الإثنين، 24 فبراير 2025

01:15 ص

منصة FBC «المستريح أون لاين»، كيف تحولت الطموحات إلى عمليات احتيال ضخمة على المنصات الإلكترونية؟

الأحد، 23 فبراير 2025 04:29 م

الاحتيال الإلكتروني

الاحتيال الإلكتروني

كتب/كريم قنديل

منصة FBC، المستريح أون لاين، في ظل التطور الرقمي المتسارع، بات الفضاء الإلكتروني ساحةً خصبة لنمو ظواهر احتيالية تستغل طموحات الأفراد وأحلامهم في تحقيق الثراء السريع. 

ومن بين هذه الظواهر، برزت "ظاهرة المستريح الإلكتروني"، التي تقوم على إيهام الضحايا بعوائد مالية ضخمة من خلال استثمارات وهمية، مستغلين وسائل التكنولوجيا الحديثة في إخفاء هويتهم والتهرب من المساءلة القانونية. 

ومع تفشي هذه الظاهرة، باتت الحاجة مُلحة إلى سن تشريعات أكثر صرامة لمكافحة هذا النوع من الاحتيال الرقمي، لحماية الأفراد والاقتصاد القومي من تداعياته السلبية.

النصب الإلكتروني

الطمع، بوابة السقوط في فخاخ النصب الإلكتروني

قديماً قال أجدادنا "الطمع قلَّ ما جمع"، لكن يبدو أن هذه الحكمة لا تجد آذانًا صاغية. فبين "مستريح" يستغل المواطنين لجمع الثروات وينتهي به المطاف خلف القضبان، ومواطن يغامر برأس ماله في استثمارات مشبوهة بحثًا عن ربح سريع، تظل الدائرة مغلقة دون تعلم من أخطاء الماضي.

لم تبدأ ظاهرة "المستريح" بحيل بسيطة، بل شهدت مصر مستريحين من "العيار الثقيل" انتهى بهم الأمر إلى السجن، ومع ذلك لم يردع هذا المواطنين عن الوقوع في الفخ مجددًا.

الإطار القانوني لمكافحة المستريح الإلكتروني

تُعد هذه الجريمة من أخطر الجرائم الإلكترونية، حيث تعتمد على الاحتيال الرقمي لاستدراج الضحايا والاستيلاء على أموالهم بطرق غير مشروعة، يعتقد البعض أن هذه الجريمة تندرج تحت نص المادة 336 من قانون العقوبات، والتي تحدد عقوبة النصب بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، إلا أن الواقع القانوني يشير إلى أن جريمة "المستريح الإلكتروني" تدخل ضمن جرائم توظيف الأموال دون ترخيص، وهو ما يجعلها تخضع لنص المادة 21 من القانون رقم 146 لسنة 1988، والتي تفرض عقوبات أكثر صرامة تصل إلى السجن لمدة 15 عامًا، بالإضافة إلى غرامات مالية قد تتجاوز ضعف الأموال المستولى عليها.

التداعيات النفسية والاجتماعية لضحايا المستريح الإلكتروني

لا تقتصر أضرار هذه الظاهرة على الخسائر المالية فقط، بل تمتد إلى أبعاد نفسية واجتماعية خطيرة، فالأفراد الذين يقعون ضحايا لهذا الاحتيال يعانون من مشاعر الإحباط والخذلان، مما قد يؤدي إلى فقدان الثقة في المنظومة الاقتصادية والمجتمع ككل، كما أن بعض الضحايا قد يُصابون باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق نتيجة الصدمة المالية التي تعرضوا لها، مما ينعكس سلبًا على حياتهم الشخصية والمهنية.

المستريح الإلكتروني

التكنولوجيا كأداة لمكافحة الجرائم الإلكترونية

في مواجهة هذا التحدي، يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دورًا أساسيًا في مكافحة ظاهرة المستريح الإلكتروني. فمن خلال تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، يمكن رصد الأنشطة المشبوهة عبر الإنترنت وتحليل البيانات لاكتشاف محاولات الاحتيال قبل وقوعها، كما أن تعزيز الوعي الرقمي بين الأفراد يُعد خطوة ضرورية للحد من انتشار هذه الجرائم، من خلال تقديم برامج توعوية تُعرّف الجمهور بأساليب الاحتيال الإلكتروني وكيفية تجنب الوقوع ضحية لهذه المخططات.

