رجل الأعمال طلال أبوغزالة في حوار لـ«إيجي إن»: الرئيس السيسي رجل دولة قادر على الصمود أمام الضغوط الدولية

• الدعم العربي لإعمار قطاع غزة  التزام أخلاقي ووطني 
• التهجير حلم صهيوني لن يتحقق وفلسطين ليست للبيع
• مصر ليست مجرد دولة أزورها بل بلدي الثاني
• أعود قريبًا لحضور افتتاح مصنع الإلكترونيات الجديد
• الرئيس السيسي عبر عن موقف مصر بحزم ورفض التهجير

في لقاء حصري لموقع "إيجي إن"، أجرى الزميل النائب علاء عصام، حوارًا مطولًا مع الدكتور طلال أبو غزالة، أحد أبرز المفكرين ورجال الأعمال العرب، الذي يحمل على عاتقه هموم الأمة العربية، ولا يتوانى عن دعم قضاياها المحورية. 

في هذا اللقاء، استعرض “أبوغزالة” وضعه الصحي، ورؤيته لمستقبل القضية الفلسطينية في ظل الضغوط الدولية، وتقييمه لمواقف الدول العربية في مواجهة مخططات التهجير، وكشف عن دوره في إعادة إعمار غزة، وجهوده لحشد رجال الأعمال العرب لدعم صمود الشعب الفلسطيني. 

إليكم تفاصيل الحوار وتقدبم رؤية شاملة عن قضايا مصيرية تمسّ مستقبل المنطقة.
 

نريد أن نطمئن على حالتك الصحية ومتى ستعود إلى مصر؟

أشكركم على السؤال، والحمد لله، أنا اليوم بصحة ممتازة، ولم أنقطع عن العمل مطلقًا، عدت إلى مكتبي بعد أقلّ من أسبوع على إصابتي في يوليو الماضي، وواصلت نشاطي المعتاد دون تأخير. 

مصر بالنسبة لي ليست مجرد دولة أزورها، بل بلدي الثاني، فأنا عربي قومي، ولا أشعر بالغربة في أي دولة عربية، ومصر تحديدًا تمثل لي رمز القوة والاستقرار في المنطقة.

والعودة إلى مصر باتت قريبة جدًا، وخلال الربيع المقبل، سأتشرف بزيارتها لحضور افتتاح مصنع الإلكترونيات بحلّته الجديدة بعد التوسعات الجذرية التي شهدها، وذلك ضمن جهود فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في توطين الصناعات الإلكترونية بالشراكة مع "طلال أبوغزاله للتقنية - تاج تيك". 

وأود أن أؤكد أن المصنع بدأ بالفعل في إنتاج ثلاثة موديلات من التابلت، وخمسة موديلات من اللابتوب، وأربعة موديلات من الهواتف المحمولة، وجميعها تتمتع بجودة عالمية وأسعار منافسة.

ما شعورك وأنت ترى العالم الغربي يتآمر لإخراج فلسطين من الجغرافيا العربية ومحو اسمها وحضارتها؟

لا أحد يستطيع أن يفرض حلًا يتناقض مع حقائق التاريخ والجغرافيا. وكما قال الرئيس الفرنسي شارل ديغول: "المستقبل يقرره التاريخ والجغرافيا." 

فلسطين كانت وستظل دولة عربية، ولن يستطيع أحد أن يمحوها أو يطمس هويتها.

نحن أمام شعب مبدع ومقاوم، متمسك بحقه التاريخي، ويخوض معركة تحريره بكل عزيمة وإصرار، فهذه المعركة لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال، لأن الاحتلال، مهما طال، مصيره إلى زوال. 

ولقد حاولت قوى الاستعمار الاستيطاني طمس حضارات بأكملها، لكنها لم تفلح، فكيف لها أن تمحو فلسطين، وهي جوهر الأمة العربية وهويتها؟!

