1.22 مليار دولار استثمارات عقارية بالسعودية ونيوم يتراجع إلى 17%

قالت شركة نايت فرانك للاستشارات العقارية في تقرير اليوم الثلاثاء إن من المتوقع أن ينفق المشترون من القطاع الخاص في السعودية 1.22 مليار دولار في سوق الإسكان بالمملكة هذا العام، وإن مشروع نيوم يعد الأكثر جذبًا لطلبات شراء المنازل. ومع ذلك، فقد أظهر التقرير أن الاختيارات الأكبر في السوق وقلة المنازل الجاهزة للبيع أدت إلى تآكل مكانته المهيمنة مقارنة بالسنوات السابقة،وفقا لما نشرته وكالة رويترز للأنباء. 

الاستثمارات في المشروعات العملاقة

ضخت السعودية مئات المليارات من الدولارات من خلال صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة، في "مشروعات عملاقة" تهدف إلى تطوير البنية التحتية والتنمية الحضرية، وأبرزها مشروع نيوم، ويعد هذا المشروع من أكبر المشروعات التنموية، حيث يغطي مساحة تقارب حجم بلجيكا، ويقع على ساحل البحر الأحمر.

نيوم ورؤية 2030

يُعتبر مشروع نيوم عنصرًا أساسيًا في خطة التنويع الاقتصادي التي تتبناها المملكة والمعروفة برؤية 2030، والتي تهدف إلى خلق مصادر جديدة للنمو الاقتصادي بعيدًا عن النفط، ومن المتوقع أن يستوعب المشروع نحو 9 ملايين نسمة، ما يجعله واحدًا من أكثر المشروعات طموحًا في المنطقة من حيث التطوير العقاري والبنية التحتية الذكية.

إنفاق متوقع على العقارات

أظهر مسح أجرته نايت فرانك، شمل 1,037 أسرة، منها 100 لوافدين مقيمين في السعودية، أن المواطنين السعوديين والمغتربين المقيمين في المملكة يخططون لإنفاق 489 مليون دولار على العقارات السكنية داخل المملكة، مما يعكس الطلب القوي على السكن في مختلف المناطق، وكما أوضح التقرير أنهم يخططون لتخصيص 733 مليون دولار للاستثمار في المشروعات العملاقة، والتي تشمل نيوم وغيرها من المشاريع الكبرى التي يجري تطويرها في المملكة.

تراجع شعبية نيوم

بالرغم من استمرار اهتمام المستثمرين والمشترين بمشروع نيوم، فقد كشف التقرير عن تراجع ملحوظ في شعبيته مقارنة بالعام الماضي، حيث أظهر المسح أن نسبة الاهتمام بشراء العقارات في نيوم انخفضت من 84% في عام 2023 إلى 17% في 2024، وهو انخفاض كبير يعكس تحول اهتمامات المشترين نحو خيارات أخرى في السوق العقاري.

أسباب انخفاض الإقبال على نيوم

أوضح فيصل دوراني، رئيس قسم الأبحاث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في نايت فرانك، أن هناك عدة أسباب محتملة وراء هذا الانخفاض في الاهتمام بنيوم، من بينها:

ظهور مشروعات عملاقة أخرى على مدى العامين الماضيين، مما أدى إلى تنوع الخيارات المتاحة أمام المشترين.

تصورات متزايدة حول مدى قدرة الأسر على تحمل تكاليف امتلاك منزل في أي من المشروعات الفرعية داخل نيوم، حيث قد تكون الأسعار مرتفعة مقارنة بقدرة المشترين المحتملين.

نقص المنازل الجاهزة للسكن داخل المشروع، مما يجعل المشترين يفضلون البحث عن عقارات متاحة بشكل أسرع.

قلة المنازل المعروضة بالفعل للبيع في نيوم، وهو عامل آخر قد يحد من إقبال المشترين المحتملين على المشروع في الوقت الحالي.

الاستثمار في المشروعات الكبرى

كشف المسح الذي أجرته نايت فرانك أن المواطنين السعوديين والمغتربين المقيمين في المملكة على استعداد لإنفاق 2.75 مليار ريال، أي ما يعادل 733.08 مليون دولار، من رأس مالهم الخاص المحتمل على العقارات السكنية ضمن المشروعات العملاقة، وهذا يعكس استمرار الطلب القوي على الاستثمار في القطاع العقاري داخل المشروعات الضخمة، رغم المنافسة المتزايدة بين المشروعات المختلفة.

على الرغم من استمرار الطلب القوي على الاستثمار في المشروعات العملاقة، فإن ظهور مشاريع جديدة وتغير تفضيلات المشترين قد يؤثران على توزيع الاستثمارات داخل السوق، ويبقى مدى قدرة المشروعات العملاقة، مثل نيوم، على تلبية توقعات المشترين وتقديم خيارات أكثر جاذبية، العامل الحاسم في تحديد اتجاهات سوق العقارات السكنية في المملكة خلال السنوات القادمة.