الاحتيال الإلكتروني: الجريمة الصامتة التي تهدد الملايين

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبح الاحتيال الإلكتروني واحدًا من أخطر الجرائم التي تهدد الأفراد والمؤسسات على حد سواء. فمن خلال أساليب خادعة وذكية، يتمكن المحتالون من الوصول إلى البيانات الشخصية والمالية للمستخدمين، مما يؤدي إلى خسائر فادحة، ومع ازدياد استخدام الإنترنت في العمليات المصرفية والتسوق والعمل، أصبحت هذه الجرائم أكثر انتشارًا وتعقيدًا، مما يفرض تحديات جديدة على الحكومات والجهات المعنية بمكافحة الجرائم الإلكترونية.

أساليب الاحتيال الإلكتروني

تتعدد أساليب الاحتيال الإلكتروني وتتطور مع مرور الوقت، ومن أبرز هذه الأساليب:

  1. التصيد الاحتيالي(Phishing): من أكثر الطرق شيوعًا، حيث يقوم المحتالون بإرسال رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية تبدو وكأنها من جهات رسمية مثل البنوك أو الشركات الكبرى، ويطلبون من الضحية إدخال بياناته الشخصية أو المصرفية في مواقع مزيفة.
  2. برمجيات التجسس (Spyware) والفيروسات: يستخدم المحتالون برمجيات خبيثة لاختراق أجهزة الضحايا وسرقة بياناتهم أو التجسس عليهم دون علمهم.
  3. الاحتيال عبر وسائل التواصل الاجتماعي: يقوم المحتالون بإنشاء حسابات وهمية وانتحال شخصيات مقربة من الضحية لخداعها وسرقة معلوماتها أو استدراجها لممارسات غير قانونية.
  4. انتحال الهوية: يتمكن المحتال من استخدام معلومات الضحية لإنشاء حسابات وهمية باسمه وإجراء معاملات مالية غير مشروعة.
النصب 

ظاهرة قديمة بمسميات جديدة

على الرغم من حداثة مصطلح "المستريح" في المجتمع المصري، إلا أن هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد ظهرت عبر العقود الماضية بأسماء وأساليب مختلفة، لكنها عادت بقوة في الآونة الأخيرة لتشمل كافة المستويات، بدءًا من الاحتيال عبر الشركات، مرورًا باستغلال الموظفين البسطاء، وحتى الاحتيال الإلكتروني الذي يستهدف الشباب.

خداع ممنهج واستغلال العواطف

خلال الأشهر الأخيرة، شهدت مصر قضايا احتيال ضخمة، أبرزها ما حدث في محافظة المنيا، حيث تمكن أحد النصابين، المعروف باسم "مستر حسين"، من جمع أكثر من مليار ونصف المليار جنيه بحجة استثمارها في تصدير الرخام للصين مع وعد بأرباح تصل إلى 25% شهريًا. لكن سرعان ما تعثر في سداد الأرباح، وتم القبض عليه.

لم يعتمد "المستريح" فقط على وعود الأرباح الخيالية، بل لجأ أيضًا إلى إقناع الأهالي بتحريم الاستثمار في البنوك واستغلال الدين لخداع ضحاياه. 

وبعد نجاحه في تحقيق مكاسب ضخمة، اختفى مع أموال الضحايا قبل أن تسقطه الأجهزة الأمنية.

