السبت، 01 فبراير 2025

06:02 ص

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

دليلك السياحي لاكتشاف عجائب مصر.. رحلة عبر الزمن

الأربعاء، 29 يناير 2025 04:03 م

السياحة المصرية

السياحة المصرية

كريم قنديل

تُعد مصر واحدة من أكثر الوجهات السياحية إثارة في العالم، حيث تلتقي الحضارة القديمة، مع الجمال الطبيعي الخلاب، من الأهرامات المهيبة إلى الشواطئ الساحرة على البحر الأحمر، وتقدم مصر مجموعة متنوعة من التجارب التي تُلهم الزوار للاستكشاف.

وتشتهر البلاد بتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين، حيث تضم معالم تاريخية وثقافية تروي قصص الفراعنة، بدايةً من معابد الأقصر ووادي الملوك، وصولًا إلى معابد أبو سمبل المدهشة، لكن مصر ليست مجرد تاريخ، بل هي أيضًا جنة للمغامرين عشاق الطبيعة، ومحبي الاسترخاء على الشواطئ الساحلية.

وفي هذا التقرير، نقدم لك جولة شاملة عبر أبرز معالم مصر السياحية، والتي لا يمكن أن تفوتها، مع تسليط الضوء على الإحصائيات الحديثة، التي تُظهر أهمية السياحة في هذا البلد العريق.

 

معبد الكرنك ووادي الملوك: نافذة على حضارة الفراعنة

وتعد الأقصر، واحدة من أعظم الوجهات السياحية في مصر، كما أنها مليئة بالمواقع الأثرية التي تعتبر إرثًا حضاريًا غير قابلٍ للتكرار، حيث يعد معبد الكرنك، الواقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، واحدًا من أكبر المعابد الدينية في مصر القديمة، وهو مكان لا بد من زيارته للتمتع بعمارته الرائعة والتفاصيل الدقيقة للنقوش والتماثيل.

وإلى جانب ما سبق، يعد وادي الملوك مكان دفن الفراعنة الشهير، حيث توجد مقابر العديد من الملوك، وأبرزها مقبرة توت عنخ آمون، والتي اكتشفت في العام 1922م، كما شهد معبد الكرنك، إقبالًا سياحيًا كبيرًا في عام 2023، حيث وصل عدد زواره، إلى 2,5 المليون سائح، وفقًا لتقرير وزارة السياحة والآثار المصرية، ما يعكس شعبيته الكبيرة كوجهة سياحية.

معبد الكرنك

 

نهر النيل: شريان الحياة السياحي

ولا يمكن أن تكتمل أي رحلة إلى مصر، دون تجربة نهر النيل الذي يُعدّ محور الحياة في البلاد منذ العصور القديمة، حيث يقدم النيل، تجارب سياحية فريدة، سواءًا من خلال الرحلات البحرية الفاخرة، أو الجولات التقليدية على الفلوكة (القوارب الخشبية التقليدية).

وتتراوح الرحلات من الأقصر إلى أسوان جيئة وذهابًا، حيث يمكن للزوار، التمتع بمشاهدة المعابد الفرعونية والمعالم القديمة على ضفتي النهر، فنهر النيل، يستمر في جذب السياح، حيث تشير التقارير الصادرة، عن وزارة السياحة، إلى أن السياحة النيلية شهدت نموًا بنسبة 7% سنويًا في الفترة الأخيرة، في ظل تسجيل نحو 1,2 مليون سائح يزورون هذه الوجهة السياحية المميزة سنويًا.

نهر النيل

 

أسوان: بوابة الهدوء والجمال الطبيعي

تقع أسوان في جنوب مصر، حيث تتميز بجمالها الطبيعي الساحر والمناخ المعتدل، وتشتهر بأسواقها النوبية والمعابد الفرعونية العريقة، مثل معبد فيلة، وإذا كنت تبحث عن تجربة سياحية هادئة، فإن أسوان تعد الخيار المثالي.

