«القلب الصناعي» الصيني يصطدم بجدار الرسوم الأمريكية
الأحد، 20 أبريل 2025 01:10 ص

المصانع الصينية
يؤكد العاملون في مصانع صينية، أنهم يلمسون الآثار الأولى للرسوم الجمركية الطائلة، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المنتجات المصنوعة في الصين، مع تسجيل الطلبيات تراجعًا حادًا قد يرغمهم على التخلي عن السوق الأمريكية.
إقليم غوانغدونغ، القلب الصناعي للعملاق الآسيوي
وتشتد وطأة هذه الزيادات الجمركية، خاصة في إقليم غوانغدونغ (جنوب الصين)، القلب الصناعي للعملاق الآسيوي، حيث تصنع المنتجات على أنواعها، من الملابس إلى الأجهزة الإلكترونية، في آلاف المصانع التي تلبي طلبيات الاستهلاك اللامتناهية في العالم من خلال الإنتاج بأسعار بخسة لا تنافس.
ومنذ عقود، يؤدي هذا الإقليم دور المحرك في تنامي القوّة الاقتصادية للصين، غير أن معركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنعاش القطاع الصناعي في الولايات المتحدة وحربه التجارية على بكين قد تقلبان المعادلة.

تداعيات مباشرة على المصانع الصينية
ويخبر شياو جونيي الذي يملك مصنع نسيج في كانتون عاصمة غوانغدونغ وكالة فرانس برس أن السوق الأمريكية تشكل 20 إلى 30 % من الطلبيات التي يتلقاها.
ويقرّ صاحب المصنع الشاب، البالغ 24 عاما، بأن “للزيادات الجمركية تداعيات علينا”، مشيرا إلى “الانخفاض الشديد في المبيعات والطلبيات”.
وهو يبيع جزءا من بضائع مصنعه إلى الأمريكيين عبر موقع “تيمو” الإلكتروني للسلع المنخفضة الكلفة التابع للعملاق الصيني “بي دي دي هولدينغز”.
وإثر التعرفات الجمركية الأمريكية الجديدة، التي تبلغ 145 %، بالنسبة إلى معظم المنتجات، وقد تصل إلى 245 % في بعض الأحيان، نشرت “تيمو” مذكرة جاء فيها أنها ستخفض استثماراتها الترويجية في الولايات المتحدة، على حد قول شياو جونيي.

محاولة للبحث عن أسواق بديلة
وبات الشاب يبحث عن بدائل غير الولايات المتحدة، باعتبار أنه “يمكننا المتاجرة مع العالم أجمع” لكنه يدرك جيدا أنه من الصعب للغاية أن تحل بلدان أخرى محل الولايات المتحدة بالكامل، ويقول “تبقى الولايات المتحدة بلدا متقدما كبيرا مع طلبيات أكبر بكثير” من البلدان الأخرى.
غياب ملحوظ للأميركيين في معرض كانتون
وعلى مقربة من مصنع شياو جونيي، يقام معرض كانتون، وهو حدث تجاري كبير ينظم مرتين في السنة.
ويتيح هذا المعرض التجاري للشراء من العالم أجمع التعرّف شخصيا على المصنعين الصينيين ومعاينة بضائعهم عن قرب وإقامة سلاسل إمداد جديدة، لكن الزبائن الأميركيين قلائل جدا هذه السنة.
وهؤلاء الحاضرون رفضوا الرد على أسئلة وكالة فرانس برس عندما سُئلوا عن المنتجات التي تهمّهم وعما إذا كانت الحرب التجارية تعقد أعمالهم.

الرسوم الجديدة وتأثيرها على الطرفين
ومن بين الشركات الصينية المشاركة في المعرض “ووزن لايتينغ تكنولوجي” التي تطور حلول إنارة بتقنية الليد (الثنائي الباعاث للضوء) وتزود خصوصا عملاق التجارة الإلكترونية “أمازون” منتجاتها.
وتقول أندي لين المسؤولة عن التنمية التجارية في أحد مصانع الشركة في زونغشان قرب كانتون “هو فصل جديد من فصول الحرب التجارية”.
وتعرب عن أسفها لأن “رسوما جمركية تضاف إلى رسوم جمركية في منافسة لا نهاية لها”، وترى لين أن “هذا الوضع لا يمكن أن يدوم لأن تداعياته ملموسة على كل البلدان. وهي ستؤثّر خصوصا على الحياة اليومية للأمريكيين”.
وقد يؤثر تباطؤ الصادرات إلى الولايات المتحدة أيضا على القطاع الصناعي في البلاد حيث تساهم “ووزن” في توظيف مئات الأشخاص.
المصنعون الصينيون يأملون بالتعاون مع زبائن جدد خارج الولايات المتحدة
وفي المصانع التي زارتها وكالة فرانس برس هذا الأسبوع في جوانجدونج، كان النشاط في أوجه مع عمال منكبين على سلاسل الإنتاج وسط هدير الأحزمة المتحركة.
وأقر مصنعون بأن اشتداد الحرب التجارية ارتد سلبا على نشاطاتهم، لكنهم يأملون بالتعاون مع زبائن جدد خارج الولايات المتحدة.
ومن شأن الزيادات الجمركية التي أقرها دونالد ترامب أن تؤثر على المستهلكين في الولايات المتحدة من خلال زيادة التضخم، على ما حذر هذا الأسبوع رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي جيروم باول.
أما الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية في الصين، فلن يكون لها أثر ملموس على حياة الصينيين، بحسب أندي لين، وهي تخبر أنها لا تستعمل منتجات أمريكية كثيرة وتشتري من منصات صينية للتجارة الإلكترونية تتعامل بدورها مع مصنعين محليين.
وتلفت أندي لين إلى أنه “من الممكن تصنيع كل هذه السلع في الصين في نهاية المطاف”، مشيرة إلى أن “التداعيات ستكون محدودة جدا إلا في حال السعي إلى اقتناء منتجات محدّدة”.
Short Url
المعدن الأحمر، تعرف على أسعار النحاس اليوم الأحد 20 إبريل 2025
20 أبريل 2025 09:55 م
وزير قطاع الأعمال يؤكد دور الشركة القابضة للتشييد لدعم التنمية العمرانية
20 أبريل 2025 08:22 م
زيادة طفيفة خلال 24 ساعة، تعرف على أسعار الأسمنت اليوم الأحد 20 أبريل
20 أبريل 2025 02:56 م


أكثر الكلمات انتشاراً