هل يُفكك عملاق التواصل؟، رسائل تحذيرية قد تدفع «ميتا» لبيع واتس آب وإنستجرام

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 10:38 ص

ميتا

شهيرة أحمد

تواجه شركة "ميتا"، واحدة من أخطر التحديات القضائية، محاكمة فيدرالية بارزة في الولايات المتحدة بتهمة انتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، وتتصدر جلسات المحاكمة شهادة مؤسس الشركة مارك زوكربيرج، وسط اتهامات باستخدام النفوذ السوقي لقتل المنافسة، وذلك في مشهد قانوني قد يُعيد رسم ملامح سوق التكنولوجيا العالمية.

استغلال النفوذ لكبح المنافسة

تتهم لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC) شركة "ميتا" بإساءة استغلال هيمنتها السوقية، عبر الاستحواذ على تطبيقَي "إنستجرام" و"واتس اب" قبل أن يتحولا إلى منافسين مباشرين، ويستند الادعاء إلى سلسلة من المراسلات الداخلية، من بينها بريد إلكتروني يعود لعام 2011، يحذر من نجاح إنستجرام على الهواتف الذكية وقدرته على منافسة فيسبوك من خلال تقديم خدمات مماثلة، وفقاً لما ذطرته وكالة “فرانس برس”.

وأشارت الوكالة، إلى أنه في رسالة أخرى تعود إلى عام 2012، ناقش مسؤولو فيسبوك إبقاء تطبيق إنستجرام كما هو دون تحسينات، لتجنب إزعاج المستخدمين، بينما تعمل الشركة على تطوير بدائلها الخاصة.

وقلل زوكربيرج من أهمية هذه الرسائل أثناء المحاكمة، واعتبرها "أحاديث أولية" لا تعكس الخطة الحقيقية بشأن إنستجرام، في محاولة للدفاع عن موقف شركته.

آمال خائبة في تدخل سياسي

وجاءت المحاكمة لتبدد آمال زوكربيرج في أن تؤدي عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض إلى تخفيف تطبيق قوانين مكافحة الاحتكار على شركات التكنولوجيا.

وقد كشفت التحقيقات عن جهود ضغط مكثفة بذلها زوكربيرج، شملت زيارات متكررة للبيت الأبيض، وتبرعات لصندوق تنصيب ترامب، وحتى شراء قصر بقيمة 23 مليون دولار في واشنطن.

تهديد بتفكيك إمبراطورية ميتا

المخاطر القانونية التي تواجه "ميتا" تتجاوز الغرامات، إذ قد تُجبر على التخلي عن إنستجرام وواتس اب، اللذين تحولا إلى منصتين عالميتين بعد استحواذ الشركة عليهما.

وقال محامي لجنة التجارة الفيدرالية، دانيال ماثيسون، في كلمته الافتتاحية: "قرروا أن المنافسة صعبة، وشراء المنافسين أسهل من منافستهم".

دفاع ميتا: استثمار مشروع لا يخالف القانون

في المقابل، دافع محامو "ميتا" عن الاستحواذات بوصفها مشروعة، حيث قال المحامي مارك هانسن: "عمليات الاستحواذ التي تهدف إلى تحسين وتنمية شركة مستحوذ عليها ليست غير قانونية في الولايات المتحدة، وهذا ما قامت به فيسبوك".

من أبرز الأدلة التي قدمتها لجنة التجارة الفيدرالية، رسالة بريد إلكتروني كتبها زوكربيرج بنفسه وصف فيها بروز إنستغرام بأنه "مخيف للغاية"، وأكد أن "هذا سبب كافي يدفعنا إلى دفع مبالغ طائلة للاستحواذ عليه".

صفقة واتس آب.. القلق من صعود جديد

وتكرر السيناريو مع تطبيق واتس اب، إذ تظهر الأدلة أن زوكربيرج خشي من تحوله إلى شبكة اجتماعية ضخمة، أو أن يستحوذ عليه منافس آخر، مما دفعه إلى شراء التطبيق مقابل 19 مليار دولار عام 2014.

تُجادل لجنة التجارة الفيدرالية بأن فيسبوك وإنستجرام يهيمنان على فئة "التطبيقات التي تُتيح التواصل مع العائلة والأصدقاء"، وهي فئة لا تشمل تيك توك ويوتيوب.

لكن ميتا ترفض هذا التعريف، مؤكدة أن تطبيقاتها تواجه منافسة حقيقية من عدة منصات عالمية.

وقال متحدث باسم الشركة: "ستُظهر الأدلة أن كل شاب في العالم يعرف أن إنستجرام وفيسبوك وواتساب يتنافسون مع تيك توك ويوتيوب وإكس وآي مسج وغيرها".

معركة طويلة الأمد

من المتوقع أن تستمر المحاكمة إلى 8 أسابيع على الأقل، وسيُدلي خلالها عدد من كبار التنفيذيين من شركات التكنولوجيا بشهاداتهم، من بينهم شيريل ساندبيرغ، المديرة التنفيذية السابقة في ميتا.

ويترقب العالم هذه القضية لما قد تحمله من تداعيات كبيرة على مستقبل شركات التكنولوجيا الكبرى، وحدود توسعها في الأسواق العالمية.

Short Url

أخبار متعلقة