الفيدرالي الأميركي: لا حاجة للاستعجال في تعديل السياسة النقدية

أكدت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أن البنك لا يرى حاجة إلى اتخاذ خطوات سريعة لتعديل السياسة النقدية، مشيرةً إلى أن حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية تدعو إلى التمهل، وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في وضع جيد، إلا أن الإشارات المختلطة من الأسواق تتطلب توخي الحذر قبل إجراء أي تغييرات على أسعار الفائدة، وفقا لما نشرته CNN الاقتصادية. 

الإشارات الاقتصادية تدعو للتريث

أوضحت دالي في منشور على موقع "لينكد إن" أن الأبحاث الاقتصادية تشير إلى أن حالة عدم اليقين تؤدي إلى ضبط الطلب، وهو ما يجعل من الضروري عدم التسرع في اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة النقدية، وأضافت أن الأسواق ترسل إشارات متباينة، مما يعزز الحاجة إلى تحليل دقيق للوضع قبل اتخاذ أي قرارات رئيسية تتعلق بأسعار الفائدة أو غيرها من أدوات السياسة النقدية.

التعريفات الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد

في ظل التوترات التجارية، قررت إدارة ترامب مضاعفة التعريفات الجمركية على السلع الصينية إلى 20%، وفرض رسوم بنسبة 25% على السلع المكسيكية والكندية، مع منح مهلة شهر واحد قبل بدء التطبيق، هذه الخطوات التجارية قد تؤثر على حركة الأسواق وتزيد من حالة عدم اليقين، مما يعقد مهمة الفيدرالي الأميركي في إدارة السياسة النقدية بفعالية.

مؤشرات سوق العمل والتضخم

أفادت وزارة العمل بأن معدل البطالة ارتفع الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات ونصف، مع تزايد عدد العاملين بدوام جزئي. في الوقت نفسه، زادت توقعات الأسواق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في يونيو المقبل بمعدل ثلاث مرات هذا العام، وهي وتيرة أسرع مما كان متوقعًا في ديسمبر الماضي. من جانبه، حذر رئيس الفيدرالي جيروم باول من أن التعريفات الجمركية قد تزيد من معدلات التضخم، وهو تحدٍ إضافي للبنك.

الصورة الكلية للاقتصاد الأميركي

على الرغم من التحديات الاقتصادية، لا تزال الصورة الكلية للاقتصاد الأميركي قوية، فمعدل البطالة العام يبلغ 4.1%، وهو أدنى مستوى تاريخي رغم الارتفاع الطفيف الأخير، كما أن التضخم يتحرك باتجاه هدف الفيدرالي البالغ 2%، وبناءً على هذه العوامل، تواصل ماري دالي والفيدرالي الأميركي مراقبة الوضع بعناية لاتخاذ قرارات متوازنة تحقق الاستقرار الاقتصادي.