أوكرانيا والولايات المتحدة تتفقان على صندوق مشترك بـ 50% من عائدات الموارد الطبيعية لكييف

قبل يوم من اجتماع زعماء الولايات المتحدة وأوكرانيا في واشنطن، أشار أربعة خبراء إلى أن الاتفاق الإطاري الذي يحدد وصول الولايات المتحدة إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية يحتوي على ثغرات قانونية تحتاج إلى سدها في مفاوضات مستقبلية.

صندوق إعادة الإعمار وإدارة مشتركة

تتضمن مسودة الاتفاق، إنشاء "صندوق استثمار لإعادة الإعمار" بإدارة مشتركة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. 

وتنص المسودة على أن الحكومة الأوكرانية ستساهم بنسبة 50% من العائدات المستقبلية لأي أصول موارد طبيعية مملوكة للدولة في الصندوق. ومع ذلك، لا تقدم المسودة أي مبالغ مالية محددة أو جدول زمني أو تفاصيل حول إدارة الصندوق.

غياب الضمانات الأمنية

برايان ماكجاري، الأستاذ المساعد للقانون الدولي في جامعة ليدن، أشار إلى أن الاتفاق يفرض التزامات بالتعاون ولكنه لا يتضمن أي التزامات محددة ملزمة ذات طبيعة دفاعية. وقال ماكجاري: "لم تقدم الولايات المتحدة ضمانات ملموسة"، وهو ما يعكس طبيعة الاتفاق الإطاري الذي يتوقع أن يتم تفصيله في مفاوضات لاحقة.

ومن المتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاق يوم الجمعة عندما يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومع ذلك، فإن غياب الضمانات الأمنية الثابتة قد يشكل مصدر قلق لأوكرانيا، خاصة بعد أن تخلى ترامب عن طلبه الأولي للحصول على 500 مليار دولار كتعويض عن الدعم العسكري الذي قدمته واشنطن لأوكرانيا، وفقا لما نشرته “رويترز”.

راحة نسبية لأوكرانيا

رغم غياب الضمانات الأمنية، فإن الشروط المنصوص عليها في الاتفاق قد تكون بمثابة راحة لأوكرانيا. وقال زيلينسكي يوم الأربعاء إن نجاح صفقة المعادن سيعتمد على المحادثات مع ترامب، مشيرًا إلى افتقارها إلى ضمانات أمنية أمريكية ثابتة. وتنص الوثيقة على أن الأموال سيتم إعادة استثمارها "لتعزيز السلامة والأمن والازدهار في أوكرانيا"، مع وضعها في اتفاقية صندوق تتناول التوزيعات المالية المستقبلية.

تفاصيل تحتاج إلى تفاوض

أضاف ماكجاري أن التفاصيل المتعلقة بإدارة الصندوق وتوزيع العائدات ستكون موضوع مفاوضات مستقبلية قد تؤدي إلى التوصل إلى معاهدة ملزمة. كما أشار إلى أن الاتفاق ينص صراحة على أن المفاوضات المستقبلية ستسعى إلى "تجنب الصراعات مع التزامات أوكرانيا" على طريقها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

أهداف ترامب المزدوجة

يبدو أن أهداف ترامب من هذا الاتفاق مزدوجة: استعادة الدعم المالي والعسكري الذي قدمته واشنطن لأوكرانيا منذ الغزو الروسي قبل ثلاث سنوات، والحد من اعتماد الولايات المتحدة على الموارد الصينية. وتعد الصين أكبر منتج في العالم للمعادن النادرة، والتي تستخدم في صناعة المغناطيسات الموجودة في المركبات الكهربائية والأسلحة والإلكترونيات.

نهج غير مسبوق

جييرمو كريستنسن، خبير الأمن القومي والتجارة الدولية في شركة المحاماة "كيه أند إل جيتس"، وصف الاتفاق بأنه "نهج فريد وغير مسبوق" لم نشهده في أي اتفاقات وطنية أخرى. ومع ذلك، فإن الاتفاق لا يشير إلى آلية فض النزاعات، كما أن حصة واشنطن في الصندوق المستقبلي مفتوحة للمناقشة.