اقرا أيضًا:

4-منصة «FBC» وأخواتها، كيف وقعت ملايين الضحايا في فخ النصب الإلكتروني؟

5-«المستريح الإلكتروني» منصة «FBC» تسرق 6 مليارات دولار من مليون ضحية

6-نصابون أون لاين، أبرز 10 معلومات عن منصة FBC المستريح الإلكتروني الجديد

المستريح الإلكتروني والمستريحة، تطور الأساليب

لم تقتصر الظاهرة على الرجال فقط، بل برزت أيضًا "المستريحات" اللواتي استغللن ثقتهن لدى النساء وربات البيوت، وأقنعنهن بالاستثمار في مجالات مثل الأحذية ومستحضرات التجميل والملابس، قبل أن يهربن بملايين الجنيهات.

أما الشكل الأحدث، فهو "المستريح الإلكتروني"، حيث يتم استدراج الشباب الباحثين عن عمل عبر مجموعات التواصل الاجتماعي، وإقناعهم بالاستثمار بمبالغ صغيرة، ثم يتم الاحتيال عليهم واختفاء المحتالين بعد جمع أموالهم.

التحليل النفسي.. بين الاحتيال والاضطراب

تم وصف شخصية "المستريح" بأنها تنتمي إلى فئة "الشخصية المضادة للمجتمع" أو "الشخصية السيكوباتية"، حيث تتميز بعدم الشعور بالذنب أو المسؤولية تجاه الآخرين. ويؤكد أن هؤلاء الأشخاص لديهم ميول قوية للنصب، ولا يشعرون بأي تعاطف مع ضحاياهم.


إن هؤلاء الأشخاص يعتمدون بشكل كبير على طمع الضحية، فكلما زاد طمع المواطن، أصبح فريسة سهلة لهم. كما أن هذه الشخصية يمكن أن تلجأ للسرقة أو الإدمان أو حتى جرائم أخرى.

الاحتيال والضغط النفسي

ثغرات قانونية وعقوبات غير رادعة

من الناحية القانونية، تعد قضايا النصب من أكثر القضايا صعوبة في إثباتها، كما أن انتشار ظاهرة "المستريح" يرجع إلى العقوبات المخففة وصعوبة توافر الأدلة الكافية لإثبات النصب.

تنص المادة 336 من قانون العقوبات على معاقبة من يستخدم وسائل احتيالية للإيهام بوجود مشروع كاذب أو ربح وهمي، لكن غالبًا ما يتمكن المحتالون من الهروب من العقاب بسبب الثغرات القانونية، وهو ما يشجع آخرين على تكرار الجريمة.

الإفتاء تحذر: لا تنخدعوا بالمظاهر الدينية

حذرت دار الإفتاء المصرية من خطورة الوقوع في فخ "المستريح"، مؤكدة أن هؤلاء الأشخاص يبيعون الوهم للمواطنين، ويستغلون الدين كغطاء لأعمالهم الاحتيالية، وأن الحل الأمثل للاستثمار هو اللجوء إلى المؤسسات المالية الرسمية، مثل البنوك والبريد، بدلًا من البحث عن طرق غير شرعية لتحقيق أرباح سريعة.

أشهر قضايا "المستريح" في مصر

  1. المرأة الحديدية (1987): هدى عبد المنعم جمعت ملايين الجنيهات وهربت إلى اليونان قبل القبض عليها بعد 25 عامًا.
  2. أحمد الريان (1989): أشهر قضايا توظيف الأموال، حيث قضى الريان 21 عامًا في السجن.
  3. هاني عواد (2015): تخصص في الاحتيال على الموظفين وجمع 410 ملايين دولار قبل الهروب للخارج.
  4. أحمد مصطفى (2016): جمع ملياري جنيه قبل القبض عليه وسجنه 15 عامًا.

السينما ورسائل تحذيرية مبكرة

ناقشت السينما المصرية قضية "المستريح" منذ عقود، كما ظهر في فيلم "العتبة الخضراء"، حيث خدع أحمد مظهر المواطن البسيط إسماعيل يس وأقنعه بشراء ميدان العتبة، مما يعكس كيف يقع المواطن ضحية الأحلام الوهمية.

