الاتحاد الأوروبى يوافق على «خطة بروكسيل» لزيادة الإنفاق الدفاعي

اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل، مساء أمس ، خلال قمة استثنائية لمناقشة الوضع في أوكرانيا، وكشف الاجتماع عن الموافقة على خطة طرحتها المفوضية الأوروبية لزيادة الإنفاق الدفاعي، في ظل تزايد التحديات الأمنية وتغير موازين القوى العالمية، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية. 

إجماع أوروبي على تعزيز الدفاع

أكد المجلس الأوروبي في إعلان مشترك الحاجة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير،وتشمل الخطة التي طُرحت خيارات مثل السماح للدول الأعضاء بزيادة إنفاقها العسكري دون أن يؤثر ذلك على حسابات العجز، والتي يجب ألا تتجاوز 3% من إجمالي الناتج المحلي.

وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن هذه الخطوة قد تتيح توفير نحو 650 مليار يورو على مدى أربع سنوات، إلى جانب تقديم قروض بقيمة 150 مليار يورو للدول الأعضاء للاستثمار في القدرات العسكرية.

أوكرانيا في قلب القمة

حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة، وعبّر عن امتنانه لدعم الاتحاد الأوروبي لبلاده في ظل تجميد الولايات المتحدة مساعداتها لكييف. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن هذه الخطة ستساعد الدول الأعضاء على تقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.

جدل حول المساعدات المالية والعسكرية

رغم تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 30 مليار يورو لأوكرانيا خلال عام 2025، لم تتفق الدول الأعضاء على زيادة هذا المبلغ حاليًا. ومع ذلك، أعلنت النرويج رفع مساعداتها لأوكرانيا إلى 7.2 مليارات يورو في العام المقبل.

في المقابل، حذر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان من اتخاذ أي قرارات خطية بشأن أوكرانيا، ما قد يكشف عن انقسامات بين الدول الأعضاء.

واشنطن تجمّد المساعدات وتصعّد الجدل

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، تجميد مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، مما أدى إلى تقويض قدرتها على الدفاع عن نفسها. ويشمل القرار أيضًا تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية التي يعتمد عليها الجنود الأوكرانيون في الجبهات.

جاء ذلك في أعقاب مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما أثار مخاوف من تحول الموقف الأميركي تجاه الأزمة الأوكرانية.

رفض روسي لوقف إطلاق النار

في موسكو، رفضت وزارة الخارجية الروسية مقترح وقف إطلاق النار المؤقت الذي طرحته فرنسا، مشددة على ضرورة التوصل إلى اتفاقات حازمة لتحقيق "تسوية نهائية" للنزاع.

وفي ظل تصاعد الأزمة، أعلنت فرنسا عن اجتماع مرتقب بين رؤساء هيئات أركان جيوش الدول الأوروبية لمناقشة إمكانية دعم أوكرانيا عسكريًا.

إعادة تسليح أوروبا وتغيير السياسات المالية

شهدت القمة تحولًا غير متوقع في الموقف الألماني، حيث بدأت برلين دراسة خطة استثمارات ضخمة لتعزيز قدراتها العسكرية، ودعت إلى مراجعة قواعد الميزانية الأوروبية الصارمة، وهو ما فاجأ العديد من الدبلوماسيين.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أوروبا يجب أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها، حتى في حال تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها.

لا يزال الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تحقيق توافق بين أعضائه بشأن دعم أوكرانيا، رغم الخلافات القائمة، وفي ظل التقارب الأميركي الروسي، يتعين على القادة الأوروبيين اتخاذ قرارات حاسمة لضمان أمن القارة واستقرارها في المستقبل.