتأتي الاجتماعات على وقع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، التي ألقت بظلالها على حركة التجارة العالمية، وعمّقت حالة عدم اليقين في الأسواق، وبينما تترقب الدول النامية دعمًا لمواجهة تبعات الأزمات المتتالية، يبقى موقف الإدارة الأمريكية وسياساتها الحمائية عاملًا محوريًا في تحديد مخرجات الاجتماعات المرتقبة.

فرص العمل في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز النمو الاقتصادي

الاجتماعات التي تنطلق من واشنطن تحمل عنوان "الوظائف الطريق إلى الازدهار" وتأتي بمشاركة وزراء المالية، ومحافظو البنوك المركزية، وكبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع الخاص، بجانب ممثلو المجتمع المدني، كما من المتوقع خلال الاجتماعات التركيز بشكل كبير على الدور الحاسم لخلق فرص العمل في مواجهة التحديات العالمية، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين سبل العيش، خاصة لفئة الشباب المتزايدة في البلدان النامية، وذلك بعدما كشف البنك الدولي أن مع دخول 1.2 مليار شاب إلى سوق العمل خلال العقود المقبلة، ومحدودية فرص العمل الرسمية المتاحة، أصبحت الأسواق بحاجة إلى حلول مستدامة وقابلة للتطوير أكبر من أي وقت مضى.

المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، ورئيس البنك الدولي، أجاي بانجا، أكدا أن الاجتماعات فرصة لبحث سبل تحقيق الاستقرار المالي والعالمي للصندوق، بما يتوازى مع تحقيق النفع على الولايات المتحدة، و يخلق الطلب على الصادرات، وتجنب الأزمات المالية، أو الإنسانية.