ومن أبرز معالم أسوان السياحية معبد فيلة، الذي تم نقله إلى جزيرة صناعية لحمايته من فيضان سد أسوان، كما تقدم المحافظة الجنوبية، فرصًا لا مثيل لها للقيام برحلات بحرية على نهر النيل، فضلًا عن استكشاف القرى النوبية،
في العام 2023، كما أنها سجلت زيارة 1,1 مليون سائح، وفقًا للإحصاءات التي نشرتها هيئة تنشيط السياحة المصرية، ما يبرز أهميتها كوجهة سياحية رئيسية في جنوب البلاد.

 

أبو سمبل: معابد رمسيس الثاني العظيمة

وإذا كنت من محبي التاريخ المصري القديم، فلا بد أن تزور معابد أبو سمبل، والتي تقع في جنوب أسوان، كما أنها من أعظم الأعمال الفرعونية في التاريخ، حيث تم بناءه في عهد الملك رمسيس الثاني، وبتشييدها صارت أعظم المعالم المعمارية في مصر القديمة.

ويجذب المعبد الزوار بتماثيله الضخمة، حيث يُعتبر من أكثر المواقع السياحية شهرة في العالم، ففي الستينيات، تمت عملية نقله من موقعها الأصلي إلى موقعها الحالي، لحمايتها من فيضان سد أسوان، كما يستقطب معبد أبو سمبل نحو 400 ألف سائح سنويًا، حسب الإحصاءات التي تقدمها وزارة السياحة.

معبد أبو سمبل

 

القاهرة: عاصمة تاريخية تتناغم مع الحداثة

تعد القاهرة، عاصمة مصر، وهي ليست مجرد مدينة عصرية، بل هي موطن لعدد لا يحصى من المعالم السياحية القديمة، بما في ذلك أهرامات الجيزة الشهيرة، لكنّ القاهرة لا تقتصر على ذلك فحسب، بل إنها مدينة تنبض بالحياة، مليئة بالأسواق القديمة مثل خان الخليلي.

ويمكنك كسائح أو كمواطن مصري، شراء التذكارات والهدايا المصنوعة يدويًا، حيث تعتبر القاهرة أيضًا، مركزًا للثقافة الإسلامية، باحتوائها على العديد من المساجد القديمة، مثل جامع الأزهر ومسجد السلطان حسن، وبحسب تقرير نشرته مؤسسة "جوجل تريند"، فقد شهدت القاهرة، نموًا في السياحة بنسبة 5,5% في عام 2023، كما استقطبت نحو 3,2 مليون سائح دولي، ما يعكس استمرارية جذب العاصمة للسياح من مختلف أنحاء العالم.

 

جنوب سيناء: الجنة الشاطئية

تعد منطقة جنوب سيناء، واحدة من أفضل وجهات السياحة الشاطئية في مصر، حيث تضم منتجعات سياحية شهيرة مثل شرم الشيخ ودهب، وتشتهر شرم الشيخ بشواطئها البيضاء والشعاب المرجانية التي تشكل بيئة مثالية لممارسة رياضة الغطس، ومن جهة أخرى، تتميز مدينة دهب، بأجوائها الهادئة، والتي تجذب عشاق الغوص، وركوب الأمواج، حيث توفر هذه المنطقة السياحية مزيجًا مثاليًا من الاسترخاء والمغامرة، وتستقطب شرم الشيخ، نحو 2 مليون سائح سنويًا، حسب الإحصائيات الصادرة عن "هيئة تنشيط السياحة" في مصر، ما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في منطقة البحر الأحمر.

جنوب سيناء

 

المتحف المصري: نافذة على تاريخ مصر القديم

المتحف المصري في القاهرة، هو واحد من أقدم وأهم المتاحف في العالم، حيث يحتوي على مجموعة ضخمة من القطع الأثرية المصرية القديمة، ومن بين أبرز المعروضات الموجودة في المتحف، كنوز توت عنخ آمون، وكذلك المومياوات الملكية، التي تم نقلها مؤخرًا إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، حيث إن زيارة هذا المتحف تعد رحلة عبر تاريخ طويل وثراء حضاري فريد، ووفقًا لإحصاءات وزارة السياحة، يزور المتحف المصري، حوالي 1,5 مليون سائح سنويًا، مما يجعله من أبرز المعالم الثقافية في البلاد.

