برنامج "ترامب" لـ"التأشيرة الذهبية" يضرب حلم الجنسية الأمريكية

يبدو أن برنامج "التأشيرة الذهبية" الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يتطلب استثمارًا بقيمة 5 ملايين دولار، لن يؤدي إلى تدفق كبير للمستثمرين الأثرياء الساعين للحصول على الجنسية الأمريكية، بسبب المخاوف من الضرائب المرتفعة، وفقًا لما أكده مستشارو الهجرة والاستثمار.

وأعلن ترامب، يوم الثلاثاء، أنه يخطط لاستبدال برنامج تأشيرة المستثمر المهاجر EB-5 الحالي، والذي يتطلب استثمارًا لا يقل عن 800 ألف دولار، ببرنامج جديد يمنح الجنسية الأمريكية للأجانب الذين يستثمرون في الشركات الأمريكية، وأوضح أن تفاصيل الخطة الجديدة ستُعلن خلال أسبوعين.

وقال باسم حيدر، رجل الأعمال المقيم في المملكة المتحدة، لوكالة "رويترز": "لا أعتقد أن العرض الحالي للرئيس الأمريكي سيكون له تأثير كبير، إذ إن الحصول على البطاقة الخضراء في الولايات المتحدة ليس صعبًا إذا استوفيت معايير معينة، أما دفع 5 ملايين دولار للحصول على تأشيرة ذهبية مع فرض ضرائب على الدخل العالمي يجعل الأمر غير مجدٍ."

توقيت حساس وسط ضغوط أوروبية

يأتي هذا الإعلان في وقت يمارس فيه الاتحاد الأوروبي ضغوطًا على الدول الأعضاء لسحب أو تشديد برامج "الإقامة عبر الاستثمار"، بسبب مخاوف من تأثيرها على أسعار العقارات ومحدودية مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، فضلًا عن ارتباطها بمخاطر التهرب الضريبي والفساد.

وأظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية لندن للاقتصاد وجامعة هارفارد عام 2021 أن العوائد الاقتصادية التي تحققها هذه البرامج تمثل نسبة ضئيلة للغاية من الاستثمارات الأجنبية، مع تأثير اقتصادي يكاد لا يُذكر.

تراجع الإقبال الصيني على البرنامج الجديد

كان برنامج تأشيرة EB-5 يُستخدم بشكل رئيسي من قبل رجال الأعمال في هونج كونج والصين الذين يمتلكون شركات في الولايات المتحدة أو يرغبون في إرسال أبنائهم للدراسة هناك، وفقًا لما قاله جون هو، مؤسس "جون هو لاستشارات الهجرة" في هونج كونج.

وأضاف "هو" أن رفع الحد الأدنى للاستثمار إلى 5 ملايين دولار قد يكون رادعًا لكثير من المستثمرين الصينيين الذين كانوا يستفيدون من البرنامج الحالي، مؤكدًا: "إذا استبدلت التأشيرة الذهبية ببرنامج EB-5، فمن المحتمل أن ينخفض عدد المتقدمين بشكل كبير، خاصة أن الضرائب العالمية تظل دائمًا مصدر قلق للأثرياء."

وفي تصريحه، قال ترامب إن برنامج "التأشيرة الذهبية" سيكون مفتوحًا أمام الأثرياء، مثل الأوليجارش الروس، للتقديم.

هل يستطيع ترامب تنفيذ الخطة بمفرده؟

يُدار برنامج EB-5 من قبل خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS)، وقد أنشأه الكونجرس عام 1990 بهدف "تحفيز الاقتصاد الأميركي من خلال خلق فرص عمل وجذب الاستثمارات الأجنبية"، وفقًا لموقع USCIS.

من جانبه، قال كيم جي سون، رئيس مجموعة "داي يانغ" للقانون والهجرة في سيول: "قد تكون هذه مناورة تفاوضية لزيادة حجم الاستثمارات المتجهة إلى الولايات المتحدة، لكن بالنظر إلى المبلغ المطلوب، لا أعتقد أن الطلب من كوريا الجنوبية سيزداد بشكل كبير."

وأشار إلى أن الخطة تحتاج إلى موافقة الكونجرس، مما يعني أن ترامب لا يمكنه بمفرده إلغاء برنامج EB-5 الحالي، وأضاف: "برنامج EB-5 يعتمد في الأساس على جذب الاستثمارات، لذا فإن إلغاؤه لن يكون منطقيًا."

رؤية متباينة للمستثمرين الآسيويين

قالت جريس تانج، الرئيس التنفيذي لشركة "فيليب برايفت إكويتي" في سنغافورة، والتي تساعد المكاتب العائلية في التقدم لبرنامج الاستثمار العالمي بسنغافورة، إن القواعد الضريبية الأمريكية قد تشكل عائقًا أمام البرنامج الجديد.

لكنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تمثل "الحلم الأمريكي" للعديد من المهاجرين المحتملين من آسيا، مؤكدة أن الكثير من الصينيين المطلعين على برنامج EB-5 من المرجح أن يتقدموا إلى البرنامج الجديد في حال إطلاقه.