ما رأيك في الممارسات الأمريكية ومحاولات فرض مشروع التهجير على الفلسطينيين منذ فوز ترامب؟ وما هي رسالتك للرئيس الأمريكي؟

لطالما حاولت الولايات المتحدة فرض التهجير على شعبنا الفلسطيني عبر دعمها اللامحدود لممارسات الاحتلال، التي تهدف إلى تقويض فرص العيش في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

فخلال ولاية ترامب، سعت إدارته لفرض "صفقة القرن"، لكنها فشلت بسبب الموقف الفلسطيني الحاسم في رفضها، مدعومًا بمواقف عربية أصيلة.

رسالتي للرئيس الأمريكي – أيًا كان – أن فلسطين ليست للبيع، وليس من حق أحد أن يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق. 

فالقضية الفلسطينية ليست ورقة مساومة في سياسات الدول الكبرى، بل هي حق شعب لا يمكن مصادرته.

كيف يواجه رجال الأعمال والمفكرون الفلسطينيون مشروع التهجير عبر التواصل مع المؤسسات الدولية؟

رجال الأعمال والمفكرون الفلسطينيون يشكلون قوة ناعمة لكنها فعالة في دعم القضية الفلسطينية، وعليهم مسؤولية نقل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، وليس فقط إلى مجتمعاتهم. 

فالتواصل مع السفارات الأجنبية والمؤسسات الحقوقية أمر بالغ الأهمية، لأنه يكشف للعالم حجم الجرائم التي تُرتكب بحق شعبنا.

نحن بحاجة إلى استراتيجية موحدة تدمج بين الدبلوماسية الاقتصادية والضغط الإعلامي والتواصل مع الجهات المؤثرة دوليًا، بهدف تفكيك روايات الاحتلال الزائفة، وتأكيد الحق الفلسطيني في أرضه.

هل أنت مستعد للمشاركة في إعادة إعمار غزة؟ وهل يمكنك جمع مليارات الدولارات من رجال أعمال آخرين لإنقاذ القطاع؟

أنا ملتزم بدعم غزة، وقد أطلقت مؤخرًا منحة "بناء قدرات غزة"، التي تستهدف تأهيل الخبراء الفلسطينيين في مجالات التخطيط الحضري، وإدارة المشاريع، وحلول الصحة، وإدارة الأزمات، بهدف تحقيق تنمية مستدامة في القطاع.

كما خصصنا منحة مليونية للحصول على شهادات الماجستير من جامعة طلال أبوغزاله الرقمية العالمية في تخصصات حيوية، بهدف تطوير الكفاءات المحلية القادرة على قيادة عملية الإعمار.

أما عن التمويل، فأؤكد أن المال هو أسهل شيء في الدنيا، وأن الأمة العربية لن تتردد في تقديم الدعم لإنقاذ شعب غزة وإعادة إعمار القطاع. هذا التزام أخلاقي ووطني لا مجال للتراجع عنه.

كيف تقيّم الموقف المصري والأردني الرافض لمشروع التهجير، خاصة تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

مشروع تهجير الفلسطينيين ليس جديدًا، بل حلم صهيوني قديم يرتكز على مخطط إقامة "إسرائيل الكبرى" عبر تفريغ فلسطين من أهلها، ولكن، بفضل الموقف العربي الحازم، فشلت هذه المخططات مرارًا.

جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عبّر بوضوح عن رفضه التام لأي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وحمل القضية الفلسطينية أمام العالم بحكمة وحنكة. 

وفي المقابل، جاءت تصريحات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي شديدة الوضوح والحزم، حيث رفض بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأكد أن مصر لن تكون طرفًا في أي مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

لقد أثبت الرئيس السيسي، خلال الحرب الأخيرة على غزة، أنه رجل دولة صاحب رؤية، قادر على الصمود أمام الضغوط الدولية، ورافض لكل الإغراءات السياسية والاقتصادية التي حاولت تمرير هذا المخطط. 

هذا الموقف المصري الصلب يجب أن يكون مدعومًا بموقف عربي موحد، يشكل جبهة قوية في مواجهة المشاريع الصهيونية.