منتزه الصحراء البيضاء: جمال الطبيعة الصحراوية

إذا كنت من محبي المغامرات في الطبيعة، فإن منتزه الصحراء البيضاء في الصحراء الغربية، يعد وجهتك المثالية، حيث يشتهر هذا المنتزه بتضاريسه الفريدة، بما في ذلك الصخور البيضاء المنحوتة بشكل طبيعي، والتي تشكل تشكيلات غير عادية.

ويمكن للزوار القيام بجولات صحراوية، وركوب الجمال وسط هذه المناظر الطبيعية السريالية، كما يستقطب منتزه الصحراء البيضاء، حوالي 50 ألف سائح سنويًا، وفقًا للإحصائيات التي نشرتها "إدارة المحميات الطبيعية" في مصر.

الصحراء البيضاء

 

نبذة عن أعداد السائحين الوافدين إلى مصر (2020-2024)

 

أولًا: النمو بعد أزمة جائحة كورونا

وشهد قطاع السياحة في مصر، تعافيًا تدريجيًا وملحوظًا خلال الفترة من 2020 إلى 2024، ففي عام 2020، بلغ عدد السائحين 3,5 المليون فقط، نتيجة تأثير جائحة كورونا التي شلت حركة السفر والسياحة عالميًا، حيث كان هذا الانخفاض طبيعيًا، في ظل توقف الرحلات الجوية والقيود الصحية المشددة.

ومع ذلك، بدأت مؤشرات الانتعاش، تظهر بوضوح في العام 2021، حيث قفز عدد السائحين إلى 8,3 ملايين، بزيادة كبيرة تفوق 100%، ما يعكس استجابة قوية للطلب المتجدد على السفر إلى مصر، مدعومًا بجهود الترويج السياحي والحملات الدولية التي أطلقتها الدولة.

وفي عام 2022، استمرت وتيرة النمو، لتصل أعداد السائحين إلى 11,3 مليون سائح، ما يمثل زيادة بنسبة تقارب 36% عن العام السابق، ويُعزى هذا الأداء الإيجابي، إلى تعزيز البنية التحتية السياحية، وفتح وجهات سياحية جديدة مثل المتحف المصري الكبير، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات.

وعام 2023م، شوهد طفرة كبيرة بأعداد السائحين، حيث وصلت إلى 14,9 مليون سائح، ما جعله العام الأكثر نشاطًا في تاريخ السياحة المصرية، حتى تلك الفترة، إلا أنه في 2024، ارتفع العدد إلى 15,7 مليون، بنسبة نمو أقل تبلغ 5% مقارنة بالعام السابق، ما يشير إلى بداية استقرار القطاع بعد مرحلة النمو السريع.

 

ثانيًا: الأثر الاقتصادي والمستقبل المتوقع

النمو المطرد في أعداد السائحين بين 2020 و2024، عكس انتعاش قطاع السياحة، كأحد أهم ركائز الاقتصاد المصري، فمع زيادة عدد السائحين، ارتفعت الإيرادات السياحية، ما ساهم في دعم ميزان المدفوعات الوطني وتوفير العملات الأجنبية الضرورية للاقتصاد.

وهذا النمو، لعب أيضًا دورًا محوريًا في توفير فرص عمل جديدة في القطاع السياحي والخدمات المرتبطة به، مثل الضيافة والنقل والتجزئة، ما عزز من جهود الدولة في مكافحة البطالة وتحقيق التنمية الاقتصادية، وعلى المدى الطويل، وبُناءًا على الاتجاهات الحالية، من المتوقع أن يستمر النمو التدريجي لأعداد السائحين حتى العام 2027 وما بعده، مع تحقيق أرقام قياسية جديدة كل عام.

ويتم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة، التي تركز على زيادة السعة الاستيعابية للطيران والفنادق، بما سيسهم بشكل كبير، في الوصول إلى مستهدف 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2028، وبالتالي، فإن استمرار هذا الاتجاه الإيجابي، سيجعل القطاع السياحي مصدرًا أكثر استدامة للدخل القومي، ويحقق الاستقرار الاقتصادي.

