الصين في المقدمة.. أكبر 10 دول غنية بالمعادن النادرة

تُعد المعادن الأرضية النادرة من أهم الموارد الاستراتيجية في العالم اليوم، حيث تلعب دورًا محوريًا في العديد من الصناعات التكنولوجية المتقدمة، وتتكون هذه العناصر من 17 معدنًا، من بينها اللانتانيدات والسكانديوم والإتريوم، وتتميز بخصائصها الفريدة التي تجعلها ضرورية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والصناعات الدفاعية.

ونظرًا لأهميتها الاقتصادية والعسكرية، باتت هذه المعادن محورًا للتنافس الجيوسياسي بين القوى العالمية، حيث تسعى الدول الكبرى إلى تأمين احتياطياتها وتعزيز قدراتها الإنتاجية لتقليل الاعتماد على الموردين الرئيسيين، وعلى رأسهم الصين.

الصين تهيمن على الإنتاج والمعالجة

تتصدر الصين قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطي من المعادن الأرضية النادرة، حيث تُقدَّر احتياطياتها بحوالي 44 مليون طن متري، وهو ما يمنحها تفوقًا كبيرًا على بقية الدول في هذا المجال.

ولا تقتصر الهيمنة الصينية على حجم الاحتياطي فقط، بل تمتد إلى الإنتاج والمعالجة، حيث أنتجت الصين في عام 2024 حوالي 270 ألف طن متري، وهو ما يمثل 70% من إجمالي الإنتاج العالمي، كما تتحكم في 90% من عمليات المعالجة العالمية، مما يجعلها المورد الأساسي لهذه المعادن في السوق الدولية.

واستغلت الصين هذا النفوذ للضغط على الأسواق العالمية، حيث قامت في عام 2016 بفرض قيود على تصدير هذه المعادن، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. هذا التحكم الاستراتيجي في سلسلة التوريد يمنح بكين نفوذًا اقتصاديًا وسياسيًا واسعًا، ويدفع الدول المنافسة، مثل الولايات المتحدة، إلى البحث عن بدائل وتقليل اعتمادها على الواردات الصينية.

أكبر 10 دول تمتلك احتياطيات ضخمة من العناصر الأرضية النادرة

إلى جانب الصين، تمتلك عدة دول أخرى احتياطيات كبيرة من هذه المعادن، لكن بفوارق كبيرة، ووفقًا لأحدث الإحصائيات، فإن أكبر 10 دول من حيث الاحتياطيات هي:

1. الصين – 44 مليون طن

تتصدر الصين القائمة بفارق كبير، مما يمنحها سيطرة شبه كاملة على سوق المعادن الأرضية النادرة، سواء من حيث الإنتاج أو المعالجة.

2. الهند – 6.9 ملايين طن

تأتي الهند في المرتبة الثانية، حيث تمتلك احتياطيًا كبيرًا، لكنها لا تزال بعيدة عن منافسة الصين في الإنتاج والتكرير.

3. روسيا – 3.8 ملايين طن

رغم امتلاك روسيا كميات ضخمة من هذه المعادن، فإن استخراجها واستغلالها لم يصل بعد إلى مستوى يجعلها منافسًا عالميًا.

4. فيتنام – 3.5 ملايين طن

أصبحت فيتنام مؤخرًا محط اهتمام عالمي نظرًا لاحتياطياتها الكبيرة، مع جهود لتوسيع عمليات التعدين والاستخراج.

5. الولايات المتحدة – 1.9 مليون طن

تمتلك الولايات المتحدة احتياطيًا كبيرًا، لكنها تعتمد بشكل كبير على الصين في عمليات المعالجة والتكرير.

6. جرينلاند – 1.5 مليون طن

تمثل جرينلاند أحد المصادر الواعدة، مما جعلها محط اهتمام أميركي وأوروبي متزايد.

7. تنزانيا – 890 ألف طن

تسعى تنزانيا للاستفادة من احتياطياتها، مع تزايد الاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين.

8. جنوب إفريقيا – 860 ألف طن

تمتلك جنوب إفريقيا موارد كبيرة، لكنها لم تطور صناعة متقدمة لاستخراج ومعالجة المعادن الأرضية النادرة بعد.

9. كندا – 830 ألف طن

تعد كندا من الدول التي تعمل على زيادة إنتاجها في هذا المجال، بدعم من حكومتها لتعزيز الأمن القومي الاقتصادي.

10. أستراليا – 570 ألف طن

تتمتع أستراليا بموارد غنية، وتعد واحدة من الدول القليلة التي تمتلك قدرات إنتاجية متقدمة خارج الصين.

أوكرانيا خارج القائمة رغم الاهتمام الأمريكي

رغم أن أوكرانيا تمتلك موارد طبيعية غنية، فإنها لا تدخل ضمن قائمة الدول العشر الكبرى من حيث احتياطيات المعادن الأرضية النادرة. ومع ذلك، فقد حظيت مواردها باهتمام أميركي كبير، خاصة في ظل المفاوضات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وفي هذا السياق، برزت جرينلاند كأحد المصادر الواعدة، حيث تمتلك احتياطيات تقدر بـ 1.5 مليون طن، مما جعلها محط أنظار الولايات المتحدة. وقد صرّح ترامب سابقًا بأن بلاده ستسعى إلى الاستحواذ عليها بطريقة أو بأخرى، في إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية لمواردها الطبيعية.

الجهود الأمريكية للحد من النفوذ الصيني

نظرًا للهيمنة الصينية على سوق المعادن الأرضية النادرة، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز قدراتها في استخراج ومعالجة هذه المعادن محليًا، وقد أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في أحد أوامره التنفيذية، أن بلاده ستعمل على تقليل الاعتماد على الصين وتعزيز إنتاجها المحلي لدعم اقتصادها وتقنياتها المتقدمة.

كما تضمنت اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف بندًا يمنح الولايات المتحدة 50% من العائدات المستقبلية من أصول الموارد الطبيعية الأوكرانية، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة.

وعلى الرغم من الجدل الدائر حول مستقبل هذه الاتفاقية، فقد أكد ترامب، خلال خطابه أمام الكونغرس يوم الثلاثاء، أن زيلينسكي لا يزال منفتحًا على التعاون مع واشنطن في هذا المجال، مما يشير إلى استمرار الاهتمام الأميركي بتأمين موارد المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا.

مستقبل المنافسة العالمية على المعادن الأرضية النادرة

مع تزايد أهمية المعادن الأرضية النادرة في الصناعات التكنولوجية والدفاعية، من المتوقع أن تستمر المنافسة العالمية على تأمين احتياطياتها وتعزيز الإنتاج المحلي. وتعمل العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة والهند وروسيا، على تطوير قدراتها في هذا المجال لتقليل اعتمادها على الصين.

ومع ذلك، تبقى الصين اللاعب الأهم في سوق المعادن الأرضية النادرة، نظرًا لحجم احتياطياتها الهائلة وقدراتها الإنتاجية المتقدمة، مما يمنحها قوة اقتصادية وسياسية كبيرة على الساحة العالمية.