بث تجريبي

الأربعاء، 22 يناير 2025

09:54 م

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

تعرف على التحديات والآفاق المستقبلية للتحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد

الأربعاء، 22 يناير 2025 02:04 م

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا جديدًا حول التحديات والآفاق المستقبلية للتحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد، إضافة إلى دوافع التحول الأخضر في القطاع، والفوائد المرتبطة بهذا التحول، إلى جانب دور وتأثير ذلك على مستقبل الاقتصاد العالمي.

 

تفاصيل تحليل مركز المعلومات حول التحول الأخضر

أشار التحليل إلى أن التحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد، يُعد إحدى القضايا الرئيسة، والتي تواجهها الصناعات في العصر الحديث؛ فمع تزايُد الوعي البيئي والاتجاه العالمي المتزايد، والذي يصاحبه سياسات وإجراءات دولية وإقليمية ووطنية، للحد من تأثيرات الأنشطة البشرية على البيئة، لضمان استدامتها للأجيال القادمة؛

أصبح قطاع البناء والتشييد، يتجه بشكل متزايد نحو تبني ممارسات وأساليب خضراء وأكثر استدامة، ويتمثل هذا التحول، في تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل انبعاثات الكربون، وتعزيز استخدام المواد الصديقة للبيئة، وتطبيق تكنولوجيات مبتكرة تدعم الاستدامة.

 

قطاع البناء والتشييد يُشكل أحد أكبر المساهمين في انبعاثات الكربون على مستوى العالم

وأوضح التحليل، أن قطاع البناء والتشييد، يُشكل أحد أكبر المساهمين في انبعاثات الكربون على مستوى العالم؛ إذ يتسبب في حوالي 37% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، ويشمل القطاع الصناعات الثقيلة المرتبطة به كالفولاذ والأسمنت، وتلك الصناعات تُعد من أبرز المصادر التي يصعب تقليل انبعاثاتها، ونتيجة لهذا التأثير الكبير للقطاع في تفاقُم مشكلة تغير المناخ؛ أصبحت الحاجة إلى التحول الأخضر في البناء أمرًا ملحًّا.

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

وأضاف التحليل، أنه في السنوات الأخيرة، تزايدت الأولويات العالمية لمكافحة تغير المناخ، وهو ما دفع قطاع البناء إلى تبني تقنيات وأساليب مبتكرة للحد من أثره البيئي، كما أن الجهود الدولية المبذولة لمكافحة تغير المناخ، مثل اتفاقية باريس للمناخ، والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون، قد زادت من الضغط على القطاعات المختلفة، بما في ذلك قطاع البناء، من أجل التحول إلى ممارسات أكثر استدامة.

علاوة على ذلك، فإن التحول الأخضر في هذا القطاع، لا يقتصر على تقليل الانبعاثات فقط، بل يشمل أيضًا تحسين الكفاءة في استخدام الموارد مثل الطاقة والمياه، وتقليل النفايات الناتجة عن العمليات الإنشائية، ويترتب على ذلك فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، أبرزها، توفير تكاليف تشغيل المباني، وتحسين جودة حياة السكان، وتعزيز الاستدامة بشكل عام.

فوائد التحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد

أشار التحليل إلى وجود العديد من الفوائد للتحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد، بداية من الفوائد الاقتصادية، مرورًا بتعزيز القدرة التنافسية، ووصولًا إلى المكاسب البيئة.

تحسين الكفاءة الاقتصادية، وهي من أبرز الفوائد التي يقدمها التحول الأخضر في قطاع البناء؛ حيث تشير الدراسات إلى أن المباني التي تمتاز بالاستدامة، وتحمل شهادات مثل LEED (الريادة في تصميم الطاقة والبيئة)، تحقق قيمًا عُليا بفضل كفاءتها في استهلاك الطاقة؛ ما يؤدي إلى زيادة في قيمتها الإيجارية، وارتفاع قيمتها السوقية.

