تحليل شامل لسهم إنفيديا، الهبوط حدث عابر أم نقطة تحول للصعود؟

الجمعة، 31 يناير 2025 11:28 ص

عملاقة التكنولوجيا "إنفيديا" لصناعة الرقائق

كتبت/ روان جمال

ارتفع سهم عملاقة التكنولوجيا "إنفيديا" لصناعة الرقائق، المدرجة في بورصة نيويورك، في ختام تعاملات جلسة الخميس الموافق 30-1-2025، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات الخميس، وارتفاع داو جونز الصناعي رابحا 168 نقطة.
وصعد السهم بنسبة 0.77% إلى مستوى 124.65 دولار للسهم، وارتفعت القيمة السوقية للشركة، حيث بلغت قيمتها 3.05 تريليون دولار.

وكان تراجع سهم عملاقة التكنولوجيا "إنفيديا" لصناعة الرقائق، في ختام جلسة الاثنين الموافق 28-1-2025، بنسبة 16.97% إلى مستوى 118.42 دولار للسهم، وتراجعت القيمة السوقية للشركة، حيث بلغت قيمتها 2.9 تريليون دولار، لتسجل إنفيديا خسائر تقدر بـ 560 مليار دولار في جلسة واحدة.

ما هو الاتجاه المتوقع لـ Nvidia بعد ذلك؟

الاختبار الأول سيكون عند المستوى المتوسط المرجح بالسعر والحجم (VWAP) المرتبط بقمم يناير 2024، والذي أثبت كونه دعماً موثوقاً في التصحيحات السابقة، وإذا تم كسره، قد يؤدي ذلك إلى تسارع في الهبوط، وتمثل قاع أغسطس 2024 الأفقية منطقة دعم حرجة ساهمت العام الماضي في إشعال موجة صعود قوية.

أما المقاومة، فقد أصبحت محددة بوضوح عند حدود الفجوة. إذا حدث أي تعافٍ على المدى القصير، فستكون هذه المستويات ساحة معركة رئيسية لتحديد معنويات المستثمرين. يشير ارتفاع حجم التداول إلى أن حركة السهم لم تكن مجرد حدث عابر، بل بداية لتحول أوسع نطاقاً يحتاج المتداولون إلى التعامل معه بحذر شديد.

ما الذي تسبب في هذا الهبوط الحاد؟

السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض كان الإعلان عن نموذج R1 الثوري من شركة DeepSeek الناشئة الصينية، حيث ينافس هذا النموذج مباشرةً نماذج الشركات الأمريكية الكبرى مثل OpenAI وMeta، حيث أظهر قدرات مماثلة بتكلفة أقل بكثير. وما زاد الأمور سوءاً، أن DeepSeek حققت هذا الإنجاز دون الاعتماد بشكل كبير على رقائق Nvidia أو منصتها Cuda، مما أثار مخاوف بشأن احتمالية تراجع هيمنة Nvidia على صناعة الذكاء الاصطناعي.
جاء هذا التطور في وقت حرج، حيث تسببت التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في قطاع الذكاء الاصطناعي في زيادة حالة عدم اليقين لدى المستثمرين. ومع وصول تقييم Nvidia إلى مستويات مرتفعة للغاية، أشعلت هذه الأخبار موجة من الذعر. استغل البائعون على المكشوف الوضع، وحققوا أرباحاً، بينما خسر سهم Nvidia 6.75 مليار دولار من قيمته السوقية في يوم واحد فقط، وشهد قطاع أشباه الموصلات بشكل عام أكبر انخفاض له منذ مارس 2020.
مع ذلك، هناك من يرى الجانب الإيجابي. يجادل البعض بأن النهج المبتكر لـ DeepSeek في خفض التكاليف قد يوسع من تبني الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الطلب على رقائق الاستدلال – وهو مجال تسيطر عليه Nvidia أيضاً. لكن، كما يُظهر رد فعل السوق، يبدو أن المستثمرين غير مقتنعين بهذه الفرضية بعد.

التحليل الفني

لم يكن التراجع الحاد يوم الاثنين مجرد حدث عابر؛ بل كان له أهمية فنية، حيث كانت أسهم إنفيديا تتداول ضمن نطاق متقلب منذ أكتوبر، متأرجحة حول قمم يونيو 2024. الآن، يبدو أن هذا التحرك الجانبي كان يمثل مرحلة توزيع – وهي فترة يتم خلالها تصريف الأسهم من قِبل المستثمرين المؤسسيين قبل حدوث انخفاض كبير.

تم كسر هذا النطاق بشكل حاسم بالاثنين، حيث افتتحت الأسهم على فجوة سعرية هابطة وأغلقت دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم للمرة الأولى منذ يناير 2023، ارتفع حجم التداول بشكل كبير متجاوزاً متوسط الـ 20 يوم، مما عزز الحركة الهبوطية مع سعي المستثمرين للخروج.
الفجوات السلبية الكبيرة مثل هذه غالباً ما تمثل تحولاً هيكلياً في الزخم، حيث تصبح منطقة الفجوة بمثابة مقاومة طويلة الأجل. يمكن أن يستمر الزخم الهبوطي الناجم عن هذا الكسر لعدة أشهر، مع التركيز الآن على مستويات الدعم الرئيسية.

شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة (DeepSeek)

وتراجع سهم شركة "إنفيديا" بسبب مخاوف المستثمرين من شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" (DeepSeek) الجديدة، ما أدى إلى محو قيمة سوقية قياسية من أكبر شركة في العالم في إنفيديا بـ 600 مليار دولار.

وأطلقت الشركة الصينية، مساعد ذكي مجاني يعتمد على شرائح منخفضة التكلفة وبيانات أقل، لتتحدى الرهانات الضخمة في الأسواق المالية على أن الذكاء الاصطناعي سيكون المحرك الأساسي للطلب على طول سلسلة التوريد، مما تسبب في إرباك السوق.

وقالت الشركة الصينية إنها طورته خلال شهرين فقط وبتكلفة تقل عن 6 ملايين دولار، مما أثار مخاوف بشأن استثمارات شركات التكنولوجيا الكبرى في نماذج الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

القيمة السوقية لعمالقة التكنولوجيا

وسجلت شركة “إنفيديا” قيمة سوقية بلغت 3.05 تريليون دولار، وسجلت “مجموعة مايكروسوفت” قيمة سوقية بـ 3.09 تريليون، بينما سجلت شركة آبل، أكبر قيمة سوقية بـ3.57 تريليون دولار.

وتراجع سعر سهم مجموعة مايكروسوفت، خلال جلسة أمس الخميس، بنسبة 6.18% أو ما يعادل 27.34 نقطة، عند مستوى 414.99 دولاراً للسهم الواحد.

فيما تراجع سعر سهم شركة آبل، خلال تداولات أمس الخميس، بنسبة 0.74% ووصل سعر سهم آبل إلى 237.59 دولارًا، كما ارتفع سهم الشركة بأكثر من 11% خلال الشهر الماضي.