قلق المستثمرين يتصاعد مع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والخبراء يحذرون

شهدت مؤشرات وول ستريت أكبر خسائرها هذا العام بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية جديدة على كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وتراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 2% بعد تأكيد ترمب أن المكسيك وكندا لن تتمكنا من التفاوض على إعفاء من الرسوم الجديدة ، كما وقّع ترمب لاحقاً أمراً تنفيذياً بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصين إلى 20%،وفقا لما نشرته “الشرق بلومبيرج”. 

تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق والعملات

أدى هذا الإعلان إلى انخفاض حاد في أسواق الأسهم، حيث هبط مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.8%، وتراجع "ناسداك 100" بنسبة 2.2%، فيما انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي بنحو 1.5%، كما تضررت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ خسر مؤشر "العظماء السبعة" (أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، مايكروسوفت، ميتا، تسلا) نحو 3.1%.

ضعف البيانات الاقتصادية يزيد الضغوط على الأسواق

ساهمت البيانات الاقتصادية السلبية في تفاقم الأزمة، حيث أظهرت تقارير حديثة ضعف قطاع الإسكان، وارتفاع طلبات إعانات البطالة، وانخفاض الإنفاق الشخصي، كما أثرت بيانات التصنيع الضعيفة على أسهم الشركات، ما أدى إلى محو المكاسب التي حققتها الأسواق يوم الجمعة، ودفع مؤشر "إس آند بي 500" للهبوط بنحو 5% عن أعلى مستوياته في فبراير.

قلق المستثمرين بشأن مستقبل الأسواق

أشار خبراء ماليون إلى تصاعد القلق بين المستثمرين بشأن التباطؤ الاقتصادي، حيث قال ديفيد كوستين من "غولدمان ساكس" إن أي محاولة لتعافي "إس آند بي 500" قد تكون مؤقتة، فيما رأى فلوريان إيلبو من "لومبارد أوديير" أن الأسواق بدأت في التعبير عن مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أن تقرير الوظائف القادم قد يكون عاملاً حاسماً في تحديد اتجاه الأسواق.

التحولات نحو أسهم القيمة وسط عدم اليقين

يشير استراتيجيون من "جيه بي مورغان تشيس" إلى أن التحول نحو أسهم القيمة قد يكون اتجاه الأسواق في المرحلة القادمة، خصوصاً في ظل ضعف البيانات الاقتصادية وعدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية،كما يتوقع خبراء "سيتي غروب" أن الأسواق ستصبح أكثر حساسية للنمو الاقتصادي مقارنة بتراجع عائدات السندات، في حين أشار مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" إلى أن التوقعات بشأن الأسهم الأميركية قد تتأثر بشكل أكبر بسياسات ترمب الاقتصادية.

تفوق الأسواق العالمية على نظيرتها الأميركية

تفوقت الأسواق العالمية على الأسهم الأميركية في بداية 2025، وهو مؤشر سلبي لأداء الأسواق الأميركية لبقية العام، وفقاً لتحليل "بلومبرغ إنتليجنس"، وبحسب بيانات تمتد لـ35 عاماً، لم يسبق أن تفوق "إس آند بي 500" على الأسواق الدولية إذا تخلف عنها بأكثر من 2.8 نقطة مئوية بحلول منتصف فبراير، كما حدث هذا العام، ما يعزز التوقعات السلبية لأداء الأسهم الأميركية في الفترة القادمة.