الإثنين، 10 مارس 2025

04:01 م

«خمر العرب» و«مشروب الشيطان» أسرار تاريخ القهوة التي لا تعرفها (فيديو)

الإثنين، 10 مارس 2025 12:55 م

 القهوة

القهوة

تُعتبر القهوة رمزًا عالميًا يجسد الأصالة والجودة الفائقة، إذ تُعد إثيوبيا مهد هذه النبتة العريقة التي اكتسبت شهرة عالمية على مر العصور، ووفقًا للأساطير، كان لاكتشاف حبوب البن في إثيوبيا تأثير بالغ على ثقافات العالم، حيث انتشرت من الهضاب الإثيوبية لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم.

وما يميز القهوة هو تنوع نكهاتها الفريدة، التي تتراوح بين الحموضة الزهرية والنغمات الفاكهية، بفضل تنوع مناطق زراعتها مثل سيدامو، ييرغاشيف، وهارار، بالإضافة إلى أساليب الزراعة التقليدية المستدامة، تظل القهوة الإثيوبية رمزًا للجودة والنقاء.

كما أن طقوس تحضير القهوة في إثيوبيا تعكس ارتباطًا ثقافيًا عميقًا، حيث تجسد روح الضيافة والتقاليد الغنية لهذا البلد، سواء كنت من عشاق القهوة المختصة أو من المهتمين باستكشاف تاريخها، تظل القهوة الإثيوبية تجربة لا تُنسى تجمع بين عبق الماضي ومذاق المستقبل.
 

القهوة

البداية في إثيوبيا.. من الأسطورة إلى الحقيقة

تبدأ حكاية القهوة في إثيوبيا، حيث تقول الأسطورة إن راعيًا للغنم لاحظ أن ماشيته أصبحت أكثر نشاطًا بعد تناولها ثمار شجرة معينة، فقرر تجربتها بنفسه، ومن هنا وُلدت فكرة القهوة. 

ومع مرور الوقت، انتقلت هذه الفكرة إلى اليمن، حيث استخدمها الصوفيون للبقاء مستيقظين أثناء العبادة. 

ومن اليمن، انتشرت القهوة إلى مكة والقاهرة وإسطنبول، وبدأت تحظى بشعبية واسعة، لكن لم يكن الجميع مرحبًا بها.

القهوة بين القبول والرفض.. قصة الجدل والتحريم

مع تزايد انتشار القهوة، أثارت جدلًا واسعًا في العديد من الدول، ففي مكة، مُنعت في بعض الفترات بسبب تجمع الناس في المقاهي لمناقشة الشؤون السياسية، ما دفع الحكام إلى حظرها خوفًا من أن تكون مصدرًا للفتنة. 

أما في إسطنبول، فقد فرض السلطان مراد الرابع عقوبات صارمة على شربها، معتبرًا أن القهوة تشجع على السهر والنقاشات غير المجدية. 

وفي أوروبا، حينما وصلت القهوة إلى إيطاليا، أُطلق عليها لقب "مشروب الشيطان"، إلى أن قرر البابا تذوقها بنفسه وأُعجب بها، ليعلنها مشروبًا رسميًا، ما فتح لها أبواب القارة الأوروبية.

القهوة

من المقاهي الأولى إلى صناعة ضخمة.. تحول القهوة إلى ظاهرة عالمية

في عام 1554، أُنشئ أول مقهى في العالم بإسطنبول، وسرعان ما تحولت المقاهي إلى مراكز للنقاشات السياسية والثقافية. 

ثم انتشرت الظاهرة إلى لندن وباريس وفيينا خلال القرن السابع عشر، حيث أصبحت المقاهي ملتقى للمفكرين والمثقفين. 

ومع بداية الثورة الأمريكية، أسهمت القهوة في تعزيز الهوية الأمريكية، حيث استبدل الأمريكيون الشاي بالقهوة بعد الحرب الأمريكية ضد بريطانيا، ومنذ ذلك الحين، أصبحت القهوة المشروب الأكثر استهلاكًا في الولايات المتحدة.

اليوم، تحولت القهوة من مشروب بسيط إلى صناعة عملاقة، إذ تُعد البرازيل، وفيتنام، وكولومبيا، وإثيوبيا من أكبر الدول المنتجة لها. 

تقدر قيمة سوق القهوة العالمي بأكثر من 500 مليار دولار سنويًا، وتنتشر سلاسل المقاهي العالمية مثل "ستاربكس" و"كوستا" في كل أنحاء العالم.

قهوة العالم.. ثقافات وطرق تحضير متنوعة

تختلف طرق تحضير القهوة من دولة إلى أخرى، ففي إيطاليا، يُشرب الإسبريسو بسرعة على الكاونتر، بينما في تركيا تُعد القهوة بشكل ثقيل مع رغوة مميزة. 

أما في العالم العربي، فالقهوة العربية لا تكتمل إلا بتقديمها مع التمر، فيما يفضل الأمريكيون القهوة بكميات كبيرة، وغالبًا في أكواب ضخمة.

من التحريم إلى الإدمان.. القهوة في حياتنا اليومية

القهوة التي كانت يومًا مشروبًا مثيرًا للجدل، أصبحت اليوم جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية لملايين البشر حول العالم، ما كانت تعتبره بعض الدول خطرًا أو محظورًا أصبح الآن مشروبًا يعشقه الجميع ويُعتبر رمزًا للاجتماع والتواصل. 

فهل هناك أمور اليوم نعتبرها غريبة، وقد تصبح مألوفة في المستقبل كما حدث مع القهوة؟

تستمر القهوة في إثارة الجدل وتوحيد الثقافات في جميع أنحاء العالم، مما يثبت أنها أكثر من مجرد مشروب، بل هي رمز للعراقة والتطور البشري.

Short Url

search