جرائم النصب

احتيال المنصات الاستثمارية الوهمية.. تحذيرات متزايدة من فخ FBC

حذّر خبراء الاقتصاد والاستثمار من تزايد نشاط المنصات الاحتيالية التي تعد المستخدمين بأرباح سريعة وخيالية، بينما تهدف في الواقع إلى استنزاف أموالهم دون أي عوائد حقيقية. في هذا السياق، برزت منصة FBC كواحدة من أبرز الأمثلة على هذه الظاهرة، بعدما وقع العديد من المستثمرين ضحية لوعودها الوهمية.

وعود خادعة وخسائر فادحة

تعتمد منصة FBC على استراتيجيات احتيالية محكمة، حيث تغري المستخدمين بعوائد مرتفعة في البداية، مما يدفعهم لضخ المزيد من الأموال على أمل تحقيق مكاسب أكبر. ومع مرور الوقت، يكتشف المستثمرون أنهم تعرضوا لعملية خداع، بعدما تتلاشى إمكانية سحب الأرباح، أو تُفرض عليهم قيود تعجيزية تجعلهم عاجزين عن استرداد أموالهم.

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت التحذيرات من هذه المنصة، حيث كشف الضحايا عن خسائر ضخمة، وصلت في بعض التقديرات إلى 6 مليارات دولار، بعد استهداف المنصة لمليون مستثمر حول العالم.

تفاصيل عن منصة FBC، كيفية الإيقاع بالمستثمرين من خلال المنصات الإلكترونية

تتبع منصة FBC وغيرها من المنصات الاحتيالية أساليب متعددة لجذب الضحايا، من بينها:

  • تقديم عوائد مرتفعة في البداية لإضفاء المصداقية على نشاطها.
  • الادعاء بالحصول على تراخيص مالية رغم عدم تنظيمها من قبل أي جهة رسمية، وفق تقارير موقع BrokerChooser.
  • توفير طرق دفع إلكترونية متنوعة لإيهام المستخدمين بأنها منصة آمنة ومعترف بها.
  • الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام شهادات مزيفة عن أشخاص يزعمون تحقيق أرباح طائلة.

معلومات هامة عن منصة FBC من خلال النصب الإلكترونية أضغط هــــنـــــا

اتهامات متزايدة وتحقيقات جارية حول منصة FBC

واجهت منصة FBC، في الفترة الأخيرة اتهامات متزايدة بالاحتيال، خاصة بعد تشابه أساليبها مع منصات أخرى مثل PHD، التي تسببت في خسائر فادحة لمستثمرين في الأردن. وأكدت مصادر أن شركة Different Choice FBC Inc، المرتبطة بالمنصة، غير مسجلة لدى أي هيئات مالية رسمية، مما يزيد من خطورة التعامل معها.

تفاصيل مهمة عن منصة FBC المستريح الإلكتروني أضغط هــــنـــــا

كيف نحمي أنفسنا من الاحتيال الإلكتروني؟

للوقاية من الاحتيال الإلكتروني، يجب اتباع مجموعة من الإجراءات الاحترازية، من أبرزها:

  • عدم مشاركة المعلومات الشخصية أو المالية عبر الإنترنت إلا من خلال مواقع موثوقة ومؤمنة.
  • التحقق من مصادر الرسائل الإلكترونية قبل فتح أي رابط أو تنزيل أي مرفقات.
  • استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب وتفعيل المصادقة الثنائية عند الإمكان.
  • تحديث البرامج ونظم التشغيل بانتظام لسد الثغرات الأمنية.
  • الابتعاد عن الشبكات العامة غير المؤمنة عند إدخال بيانات حساسة.

كل ما تريد معرفته عن منصة FBC المستريح الإلكتروني أضغط هــــنـــــا

اقرا أيضًا:

1-منصة «FBC» وأخواتها، كيف وقعت ملايين الضحايا في فخ النصب الإلكتروني؟

2-«المستريح الإلكتروني» منصة «FBC» تسرق 6 مليارات دولار من مليون ضحية

3-نصابون أون لاين، أبرز 10 معلومات عن منصة FBC المستريح الإلكتروني الجديد

Short Url

showcase
showcase
search