الأربعاء، 26 فبراير 2025

09:55 م

SGO.CC منصة رقمية جديدة تسرق 500 مليون من أموال المصريين

الأربعاء، 26 فبراير 2025 11:57 ص

النصب الالكتروني

النصب الالكتروني

كتب/كريم قنديل

في واقعة جديدة للاحتيال الرقمي، تعرض مئات الآلاف من المصريين لخسائر مالية ضخمة بعد اختفاء منصة "سغو سي سي" (SGO.CC) بشكل مفاجئ، تاركة وراءها تساؤلات عديدة حول مصير الأموال المسروقة وسبل تعقب الجناة.

منصة سغو سي سي" (SGO.CC)

منصة "سغو سي سي".. الوهم الكبير

ظهرت المنصة لأول مرة في مصر خلال يونيو 2023، مقدمة نفسها كمنصة متخصصة في المراهنات الكروية، لكن بآلية مختلفة، حيث يراهن المستخدمون على النتائج الخاطئة بدلاً من الصحيحة، ليحصلوا على مكاسب مزعومة وفقًا لنسبة الخطأ التي يحددونها. وعلى مدار ستة أشهر، نجحت المنصة في جذب أكثر من 80 ألف مشترك، وجمعت مئات الملايين من الجنيهات قبل أن تختفي دون أي أثر.

كيف نجحت في الإيقاع بضحاياها؟

اتبعت "سغو سي سي" أساليب تسويقية احتيالية محكمة، حيث استعانت بعدد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمصداقيتها، ما منحها ثقة واسعة لدى المستخدمين. ومع تقديمها أرباحًا أولية صغيرة للمشتركين، تمكنت من بناء شبكة ضخمة من العملاء الذين جذبوا المزيد من الضحايا عبر نظام الدعوات.

بعد ترسيخ هذه الثقة، بدأت المنصة في تنفيذ مخططها الاحتيالي عبر حث المستخدمين على زيادة استثماراتهم مقابل أرباح مرتفعة، إلى أن جمعت ما يزيد عن 500 مليون جنيه قبل أن تختفي تمامًا، تاركة المستخدمين في صدمة.

النصب الالكتروني

آليات احتيالية معقدة

استندت المنصة إلى استراتيجيات احتيالية متقدمة، مستغلة ضعف الوعي الرقمي والبحث عن المكاسب السريعة، إذ قامت بتأسيس موقعها في دول تفتقر إلى قوانين صارمة لمكافحة الجرائم الإلكترونية مثل روسيا وأوكرانيا والهند، كما استخدمت شبكات "VPN" لإخفاء موقعها الحقيقي.

أما الأموال، فتم تمريرها عبر بوابات دفع غير مشروعة أو محافظ عملات رقمية، ما جعل تعقبها شبه مستحيل، وهذا الأسلوب متبع في عمليات الاحتيال الرقمية، حيث يتم تحويل الأموال فورًا إلى العملات الرقمية لإخراجها من المنظومة المالية الرسمية.

تكرار السيناريو وغياب الرقابة

لم تكن "سغو سي سي" المنصة الأولى التي تقوم بالاحتيال على المصريين، إذ سبقتها منصة "هوغو" التي تلاعبت بالعملات الرقمية وسرقت مئات الملايين من الجنيهات. ويعيد ذلك إلى الأذهان حادثة منصة "إف تي إكس" العالمية، التي اختفى مالكها بعد عمليات احتيال مماثلة، ورغم القبض عليه، إلا أن استرجاع الأموال المنهوبة ظل أمرًا صعبًا.

الاحتيال الرقمي

هل هناك أمل في استعادة الأموال؟

عمليات الاحتيال من هذا النوع غالبًا ما تنتهي دون تعويض للضحايا، نظرًا لصعوبة تتبع الأموال الرقمية والتعقيدات القانونية في التعامل مع المنصات غير المشروعة. وحتى مع تدخل الجهات الأمنية الدولية، فإن إخفاء هوية المحتالين يجعل الوصول إليهم تحديًا كبيرًا.

دروس مستفادة.. كيف تحمي نفسك؟

لمنع تكرار مثل هذه الكوارث، يجب توخي الحذر الشديد قبل الاستثمار في أي منصة رقمية، والتحقق من مصداقيتها عبر البحث العميق. كما ينبغي تجنب إيداع مبالغ كبيرة في منصات غير مرخصة أو مجهولة المصدر، خاصة تلك التي تعتمد على نظام الدعوات والأرباح المضمونة.

يبقى الحذر هو السلاح الأهم في مواجهة الاحتيال الرقمي، فمع ازدياد المنصات الوهمية، لا بد من التوعية المستمرة والتحقق الدائم من أي استثمار قبل الإقدام عليه.

Short Url

showcase
showcase
search