 

نبذة عن إيرادات السياحة في مصر (2020-2024)

 

أولًا: التعافي والنمو السريع بعد جائحة كورونا

وتعكس بيانات الإيرادات السياحية لمصر خلال الفترة من 2020 إلى 2024، مسارًا تصاعديًا قويًا، يعبر عن نجاح القطاع في التعافي بعد الأزمة العالمية الناتجة عن جائحة كورونا، ففي عام 2020، سجلت إيرادات السياحة 3,8 مليار دولار فقط، وهو انخفاض حاد مقارنة بالمعدلات الطبيعية، نتيجة للإغلاق الكامل وتوقف حركة السفر الدولية. 

ومع تخفيف القيود العالمية وعودة الأنشطة السياحية، ارتفعت الإيرادات بشكل ملحوظ في العام 2021 إلى 10,7 مليارات دولار، بزيادة تقدر بـ181% مقارنة بالعام السابق، ما يدل على تعافي سريع مدفوع بعودة الطلب الدولي، وجهود الدولة، لتحسين الخدمات السياحية.

وفي عام 2022، بلغت الإيرادات 11,3 مليار دولار، بزيادة طفيفة عن العام السابق، وهو ما يعكس بداية استقرار القطاع مع استمرار زيادة أعداد السائحين واستدامة الإنفاق السياحي، أما في عام 2023، فقد شهدت الإيرادات طفرة، لتصل إلى 13,6 مليار دولار، بزيادة تقارب 20% عن العام السابق، مدفوعة بزيادة عدد السائحين الوافدين واستمرار تطوير الوجهات السياحية والبنية التحتية.

وفي 2024، ارتفعت الإيرادات إلى 14,4 مليار دولار، بنسبة نمو أبطأ تبلغ حوالي 6% مقارنة بعام 2023، ما يشير إلى دخول القطاع في مرحلة استقرار بعد فترة من التعافي والنمو السريع.

 

ثانيًا: الأثر الاقتصادي وآفاق المستقبل

النمو المتواصل في الإيرادات السياحية خلال هذه الفترة، يعكس الدور المتزايد للسياحة كمصدر رئيسي للعملة الصعبة، كما أنه دعامة أساسية للاقتصاد المصري، حيث ساهمت الإيرادات المحققة، في تقليص العجز في ميزان المدفوعات، وتوفر موارد مالية، لدعم مشروعات التنمية والاستثمارات العامة، خاصة في البنية التحتية، كما أن هذه الإيرادات تعكس ارتفاع متوسط إنفاق السائحين، وزيادة معدلات الإقامة، ما يعزز من جودة الخدمات السياحية المقدمة.

وعلى المدى الطويل، من المتوقع أن يستمر النمو التدريجي للإيرادات السياحية حتى عام 2027 وما بعده، مدعومًا باستراتيجية الدولة لاستقطاب شرائح جديدة من السائحين وزيادة الطاقة الاستيعابية للوجهات السياحية، تنفيذ خطط تحسين التجربة السياحية، مثل افتتاح المتحف المصري الكبير والترويج لمواقع أثرية وثقافية جديدة، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة الإنفاق السياحي، وبالتالي تحقيق إيرادات أكبر، وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن السياحة ستظل أحد أهم محركات النمو الاقتصادي في مصر، فضلًا عن الدور المحوري في تعزيز الاستقرار المالي والتنمية المستدامة.

ختامًا، تُعد مصر موطنًا لعدد لا يحصى من المعالم السياحية الرائعة، والتي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، من الأهرامات القديمة إلى المعابد المهيبة على ضفاف النيل، حيث لا يمكن لأحد أن يزور مصر دون أن يشعر بعظمة تاريخها، ومن خلال استكشاف هذه المواقع السياحية الرائعة، سيمكنك التمتع بتجربة فريدة من نوعها، تجعل من رحلتك إلى مصر ذكرى لا تُنسى.

Short Url

search