"أليكسا"، أمازون تُحيي مساعدها الصوتي بذكاءٍ اصطناعيٍ ثوريٍ

كشفت أمازون، مساء الأربعاء، عن نسخة جديدة من مساعدها الصوتي "أليكسا"، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، في خطوة طموحة تهدف إلى إعادة تعريف تجربة المستخدم، وتعزيز مكانتها في سوق التكنولوجيا الذكية، وهذا التحديث، الذي أُطلق عليه اسم "أليكسا"، يُعد الأكبر منذ طرح "أليكسا" لأول مرة قبل أكثر من عقد، ويأتي في إطار محاولات أمازون لمواكبة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ما الجديد في "أليكسا"؟

تم الكشف عن "أليكسا"، خلال حدث خاص في نيويورك، حيث عرضت أمازون قدرات المساعد الصوتي الجديد، والتي تشمل تفاعلات أكثر ذكاءًا واستباقية، حيث أن من بين الميزات البارزة قدرة "أليكسا" على تذكر تفضيلات المستخدمين، واستخدامها لتقديم تجارب مخصصة، فعلى سبيل المثال، إذا كان أحد أفراد الأسرة يفضل الأطعمة النباتية، أو يهتم بالمأكولات اليونانية، يمكن لـ"أليكسا" استخدام هذه المعلومات لاقتراح مطاعم أو وصفات طعام مناسبة.

كما أظهرت أمازون، كيف يمكن لـ"أليكسا" إدارة مهام معقدة مثل حجز تذاكر الحفلات، وإرسال رسائل نصية، والتحكم في الأجهزة الذكية المنزلية، فيما أكد بانوس باناي، رئيس قطاع الأجهزة والخدمات في أمازون، أن التحديث الجديد، يمثل نقلة نوعية في تجربة المستخدم، حيث أصبح "أليكسا"، قادرًا على إجراء محادثات مستمرة وطبيعية، بعيدًا عن التفاعلات المحدودة التي كانت تميز النسخ السابقة.

التسعير والتوافر

وستكون خدمة "أليكسا" مجانية لمشتركي "أمازون برايم"، بينما ستُتاح لغير المشتركين، مقابل 19.99 دولارًا شهريًا. ومن المقرر أن تبدأ الخدمة في الظهور لبعض المستخدمين، بدءًا من مارس 2025م، مع خطط للتوسع التدريجي في نطاق التغطية، وكانت أمازون قد فكرت في تسعير الخدمة بـ5 أو 10 دولارات شهريًا لغير المشتركين، لكنها قررت في النهاية، تحديد السعر عند 19.99 دولار.

تحديات التطوير

على الرغم من التفاؤل الذي أظهرته أمازون، إلا أن تطوير "أليكسا"، لم يخلُ من التحديات، فقد واجهت الشركة صعوبات تقنية في دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع النظام الحالي لـ"أليكسا"، والذي صُمم في الأصل لاسترجاع الإجابات من قاعدة بيانات مسبقة، وليس لتوليد ردود فورية.

وأشارت تقارير إلى أن الاختبارات الداخلية، كشفت عن بعض الأخطاء في الإجابات وتأخر في الاستجابة، ما أدى إلى تأخير إطلاق الخدمة لمدة عام تقريبًا، كما واجهت أمازون منافسة شديدة في سوق الذكاء الاصطناعي، خاصة مع نجاح نماذج مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، وقد اعترف مسؤولو أمازون بأن "أليكسا"، كان يعاني من محدودية في جذب المستخدمين لأغراض تتجاوز المهام البسيطة، مثل ضبط المؤقت، أو الحصول على معلومات سريعة.

ردود الفعل الأولية

على الرغم من العرض التوضيحي الذي أظهر قدرات "أليكسا" الجديدة، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى أن الخدمة لم تكن دائمًا على مستوى التوقعات خلال الاختبارات الأولية، حيث ذكر بعض المختبرين أن "أليكسا"، كان يقدم أحيانًا إجابات غير صحيحة أو يتأخر في الاستجابة، كما أظهر العرض التوضيحي لحظات اضطُر فيها المسؤولون، إلى تكرار الأوامر أكثر من مرة للحصول على استجابة من المساعد الصوتي.

مستقبل “أليكسا”

يُعتبر إطلاق "أليكسا"، خطوة مهمة لأمازون في سعيها، لتأكيد مكانتها كرائدة في سوق الأجهزة الذكية، وفي حال نجاح الخدمة، يمكن أن تفتح أمازون آفاقًا جديدة للإيرادات من خلال الاشتراكات المميزة والخدمات المدفوعة، كما يمكن أن تعيد "أليكسا"، تعريف طريقة تفاعل المستخدمين مع الأجهزة الذكية في حياتهم اليومية.

وبعد الإعلان عن التحديث الجديد، ارتفع سهم أمازون بنسبة 1.7%، ليصل إلى 216.45 دولار، مما يعكس تفاؤل المستثمرين بإمكانيات "أليكسا". ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر، هو ما إذا كان المستخدمون، سيتقبلون هذه النسخة الجديدة، وما إذا كانت ستنجح في إعادة بريق "أليكسا"، كواحد من أهم المنتجات في عالم التكنولوجيا الذكية.