الذكاء الاصطناعي بين الفرصة والتهديد، هل نتحكم به أم يتحكم بنا؟ (فيديو)

السبت، 22 فبراير 2025 12:18 م

الذكاء الاصطناعي

لم يعد الذكاء الاصطناعي، مجرد فكرة خيالية أو تقنية مستقبلية، بل أصبح واقعًا يحيط بنا من كل جوانب الحياة، من هواتف ذكية تكمل الجمل تلقائيًا فيما يسمى بــ"التنبؤ"، إلى منصات الفيديو التي تقترح المحتوى المناسب للمستخدمين حسب اهتماماتهم وميولهم، وحتى تطبيقات طلب الطعام، والتي تعتمد على خوارزميات متقدمة، لتحديد أقرب مندوب توصيل، كل هذه التطبيقات، تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي.

الذكاء الاصطناعي حاضر في كل مكان

لم يعد الذكاء الاصطناعي، تقنية معقدة تقتصر على المختبرات البحثية، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فعلى سبيل المثال، تعتمد منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، على الذكاء الاصطناعي لتحليل اهتمامات المستخدمين، وتقديم محتوى مخصص لهم، وفي المجال الصحي، يساهم الذكاء الاصطناعي، في تحليل الأشعة الطبية بدقة تفوق قدرات الأطباء، ما يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض، أما في قطاع الأعمال، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي، أداة أساسية في كتابة المحتوى، وتصميم الإعلانات، وتشغيل الروبوتات في المصانع.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟

يعتمد الذكاء الاصطناعي، على التعلم من البيانات، فكلما زادت كمية المعلومات التي يحصل عليها، زادت قدرته على التحليل واتخاذ القرارات، حيث يمكن تصنيف الذكاء الاصطناعي، إلى ثلاثة مستويات رئيسية وهي:-

1. الذكاء الاصطناعي البسيط (Narrow AI): وهو الأكثر شيوعًا في الوقت الحالي، مثل المساعدات الصوتية (سيري وأليكسا)، وأنظمة التوصية في منصات الفيديو والتجارة الإلكترونية.

2. الذكاء الاصطناعي العام (General AI): وهو النوع الذي يسعى إلى محاكاة الذكاء البشري، بحيث يتمكن من التعلم والتفكير بشكل مستقل، فيما لا يزال هذا النوع قيد التطوير، ولم يتم تحقيقه بالكامل بعد.

3. الذكاء الاصطناعي الفائق (Super AI): وهو المستوى الذي قد يتجاوز قدرات الإنسان الذهنية، وهو ما يثير مخاوف العديد من العلماء حول مستقبل السيطرة عليه.

هل يشكل الذكاء الاصطناعي خطرًا؟

يثير الذكاء الاصطناعي، جدلًا واسعًا حول تأثيره على المستقبل، وهناك مخاوفٌ حقيقيةٌ بشأن بعض الجوانب، من بينها:-

1. اختفاء بعض الوظائف: حيث تعتمد العديد من الشركات على أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، وخدمة العملاء، وحتى بعض الوظائف الهندسية، ما قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية، ومع ذلك، فإن التطور التكنولوجي، يخلق وظائفًا جديدةً في مجالات الصيانة وتطوير هذه الأنظمة.

2. الخصوصية والأمان: مع ازدياد اعتماد الذكاء الاصطناعي على البيانات الشخصية، تزداد المخاوف بشأن إساءة استخدامها أو وقوعها في الأيدي الخطأ، خاصة عندما يتعلق الأمر بأنظمة التوظيف أو منح القروض.

3. خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة: وحذر علماء مثل ستيفن هوكينغ وإيلون ماسك من أن الذكاء الاصطناعي الفائق، ما قد يشكل تهديدًا للبشرية، إذا لم يتم وضع ضوابط أخلاقية صارمة، لتوجيهه نحو خدمة الإنسان.

هل يجب أن نخاف من الذكاء الاصطناعي؟

بدلًا من الخوف، ينبغي التركيز على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية، حيث يعمل العلماء حاليًا، على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر أمانًا، ووضع قوانين تضمن استخدامه بشكل أخلاقي ومسؤول.

وفي المستقبل، يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي، في تحسين جودة الحياة من خلال، التعليم، من خلال توفير معلمين افتراضيين، يساعدون الطلاب وفقًا لمستوياتهم وقدراتهم، والرعاية الصحية، من خلال تطوير أنظمة تشخيص طبي أسرع وأكثر دقة، فضلًا عن حماية البيئة، من خلال المساهمة في تقليل استهلاك الطاقة، وخفض معدلات التلوث.

الخلاصة: بين التحدي والفرصة

الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا للبشرية، بل أداة قوية يمكن أن تسهم في تقدمها إذا تم استخدامها بالشكل الصحيح، كما أن النار يمكن أن توفر الدفء أو تسبب الحرائق، فإن الذكاء الاصطناعي يعتمد على كيفية توظيفه، فهل نحن مستعدون للتحكم فيه والاستفادة منه، أم سنتركه ليحدد مصيرنا؟