نائب رئيس هيئة البترول الأسبق: القطاع الخاص أفضل من الدولة لتولي مشروعات الوقود المستدام للطيران
الخميس، 17 أبريل 2025 09:08 م

المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق
حوار / محمد عبدالمالك
في ظل الاهتمام المتزايد بملف الطاقة ووقود الطيران على وجه الخصوص، أجرى موقع "إيجي إن" حوارًا مع المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، الذي كشف خلاله عن تفاصيل إنتاج مصر من وقود الطائرات النفاثة (Jet A-1)، ومدى كفاءة المنظومة المحلية، وموقع مصر على خريطة التصدير العالمية، إضافة إلى توضيحات حول الوقود المستدام للطيران (SAF) ومجالات استخدامه.

ما أبرز معامل التكرير المنتجة لوقود الطائرات النفاثة في مصر؟
يتم إنتاج وقود الطائرات النفاثة المعروف باسم Jet A-1 في عدد من معامل التكرير بمصر، ويأتي في المقدمة معمل تكرير ميدور الذي ينتج نحو 1.4 مليون طن سنويًا، يليه معمل "المصرية للتكرير" بمسطرد بإنتاج يصل إلى 850 ألف طن سنويًا، إلى جانب إمكانية إنتاجه في معامل العامرية والقاهرة وأسيوط لتكرير البترول.
هل يغطي هذا الإنتاج احتياجات المطارات المصرية؟
نعم، إنتاجنا المحلي من وقود النفاثات يغطي بالكامل احتياجات كافة مطارات مصر، سواء لتزويد الطائرات المصرية أو الأجنبية، ومصر تتمتع بسمعة طيبة عالميًا من حيث جودة وقود الطائرات المنتج لديها.

هل هناك فائض في الإنتاج؟ وكيف يتم التعامل معه؟
بالفعل، هناك فائض في الإنتاج، ويتم توجيه هذا الفائض للتصدير من خلال شركة "ميدور للبترول"، كما يمكن في بعض الحالات خلطه بالسولار لتحسين العائد الاقتصادي، وزيادة إنتاج السولار الذي يشهد ارتفاعًا مستمرًا في الاستهلاك.
ماذا عن وقود الطيران المستدام (SAF)؟ هل يختلف عن وقود النفاثات التقليدي؟
نعم، يختلف وقود SAF عن وقود الطائرات النفاثة من حيث التركيب الكيميائي، لا يمكن استخدامه كوقود منفرد إلا في طائرات مصممة خصيصًا له، ولكن يمكن خلطه مع وقود Jet A-1 بنسبة لا تتجاوز 15%.
هل يرتبط حجم الإنتاج بكمية الاستهلاك فقط؟
بالتأكيد، فحجم الإنتاج يرتبط بكمية الاستهلاك، والتي تتغير حسب المواسم السياحية أو انعقاد المؤتمرات الدولية، وفي حال وجود فائض عن الاستهلاك المحلي يتم تصديره أو الاستفادة منه في دعم إنتاج السولار.
كيف تُدار منظومة تموين الطائرات فنيًا داخل المطارات؟
هناك منظومة فنية دقيقة للغاية، على سبيل المثال، يتم ضخ وقود النفاثات إلى مطار القاهرة عبر خط أنابيب يصل إلى مستودعات شركات التسويق بالمطار، ومنه إلى نقاط التموين تحت الأرض، ويتم تموين الطائرات من خلال سيارات مجهزة بقياس دقيق لكمية الوقود المدفوع، أما في بعض المطارات الأخرى، فيتم التزويد عبر سيارات صهريجية محملة بالوقود، مع سيارة إضافية للتموين.
ما مدى واقعية التوجه لإنتاج وقود SAF المعتمد على زيت الطعام المستعمل؟
إنتاج وقود SAF من زيت الطعام المستعمل سيواجه تحديات كبيرة في عملية تجميع هذه الزيوت، نظرًا لوجود استخدامات عديدة لها تُحقق أرباحًا مرتفعة لمن يعملون في هذا المجال، للتذكير، سبق لقطاع البترول أن جرب إنشاء وحدة لاسترجاع زيوت التشحيم، ولكن المشروع فشل لنفس السبب، وهو صعوبة تجميع الكميات اللازمة.

