مجمع الكرادلة يقول كلمته.. طقوس سرية تحدد هوية "بابا الفاتيكان"

الإثنين، 21 أبريل 2025 12:58 م

كاردلة الفاتيكان

أحمد كامل

توجهت جميع أنظار البشر على الكرة الأرضية اليوم الاثنين، نحو الفاتيكان، حيث وفاة البابا فرنيس الذي جرى اختياره لهذا المنصب العالمي في 2013 وهو البابا رقم 66 للكنيسة الكاثوليكية وهو أول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام.

ويتساءل العديد من المتابعين على محركات البحث الإلكترونية عن مسارات وطرق اختيار وتنصيب خليفة البابا، فمن من المقرر أن تبدأ الانتخابات البابوية الجديدة - المعروفة باسم المجمع المغلق - عقب وفاة البابا فرنسيس، حسب صحيفة businessinsider البريطانية.

طقوس من 800 عام

ظلت الطريقة التي تتبعها الكنيسة الكاثوليكية لانتخاب زعيمها ثابتة تقريبًا منذ 800 عام.

ويتوجه الكرادلة من جميع أنحاء العالم إلى مدينة الفاتيكان لاختيار البابا القادم.

تبدأ عملية انتخاب سرية لتعيين البابا القادم للكنيسة الكاثوليكية. ووفقًا لتقليد عريق، يتم اختيار الباباوات من قِبل مجمع الكرادلة، وهم مجموعة من الأساقفة المُرسَمين الذين يُشكلون أعلى مسؤولي الكنيسة. وسيتم استدعاؤهم الآن إلى اجتماع في الفاتيكان حيث سيُجرى انتخاب البابا - المعروف أيضًا باسم المجمع السري.

252 كاردينالًا بينهم 138 مؤهلين للتصويت

يوجد حاليًا 252 كاردينالًا، من بينهم 138 مؤهلًا للتصويت في مجمع انتخابي لانتخاب بابا جديد (القواعد التي وُضعت عام 1975 تستثني الكرادلة الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا من التصويت).

ومن المقرر أن يُقام قداس صباحي خاص، وبعده سيجتمع 120 من الكرادلة - وهو العدد الأقصى للكرادلة الناخبين - داخل كنيسة سيستين، التي أشرفت على جميع المجامع البابوية منذ عام 1858.

الجميع خارجا

سيبدأ المجمع رسميًا بتلاوة عبارة "extra omnes" (باللاتينية: "الجميع خارجًا") من قِبل رئيس الاحتفالات الليتورجية البابوية.

العزل

منذ بداية المجمع، يُعزل الكرادلة عن العالم الخارجي - الهواتف والتلفزيون والراديو والصحف ممنوعة. سيُقيمون داخل "دوموس سانت مارثا"، وهو مقر إقامة أشبه بفندق في الفاتيكان، حتى انتهاء المجمع.

بعد اليوم الأول، تُجرى أربع عمليات اقتراع يوميًا، حيث يُدلي الكرادلة بأصواتهم على ورقة كُتب عليها "Eligo in summen pontificem" أو "أنتخب البابا الأعلى". تُوضع أوراق الاقتراع بعد ذلك في جرة وتُحصى.

فرز الأصوات

يقوم 3 كرادلة مُفوضين كمدققين بفرز الأصوات، والتأكد من تصويت الجميع، ثم يُحصي كلٌ منهم، ثم تُحرق أوراق الاقتراع. يُشترط حصول الكاردينال على أغلبية الثلثين لتسمية البابا الجديد.

العزل عن العالم الخارجي

وكما هو الحال في السنوات السابقة، من المتوقع أن تكون الإجراءات الأمنية حول كنيسة سيستين مشددة.

خلال المجمع الأخير، عقب استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر عام ٢٠١٣، فُحصت الميكروفونات وأجهزة الاتصال، ووُضعت أجهزة تشويش إلكترونية لمنع تسرب أي بث.

في الماضي، استمرت بعض المجامع البابوية لأسابيع، أو أشهر، أو حتى سنوات. والجدير بالذكر أن مجمع عام 1268 استمر لأكثر من عامين، وفي النهاية، لم يُقدَّم للكرادلة سوى الماء والخبز لإجبارهم على اتخاذ قرار

مع ذلك، كانت اجتماعات الكرادلة في السنوات الأخيرة قصيرة نسبيًا. استغرق اجتماع عام ٢٠١٣ يومين فقط. أما أطول اجتماع بابوي في القرن العشرين، فكان عام ١٩٢٢، عندما صوّت الكرادلة ١٤ مرة على مدار خمسة أيام.