الذهب، من زينة الفراعنة إلى خزائن استثمار للمصريين

الجمعة، 07 مارس 2025 03:00 ص

الذهب

منذ آلاف السنين تألق الذهب على تيجان الفراعنة، فقد كان الذهب رمزاً للثراء والسلطة في مصر القديمة، حيث استخدمه الفراعنة في حليهم وتيجانهم، كما استخدموه في بعض صناعاتهم، واعتبروه معدن الآلهة والسبيل إلى الخلود، كما استخدمه البعض لتبديد الشر وحماية الأماكن المقدسة في العديد من الثقافات.

وكانت المعابد والنخب الملكية تستخدم الذهب في النقوش والتوابيت والمجوهرات وزخرفة المساجد والقصور والمعابد، مما يعكس مكانته المقدسة خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى استخدامه في تزيين ثياب الملوك والنبلاء.

استخدامات الذهب في العصور القديمة

عرف المصريون القدماء قيمة الذهب واستخرجوه من المناجم، واستخدموه في صناعة التماثيل والأقنعة الملكية، وأشهرها قناع الملك توت عنخ آمون الذي لا يزال يبهر العالم ببريقه. لم يكن الذهب مجرد حلي، بل كان مقياسًا للقوة الاقتصادية للدول الفرعونية.

وكان الذهب سيد المعادن عند العرب قبل الإسلام، فقد عرفوا مزاياه وخواصه ومن ثم استخدموه فى عملاتهم وزينتهم وانعكس ذلك على مجالات عديدة فى حياتهم الاجتماعية، ليمثل لهم الشمس كرمز للذكاء واللمعرفة والنور، كما ارتبط عند البعض بالجمال والمثالية.

مع مرور العصور، ظل الذهب عنصرًا أساسيًا في حياة المصريين، لكنه لم يعد مقتصرًا على الزينة، بل تحول إلى ملاذ آمن يحمي المدخرات من تقلبات الاقتصاد، ففي أوقات الأزمات والتضخم، يتجه المصريون لشراء الذهب كوسيلة للحفاظ على أموالهم.

الإقبال على الذهب

في السنوات الأخيرة، زاد الإقبال على شراء الجنيهات والسبائك الذهبية بدلاً من المشغولات التقليدية، حيث يرى المستثمرون فيها قيمة حقيقية دون خسارة مصنعية. وحتى العائلات البسيطة التي كانت تقتصر مشترياتها على "الشبكة" في الزواج، بدأت تفكر في الذهب كوسيلة ادخار طويلة الأجل.

رغم التقلبات السعرية التي يشهدها سوق الذهب عالميًا ومحليًا، إلا أن المصريين لا يزالون يثقون به كملاذ آمن، سواء للزينة أو للاستثمار. ومع ظهور وسائل جديدة للادخار مثل الشهادات البنكية ذات العائد المرتفع، يبقى السؤال: هل سيظل الذهب هو الخيار الأول لحماية المدخرات، أم أن المصريين سيغيرون عاداتهم مع الزمن؟

الذهب سيد الأوعية الادخارية

وقال الدكتور وصفي واصف، مستشار شعبة الذهب والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، إن الذهب سيد الأوعية الادخارية وسيظل الملاذ الآمن عبر العصور، مؤكداً أن المعدن الأصفر هو أفضل استثمار.

ويلجأ الكثير من الأفراد للاستثمار في الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات التوترات الجيوسياسية والحروب والنزاعات، إضافة إلى أنه وسيلة للتحوط ضد التضخم، ويناسب جميع الفئات، حيث يمكن حفظ الأموال فيه، بدءًا من 500 جنيه، وحتى ملايين الجنيهات.

بين الماضي والحاضر، يبقى الذهب حاضرًا في حياة المصريين، لكن بأشكال مختلفة، من تيجان الفراعنة إلى خزائن استثمار للمواطنين، ليواصل بريقه التألق في كل العصور.

Short Url

أخبار متعلقة