هل تتطلب عملية إنتاج SAF تكنولوجيا معقدة؟
على العكس، فالأمر بسيط نسبيًا، إذ يتطلب فقط وحدات للفلترة والمعالجة، وقطاع البترول يمتلك تكنولوجيا متقدمة تفوق هذه العمليات بكثير.
من الأفضل أن يتولى هذه المشروعات – الدولة أم القطاع الخاص؟
أرى أنه من الأفضل خروج الدولة من هذه المشروعات، على أن يتولاها القطاع الخاص مع توفير الدعم اللازم له من خلال قرارات وتشريعات مشجعة ومحفزة.
هل تحتاج هذه المشروعات إلى تنسيق كبير مع الجهات الأخرى؟
لا، الأمر لا يتطلب تنسيقًا كبيرًا، بل يتلخص في إنتاج نوعيات من الوقود تتوافق مع المواصفات العالمية التي تحددها المنظمات الدولية.
هل يمكن أن يؤدي إنتاج وقود SAF إلى توفير اقتصادي لشركات البترول أو شركات الطيران؟
لا أعتقد ذلك، إنتاج هذا النوع من الوقود لن يُحقق وفرًا يُذكر، لا لشركات البترول ولا لشركات الطيران.
هل ترى أن هناك داعيًا لتغيير نوع الوقود المستخدم حاليًا؟
لا أرى أي داعٍ لذلك، طالما أن الوقود الحالي متوفر ويلبي الاحتياجات بكفاءة.

ما مدى قدرة مصر على تلبية احتياجات مطاراتها مستقبلًا؟
مصر تمتلك القدرة الكاملة على تلبية احتياجات جميع المطارات من وقود الطائرات حاليًا، ولمدة عشر سنوات قادمة على الأقل، ومن المهم أن نشير إلى أن تموين الطائرات داخل مصر يحقق مكاسب كبيرة للدولة، خصوصًا أن جميع المبيعات تُتم بالدولار الأمريكي دون أي تعامل بالعملة المحلية.
هل يمكن أن تكون مصر مركزًا إقليميًا لتصدير وقود الطائرات؟
لا أعتقد ذلك، الأصل في إنتاج وقود الطائرات النفاثة هو تموين الطائرات داخل المطارات، السعودية، على سبيل المثال، السعودية، هي أكبر دولة عربية مصدرة لهذا النوع من الوقود، ومع ذلك لا تُعد مركزًا إقليميًا رغم قربها من مصر.
من يجب أن يقود عملية التحول نحو أنواع وقود أنظف؟
أتمنى إسناد هذا الدور إلى مراكز البحوث المصرية، مثل مركز بحوث البترول أو المركز القومي للبحوث، لوضع تصور شامل للمرحلة القادمة في ظل التحولات العالمية والمتغيرات البيئية.
هل يُعد وقود SAF وقودًا نظيفًا بالفعل؟
لا، وقود SAF لا يُصنّف كوقود نظيف، هو عبارة عن خليط من الهيدروكربونات يُحرق في تربينات الطائرات لتوليد الطاقة، لكنه يُعتبر بديلًا بيئيًا فقط لاستخدام بقايا زيت الطعام المستعمل في استخدامات غير مرغوب فيها، الوقود الأنظف الحقيقي يتمثل في الغاز الطبيعي، أو الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.
Short Url
الحديد ساح، تعرف على أسعار مواد البناء في مصر اليوم الجمعة
18 أبريل 2025 11:14 ص
بسعر 350 ألف جنيه، «المرور» يعلن طرح لوحة «و.ر 67» داخل مزاد
17 أبريل 2025 10:41 م
ميناء دمياط يستقبل 10 أوناش ساحة جديدة للخدمة بمحطة حاويات "تحيا مصر 1"
17 أبريل 2025 05:22 م


أكثر الكلمات انتشاراً