إضافة إلى ذلك، يمكن لتصاميم المباني وأنظمة الطاقة الفعالة، أن تقلل بشكل كبير من التكاليف التشغيلية على المدى الطويل؛ ما يعزز القدرة التنافسية لأصحاب المشروعات والمطورين.

كما كشف تحليل أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG)، أن الشركات التي تتميز بتطبيق أفضل الممارسات في مجال مؤشرات الاستدامة، تُحقق انخفاضًا ملحوظًا في مخاطر الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG)؛ ما ينعكس إيجابًا على تقييماتها السوقية؛ حيث تسجل زيادة تتراوح بين 10% و15%.

 

تسريع عمليات البناء وتقليل التكاليف المرتبطة بها

علاوة على ذلك، فإن تطبيق تقنيات البناء المستدامة، مثل استخدام المواد المسبقة التصنيع، وتقنيات البناء المعياري، يؤدي إلى تسريع عمليات البناء وتقليل التكاليف المرتبطة بها، كما تُسهم هذه التقنيات أيضًا، في تقليل الفاقد وتحسين استخدام الموارد؛ ما يجعل العمليات الإنشائية أكثر فعالية.

فتح أسواق جديدة وتعزيز القدرة التنافسية، إذ إن التحول الأخضر في البناء والتشييد، يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للأسواق؛ فمع تزايُد الاهتمام بتقنيات البناء المستدامة، أصبحت المواد الخضراء والتصاميم الصديقة للبيئة، أكثر جاذبية، الأمر الذي يُعزز القدرة التنافسية للشركات في هذا القطاع.

فعلى سبيل المثال، باتت تقنيات كالبناء المعياري واستخدام المواد مسبقة التصنيع، أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين والمطورين الذين يسعون لتحقيق وفرة في التكاليف وزيادة فعالية الإنتاج.

التحول الأخضر في البناء يعمل على تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء 

مكاسب بيئية واجتماعية، عندما يتم تطبيق ممارسات البناء الأخضر، فإن الفوائد البيئية والاجتماعية تكون بارزة، فعلى المستوى البيئي يعمل التحول الأخضر في البناء على تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء داخل المباني، فضلًا عن الحد من استهلاك المياه والطاقة.

أما على المستوى الاجتماعي، فتُسهم المباني الخضراء، في تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئات عمل وسكن صحية وآمنة للمستخدمين، كما يمكن أن يؤدي التحول، إلى تحسين التفاعل المجتمعي وتعزيز التنمية المستدامة.

كما أوضح التحليل، أنه على الرغم من الفوائد الكبيرة للتحول الأخضر في قطاع البناء، فإن هناك عدة تحديات تواجه تنفيذ هذا التحول، حيث استعرض التحليل أبرز هذه التحديات.

 

إضافة أنظمة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية أو توربينات الرياح

التكاليف الأولية المرتفعة، إذ تُعَد التكاليف الأولية المرتفعة، من أبرز العوائق التي تعترض تطبيق تقنيات البناء الأخضر؛ حيث يتطلب بناء المباني الخضراء استخدام مواد وتقنيات مبتكرة أغلى من تلك التي يتم استخدامها في البناء التقليدي. 

فعلى سبيل المثال، تتطلب إضافة أنظمة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية أو توربينات الرياح، تكاليف أولية مرتفعة، فضلًا عن تكاليف تصميم المباني، والتي تتطلب تخطيطًا متقدمًا لتحسين كفاءة الطاقة.

تعقيد التصميم والتخطيط، أحد التحديات الأخرى يكمن في تعقيد تصميم المباني الخضراء؛ فلتحقيق أقصى استفادة من كفاءة الطاقة، يتطلب تصميم المباني الخضراء معرفة متخصصة حول كيفية تحسين الإضاءة الطبيعية، والتهوية، واستخدام الطاقة بشكل فعال، هذه العمليات قد تتطلب وقتًا وجهدًا إضافيين من المهندسين المعماريين والمصممين؛ ما يزيد من التكاليف.

