بعد سرقتها 6 مليارات دولار، إيجي إن تنشر أول فيديو لرئيس منصة FBC

الأحد، 23 فبراير 2025 10:59 م

احتيال إلكتروني

شهدت أساليب الاحتيال الإلكتروني تطورًا هائلًا في السنوات الأخيرة، إذ لم تعد تقتصر على الحيل التقليدية المعروفة، بل استغل المحتالون الثورة الرقمية لابتكار طرق جديدة للإيقاع بضحاياهم.

منصة FBC... كيف تحول حلم الربح السريع إلى كابوس مالي؟

واحدة من أبرز هذه الظواهر كانت منصة FBC، التي تحولت إلى عنوان بارز في عالم الاحتيال المالي عبر الإنترنت، بعدما تمكنت من خداع أكثر من مليون شخص حول العالم، وأسفرت عن خسائر تجاوزت حاجز الـ6 مليارات دولار.

"منصة FBC" الوجه الرقمي للاحتيال المقنّع

لم يكن كثيرون يتوقعون أن تتحول منصة FBC من وسيلة لتحقيق الربح السريع إلى فخ مالي محكم أوقع ضحاياه في دوامة من الخسائر.

المنصة وعدت المشتركين بعوائد مالية مرتفعة مقابل أداء مهام بسيطة مثل مشاهدة الفيديوهات أو تقييم التطبيقات، إلا أن تلك الوعود سرعان ما تبددت مع اختفاء المنصة وإغلاقها المفاجئ، ليتبخر معها حلم الاستثمار السريع.

"أصوات الضحايا" حكايات مأساوية من الشارع المصري

في جولة استطلاعية روى الضحايا تجاربهم المريرة مع المنصة، يقول محمد عمر، من محافظة القليوبية، إنه استثمر ما يقرب من 11 ألف جنيه، بعد أن أغرته وعود تحقيق الأرباح السريعة.

وقد كانت البداية بربح بسيط، لكنه لاحظ لاحقًا علامات تدعو للقلق، أبرزها توسع نشاط المنصة وافتتاح فروع جديدة لجذب مزيد من الضحايا. الأمر ذاته حدث مع زوجته، التي خسرت المبلغ نفسه بعد استثمارها في نفس المنصة.

الاحتيال المنظم.. كيف وقعت مليون ضحية في الفخ؟

وفقًا لتقارير صحفية، يُقدَّر أن عدد الضحايا المحتملين حول العالم تجاوز المليون، معظمهم من الدول العربية، خاصة مصر والأردن.

استغلت الشركة سمعة الشركات العالمية الكبرى لتضفي على نفسها مصداقية زائفة، مدعية أنها تعمل وفق أنظمة استثمارية موثوقة.

"التسويق الخادع" وعود زائفة باسم "الربح الحلال"

وفي مقاطع فيديو دعائية انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر مسؤولون من المنصة يتحدثون عن فرص ربح "خيالية".

أبرزهم كان حسين عبدالحليم محمد، الذي قدم المنصة كفرصة استثمارية ذهبية، داعيًا المشتركين إلى جذب المزيد من الأفراد مقابل مكافآت مالية إضافية، وهو النموذج الذي يشبه بشكل كبير أساليب "الهرم المالي" المحظورة عالميًا.

إشراف محلي وزيف الالتزام بالقوانين المصرية

تحت ستار قانوني مشكوك فيه، زعمت المنصة أنها تتبع أنظمة استثمارية خاضعة للقوانين المصرية.

ظهر شخص يُدعى الشيخ عبدالله، وهو المشرف المحلي لإدارة الأرباح في مصر، مشيرًا إلى أن المنصة تتبع نموذجًا للإعلانات الرقمية يتماشى مع المعايير الدولية، لكنها في الواقع لم تقدم أي ضمانات مالية للمستثمرين.

تحذيرات غائبة وضمانات مفقودة.. النهاية المحتومة لمنصة FBC

رغم الوعود بتحقيق أرباح طائلة، تجاهلت المنصة تقديم أي ضمانات حقيقية للمستثمرين، وهو ما أثار تحذيرات عديدة من خبراء الاقتصاد الذين حذروا من الأنظمة الاستثمارية التي تعتمد على دعوة الآخرين كشرط للربح.

تلك الأنظمة تُعد نموذجًا غير مستدام قد يؤدي في النهاية إلى خسائر فادحة.

قصة منصة FBC تفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية حول دور الجهات الرقابية في حماية الأفراد من الاحتيال الرقمي.

ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية، يبقى الوعي المجتمعي والتثقيف المالي هما السلاح الأول لمواجهة مثل هذه الأزمات.

فقبل استثمار أموالك في أي منصة إلكترونية، تحقق دائمًا من مصداقيتها، ولا تنخدع بالوعود السريعة، فالربح الحقيقي يأتي من التخطيط والاجتهاد، لا من الأوهام الرقمية.

Short Url

أخبار متعلقة