السبت، 01 مارس 2025

04:06 م

العمل الحر في مصر، الطريق لجلب الدولار وخلق فرص العمل

السبت، 01 مارس 2025 12:58 م

دولارات

دولارات

ميرنا البكري

 سجل سوق العمل الحر (Freelancing) في مصر نموًا ملحوظًا، حيث أصبح مجالًا جذابًا للكثير من الشباب في ظل التحديات الاقتصادية في السنوات الأخيرة، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا في كل جوانب الحياة، ويُعد العمل الحر نموذجًا اقتصاديًا جديدًا يُساهم في زيادة الدخل القومي، وإدخال العملة صعبة، وخلق فرص عمل دون الحاجة لضح استثمارات ضخمة أو بنية تحتية حديثة.

Picture background


 التحول نحو الاقتصاد الرقمي والعمل الحر


أصبح الاقتصاد العالمي يتجه نحو الرقمنة، ما أدى إلى نمو الاقتصاد غير التقليدي  مثل العمل الحر، والتجارة الإلكترونية، والتعليم عن بُعد، كما أن مصر لديها قاعدة كبيرة من الشباب المتعلمين القادرين على تقديم خدمات احترافية من خلال الإنترنت في مجالات مثل البرمجة، التصميم، الترجمة، التسويق الرقمي، وتحليل البيانات، وزيادة استخدام الإنترنت وخدمات الدفع الإلكتروني في مصر ساهم في تهيئة وتعزيز بيئة مناسبة لازدهار العمل الحر.


 تأثير العمل الحر على الاقتصاد المصري


1) تقليل معدلات البطالة
في الفترة الأخيرة، أصبح فرص العمل التقليدي قليلة، وبالتالي اتجه المواطنون للعمل الحر، حيث يوفر وظائف مرنة للشباب، كما يتيح الفرصة لحديثي التخرج لاكتساب خبرات عملية دون الحاجة لانتظار وظيفة ثابتة، ويساعد النساء وذوي الاحتياجات الخاصة على العمل من  المنزل دون قيود الوظائف التقليدية، وبالتالي تراجع معدلات البطالة، وزيادة الدخل القومي.

Picture background
العمل من المنزل


2) زيادة تدفقات النقد الأجنبي
يعتمد الفريلانسر المصري على منصات دولية مثل Upwork، Freelancer، وFiverr، مما يسمح له الحصول على أرباح بالدولار أو العملات الأجنبية، وبالتالي هذا يعزز الاحتياطي النقدي المصري، ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر 47.265 مليار دولار في يناير 2025، وأيضًا يدعم الاقتصاد في ظل تحديات سعر الصرف ونقص العملة الصعبة، ووفقًا لبعض التقارير، فإن العاملين المصريين في منصات العمل الحر الرقمية يحققون ملايين الدولارات سنويًا، وهو ما يُمثل مصدر دخل جديد للدولة، وبالتالي يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية


3) دعم ريادة الأعمال ونمو الاقتصاد غير الرسمي
العمل الحر يُعتبر خطوة أولى نحو ريادة الأعمال، حيث يبدأ الكثيرون كفريلانسرز ثم يؤسسون شركاتهم الخاصة، ويعزز مفهوم "الاقتصاد غير الرسمي المُنظم"، حيث يمكن دمج الفريلانسرز ضمن المنظومة الاقتصادية الرسمية عبر الضرائب والتشريعات المناسبة، 

تجارب بعض الدول الرائدة في مجال العمل الحر

تُعد الهند والفلبين من الدول الرائدة في تصدير العمالة الرقمية، حيث تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على العمل الحر، ومصر لديها الإمكانيات البشرية لتصبح مركزًا إقليميًا للعمل الحر في العالم العربي وإفريقيا، لكن هناك حاجة لدعم حكومي أكبر، مثل تحسين خدمات الإنترنت، وتسهيل تحويل الأموال عبر البنوك والمنصات الإلكترونية.


 التحديات التي تواجه العمل الحر في مصر


رغم الفرص الكبيرة، هناك بعض العقبات التي تعيق نمو العمل الحر في مصر، منها:

  • مشكلات الدفع الإلكتروني: عدم توافر وسائل دفع سهلة لاستقبال الأموال من الخارج.
  • غياب الدعم الحكومي: عدم وجود قوانين واضحة لتنظيم العمل الحر وحماية حقوق العاملين فيه.
  • نقص الوعي: العديد من الشباب لا يعرفون كيفية البدء في العمل الحر أو المهارات المطلوبة.


بعض التوصيات لتعزيز دور العمل الحر في الاقتصاد المصري

  1. تسهيل عمليات الدفع الإلكتروني من خلال توفير حلول ميسرة للفريلانسرز لسحب أرباحهم بالدولار أو الجنيه بسهولة.
  2. تقديم حوافز ضريبية، وتوفير برامج تدريبية لدعم النمو في هذا القطاع.
  3. دعم المهارات الرقمية، عن طريق تعزيز التعليم التكنولوجي في المدارس والجامعات.
  4. التوعية والإرشاد، وإطلاق حملات توعوية عن الفرص المتاحة وكيفية الاستفادة منها.


العمل الحر ليس مجرد اتجاه مؤقت، بل هو نموذج اقتصادي جديد يُمكن أن يُحدث طفرة في سوق العمل المصري. من خلال الاستثمار في تطوير المهارات الرقمية، وتوفير بيئة تنظيمية مناسبة، تستطيع مصر أن تصبح واحدة من أكبر مراكز العمل الحر في المنطقة، مما يُساهم في خلق وظائف، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وزيادة التدفقات المالية بالعملة الصعبة.

 

Short Url

search