حرب الجمارك، جنوب شرق آسيا بين المطرقة الصينية والسندان الأمريكي
الثلاثاء، 15 أبريل 2025 11:22 ص

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا
تحليل/ ميرنا البكري
في ظل الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، دول جنوب شرق آسيا (مثل فيتنام وماليزيا وسنغافورة وغيرهم) وجدوا نفسهم في الوسط، بين بكين وواشنطن، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيعوا أن يقفوا في الوسط ويربحوا؟ أم الأحداث العالمية تجبرهم على الاختيار؟ هذا سنوضحه في هذا التحليل بنظرة اقتصادية وتحليلية.

أمريكا تضرب، والصين ترد
ما حدث هو إن أمريكا فرضت جمارك مرتفعة (تصل لـ145%) على بعض البضائع الصينية الهامة مثل السيارات الكهربائية والرقائق الطبية، والصين لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث ردت بـ رسوم جمركية وصلت لـ125% على سلع أمريكية، كما أنها فرضت رسوم على مادة تعرف بـ "الفنتانيل" التي لها تأثير على السوق الطبية. هو ما جعل العالم كله العالم يشهق، والذهب تصاعد لأعلى، لأنه دائمًا الملاذ الآمن في وقت الأزمات
الصين تغيّر خطتها، وأمريكا تهدد بالصناعة المحلية
تحاول الصين الآن أن توطد علاقتها مع جيرانها الآسيويين، كما تسعى لبناء سلاسل إمداد بديلة، وهو رد فعل طبيعي أمام ضغوط أمريكا التي تشجع الشركات لعودة التصنيع عندها، أو في دول صديقة، والصين لم تنوي أن تخسر السوق بسهولة، وتلعبها بالضغط والتخطيط الطويل الذكي
لماذا دول جنوب شرق آسيا؟
يتوافر في هذه المنطقة فرص ضخمة للصين وأمريكا، بالإضافة إلى إن التبادل التجاري بين آسيا والصين وأمريكا ارتفع للغاية خلال الفترة من 2017 لـ2024، ولكن هناك فرق واضح وهو:
مع الصين: استوردوا أكثر مما صدّروا، أي عجز تجاري يُقدر بحوالي 190 مليار دولار.
مع أمريكا: صدّروا أكثر ما استوردوا، مما سبب فائض تجاري يُقدر بحوالي 240 مليار دولار.
الخلاصة، إن الصين تغرق السوق ببضاعتها، والولايات المتحدة تشتري منهم أكثر ما تبيع.

من اللاعب الأساسي؟
فيتنام: من أكثر الدول التي استفادت من انسحاب شركات أمريكية من الصين، في مرمى نيران بكين.
ماليزيا: كانت مستفيدة من تصدير الرقائق الإلكترونية لأمريكا، لكن علاقتها مستقرة نسبيًا مع الصين.
سنغافورة: لاعب محايد وذكي، فهي تعتمد على إعادة التصدير واقتصاده مفتوح على الجميع.
الفلبين وكمبوديا ولاوس: لديهم علاقات قديمة مع الصين، وعلاقاتهم بأمريكا ضعيفة، وهذا يجعل موقفهم موقفهم حساس جدًا.
بحر الصين الجنوبي، نار تحت الرماد
هذا البحر منطقة استراتيجية للغاية، يمر فيه 30% من التجارة العالمية، ومليء بالغاز والنفط، الصين تقول إن هذا البحر ملكها، ودول مثل الفلبين وماليزيا تقول لا، تحاول الولايات المتحدة أن تدخل المعادلة عن طريق دعم هذه الدول، وبالتالي يزود التوتر أكثر.
الصين وورقة الحزام والطريق
الصين تلعب بكارت الاستثمار، فهي تقوم بـ مشاريع بنية تحتية ضخمة (مثل سكة حديد في فيتنام بـ8 مليار دولار) وتقول للدول: "أنا على الساحة". في المقابل، أمريكا تقدم تكنولوجيا وسوق استهلاكي كبير، يعني كل قوة بتلعب بورقتها المفضلة.
نظرة استباقية، القادم فيه اختيارات صعبة
السيناريو الأقرب هو إن هذه الدول تكمل بسياسة "الحياد الذكي"، بمعنى آخر تستفيد من الطرفينن لكن إذا استمر صراع "نظامين اقتصاديين" منفصلين (أمريكي وصيني)، في هذه الحالة تضطر الدول أن تختار، مما يكلّفها تريليونات وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي.
الخاتمة، لعبة التوازن مستمرة
دول جنوب شرق آسيا ماشية على حبل مشدود، بتحاول تكسب من الصين وأمريكا في نفس الوقت. وكل دولة تلعبها بطريقتها: فيتنام توازن، وإندونيسيا تمشي على خط الحياد، والفلبين بدأت تميل قليلًا لأمريكا. لكن حتى الآن، لم تختار الدول أي طرف بشكل واضح، واللعبة مستمرة، ولكن إلى متى؟
Short Url
في ظل التقلبات الاقتصادية، تعرف على الاستثمار الأذكى في 2025
16 أبريل 2025 05:28 م
انهيار الدولار يلوح في الأفق، خبير عالمي يدق ناقوس الخطر ويكشف البدائل الآمنة
16 أبريل 2025 03:47 م
الدولار تحت الضغط، الرسوم الجمركية تشعل التوتر في الأسواق العالمية (تفاصيل)
16 أبريل 2025 01:59 م


أكثر الكلمات انتشاراً