قطاع السياحة في مصر تتضاعف إيراداته خلال 10 سنوات وتقدم بـ22 مركز عالمي

الثلاثاء، 04 فبراير 2025 12:07 م

السياحة المصرية

كريم قنديل

مُدرِكةً أهمية السياحة كمحرك أساسي للاقتصاد، تعمل مصر بنشاط على تنفيذ استراتيجيتها الوطنية لتنمية السياحة لتعظيم إمكانيات هذا القطاع، حيث تسعى الدولة إلى تعزيز القدرة التنافسية العالمية، والترويج لتراثها الفريد، وتوسيع جهودها الترويجية، لجذب أسواق جديدة، كما تُعطي الأولوية للاستثمار، من خلال تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، وتقديم الحوافز، حيث أسفرت هذه الجهود، عن اعتراف دولي، الأمر الذي أسهم في رفع تصنيف مصر السياحي عالميًا، وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية.

أرقام قياسية في إيرادات السياحة وأعداد الزوار

وأصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، تقريرًا يبرز مكانة مصر كأحد أبرز وجهات السياحة المتنوعة في العالم، وذلك في إطار استراتيجيتها المستمرة للترويج السياحي.

كما استعرض التقرير، مؤشرات أداء قطاع السياحة على الصعيدين المحلي والدولي “محليًا”، حيث تضاعفت إيرادات السياحة أكثر من مرة، بعد بلوغها 15.3 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ 7.2 مليار دولار في 2014، كما سجل عدد السياح الوافدين، زيادة بنسبة 59.6%، ليصل إلى 15.8 مليون سائح في 2024، مقارنة بـ 9.9 مليون في 2014، مع استهداف جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2032.

وعلى الصعيد الدولي، أشار التقرير إلى تقدم مصر 22 مرتبة في مؤشر تنمية السياحة والسفر، حيث احتلت المرتبة الـ61 في 2024، مقارنةً بالمرتبة الـ83 في 2015، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك لدعم استراتيجية السياحة الوطنية، كما تضمن التقرير حوافز استثمارية، بما في ذلك إطلاق مبادرة جديدة من البنك المركزي في أكتوبر 2024 لدعم قطاع السياحة، وهذه المبادرة، الممولة من وزارة المالية، أتت بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، والتي لها ميزانية تبلغ 50 مليار جنيه مصري.

تعزيز القدرة التنافسية عبر استراتيجيات الترويج والاستثمار

وتتضمن الاستراتيجية الوطنية لتعزيز السياحة المصرية، التركيز على الترويج لمناطق سياحية متنوعة، من بينها القاهرة، كوجهة مستقلة غنية بتنوعها الثقافي، وكذلك تقدم الحكومة المصرية، حوافز استثمارية ضخمة، لدعم القطاع السياحي، مثل المبادرة التي أطلقها البنك المركزي المصري، في أكتوبر 2024، بتمويل قدره 50 مليار جنيه لدعم مشاريع السياحة، إضافة إلى تطوير "خريطة استثمار سياحي"، تشمل 156 فرصة استثمارية جديدة.

تواصل مصر استضافة الفعاليات العالمية الكبرى، بما في ذلك المنتدى الحضري العالمي الـ12 من الـ4 و حتى الـ8 من نوفمبر 2024، بمنتدى ومعرض السياحة الإفريقي المصري، والذي تم إطلاقه في مايو 2024، كما تعمل الدولة، على تنويع أسواق السياحة، حيث شاركت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في 33 معرضًا دوليًا للسياحة خلال 2023/2024، كما نظمت حوالي 80 رحلة تعريفية (فام تريپ)، للترويج السياحي، إضافة إلى حملات تسويقية رقمية مستهدفة.

وتم إطلاق عدة حملات ترويجية، من بينها حملة "عيش 365" لعام 2024، والتي تستهدف أسواق العرب، والخليج لإقامة العطلات، كما ساهمت الحملات السابقة مثل "200 عامٍ من المعرفة المستمرة" (2022)، والتي تحتفل بعلم المصريات، و"اتبع الشمس" (2022)، التي وصلت إلى 495.3 مليون مستخدم، في نمو السياحة.

وفي مجال سياحة النيل، هناك خطط لتوسيع قدرة الفنادق العائمة، والتي تصل إلى 25 ألف غرفة، بحلول 2030، بما في ذلك إعادة تشغيل السفن غير العاملة.

التوجه نحو أسواق سياحية متنوعة وتنفيذ حملات ترويج مبتكرة

تعتمد مصر على تنويع أسواقها السياحية من خلال المشاركة في 33 معرضًا دوليًا، وتقديم رحلات تعريفية للمهتمين، إضافة إلى حملات الترويج، مثل "عيش 365"، والتي تستهدف أسواق العرب والخليج، وحملة "اتبع الشمس"، والتي وصلت إلى 495.3 مليون مستخدم، تساهم في نشر الصورة المشرقة للقطاع السياحي المصري.

وفي سياحة الحج والعمرة، تشمل المبادرات "إحياء مسار العائلة المقدسة"، ومشروع "التجلي الأعظم"، لتحويل سانت كاترين إلى وجهة روحية عالمية، إلا أنه في سياحة العلاج، وقعت مصر اتفاقًا في يناير 2024، لإنشاء منتجع "نايا" الصحي، أول منتجع صحي وعلاجي في البلاد.

وتم تبسيط إجراءات سياحة اليخوت، من خلال منصة رقمية موحدة، ما خفض مدة الموافقات على برامج زيارة اليخوت إلى 30 دقيقة فقط، بدلًا من 15 إلى 30 يومًا سابقًا، كما تم تمديد فترة إقامة الزوار على اليخوت إلى ثلاثة أشهر بدلًا من شهر واحد.

أما في سياحة الآثار، فتعمل مصر على إعادة إحياء منطقة "القاهرة التاريخية"، مع التركيز على مناطق مثل "المعز لدين الله"، "باب زويلة الجنوبي"، "حارة الروم"، و"درب اللبانة"، والتي تشمل أبرز التطورات التشغيل التجريبي للصالات الرئيسية في المتحف المصري الكبير في أكتوبر 2024، بافتتاح "طريق الكباش" في الأقصر في نوفمبر 2021، والذي يضم نحو 1,050 تمثالًا، حيث استضافت مصر "موكب المومياوات الملكية"، في أبريل 2021، حيث تم نقل 22 مومياء ملكية في احتفال ضخم.

وأخيرًا، يجري تنفيذ خطة استراتيجية شاملة، لتطوير المنطقة من مطار أبو الهول إلى سقارة، بما في ذلك تحسينات على الأهرامات الكبرى، والمتاحف المصرية الكبرى، لضمان تجربة عالمية المستوى للزوار.

Short Url

أخبار متعلقة