قلة الخبرات والعمالة الماهرة، ويتطلب تنفيذ مشروعات البناء المستدام معرفة فنية عالية، وهو ما قد يتسبب في صعوبة العثور على العمالة المدربة، والتي تتمتع بالكفاءات اللازمة لبناء المباني الخضراء، في بعض المناطق، قد يتطلب الأمر، استثمارًا كبيرًا في تدريب العاملين في هذا المجال.

 

تطوير بيئة تنظيمية تدعم الاستثمار في البناء الأخضر

أشار التحليل، إلى أن الحوافز المالية والسياسات الحكومية، تلعب دورًا كبيرًا في دعم التحول الأخضر؛ ففي بعض الأسواق قد تكون اللوائح المتعلقة بالبناء الأخضر غير كافية أو متناقضة؛  الأمر الذي يؤدي إلى تقليل الحوافز لتطبيق ممارسات الاستدامة؛ لذلك من المهم تطوير بيئة تنظيمية، تدعم الاستثمار في البناء الأخضر، من خلال توفير الحوافز المالية والإعفاءات الضريبية.

كما تقوم التكنولوجيا، بدور بارز في القطاع؛ حيث شهد قطاع البناء، تحولات كبيرة نتيجة لاستخدام التكنولوجيات الحديثة، والتي تدعم الاستدامة، ومن أبرز هذه التكنولوجيات:- ( التكنولوجيا العقارية)، التي تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الكبيرة، لتحسين كفاءة استخدام الموارد في المباني.

وأضاف التحليل، أن هذه الحلول تُسهم في مراقبة استهلاك الطاقة، وتحسين استدامة المباني، من خلال ضبط الأنظمة التكنولوجية في الوقت الفعلي، كما أن تقنيات البناء التكنولوجي، كالبناء المسبق والطباعة ثلاثية الأبعاد، تُسهم بشكل كبير في تقليل الفاقد، وتقليل التأثير البيئي للمشروعات الإنشائية، كما يساعد استخدام هذه التقنيات، في تقليل استهلاك المواد وتقليص الحاجة إلى العمالة اليدوية؛ ما يؤدي إلى بناء مشروعات أكثر استدامة وأقل تكلفة.

وتشير التوقعات إلى أن المباني الخضراء، تُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي بطرق متعددة، منها:-

  • التحول الأخضر سيؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة في قطاعات البناء والهندسة والطاقة، كما ستفتح الأسواق الجديدة التي تركز على البناء المستدام أبوابًا جديدة للابتكار والنمو في هذه الصناعات.
  • المباني الخضراء، توفر بشكل كبير في التكاليف على المدى الطويل، فعلى سبيل المثال، تُصمَّم المباني الخضراء، لتكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة والمياه؛ ما يُسهم في تقليل النفقات التشغيلية لمالكي المباني والمستأجرين، كما أن هذه المباني غالبًا، ما تحقق قيمة عالية في السوق؛ ويؤدي إلى زيادة قيمتها العقارية.
  • من المتوقع أن يؤدي التحول الأخضر في البناء، إلى تقليل التأثيرات البيئية الناتجة عن الأنشطة الإنشائية، بما في ذلك الحد من انبعاثات الكربون والتقليل من النفايات؛ بشكل يُسهم في تعزيز الاستدامة البيئية على المستوى العالمي.

وأوضح التحليل في ختامه، أن التحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد، يُعد خطوة حاسمة نحو تحقيق التنمية المستدامة في العالم، من خلال تبني ممارسات وتقنيات البناء المستدامة، حيث يمكن الحد من الانبعاثات الكربونية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، وتوفير بيئات معيشية وصحية للمجتمعات.

وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بالتحول، مثل:- التكاليف الأولية المرتفعة، وتعقيد التصميم، فإن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، والتي يقدمها هذا التحول، تجعل من الضروري الاستمرار في تطويره، من خلال التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي، بما يُمكِّن من بناء مستقبل أكثر استدامة في قطاع البناء والتشييد.

Short Url

showcase
showcase
search