«انفلونزا الطيور» أزمة عالمية تضرب اقتصاديات الولايات المتحدة، ما مصير البشر؟
السبت، 28 ديسمبر 2024 01:59 م
انفلونزا الطيور
هدير جلال
حالة من القلق، يعيشها الأمريكيون، وسط تحذيرات من تحور فيروس إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار العلماء إلى أن التحورات الجديدة، قد تُمكّن الفيروس من الارتباط بشكل أفضل بمستقبلات الجهاز التنفسي العلوي والشُّعَب الهوائية لدى البشر.
تحور فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1):
ويعتبر فيروس H5N1، هو نوع من الفيروسات التي تصيب الطيور بشكل رئيسي، لكنها قد تنتقل إلى البشر في بعض الحالات، خصوصًا من خلال التعامل المباشر مع الطيور المصابة، وفي الآونة الأخيرة، تم الإبلاغ عن زيادة في حالات تحور الفيروس، مما قد يسبب قلقًا بشأن إمكانية انتقاله إلى البشر بشكل أكثر فعالية، أو حتى أن يصبح أكثر قابلية للانتقال من شخص لآخر.
هل تحور الفيروس في الولايات المتحدة؟
وتم تسجيل عدة حالات من التحور في فيروس H5N1 في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، التحورات قد تؤدي إلى تغييرات في خصائص الفيروس، مثل زيادة قدرته على العدوى أو مقاومته للعلاج، وفي عام 2022م، تم رصد انتشار واسع للفيروس بين الطيور البرية والدواجن في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، وتسببت هذه الحالات في نفوق أعداد كبيرة من الطيور.
وفي معظم الحالات، كان انتقال فيروس H5N1 إلى البشر نادرًا جدًا، وعادة ما كان يحدث في حالات تعرض مباشر لطيور مصابة ومع ذلك، فإن العلماء والمختصين في الصحة العامة، يتابعون تحور الفيروس عن كثب، حيث إن أي تغيير في طريقة انتشاره، قد يؤدي إلى تهديد أكبر.
- المخاوف من الجائحة:
الفيروسات التي تصيب الحيوانات وتتحور، قد تتسبب في أوبئة بشرية إذا تطور الفيروس، ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، وهذا هو السبب في أن خبراء الصحة العامة، يراقبون عن كثب أي تحور أو تغيرات في الفيروس.
التدابير الوقائية والتدابير الصحية:
مراقبة الطيور:- السلطات الصحية في الولايات المتحدة، وعدد من الدول الأخرى، تراقب عن كثب أي حالات إصابة بالفيروس بين الطيور، خاصة في المزارع التجارية.
تدابير للحد من الانتشار:- يتم اتخاذ تدابير للحد من انتشار الفيروس بين الطيور، مثل إعدام الطيور المصابة، وتحسين شروط الرعاية الصحية للمزارع، ومراقبة حركة الطيور البرية.
التطعيم والتخزين الاحتياطي:- السلطات الصحية في بعض الدول، تقوم بتخزين لقاحات محتملة للإنفلونزا في حال حدوث تفشي كبير بين البشر.
تأثير التحور على الدواجن:-
إغلاق المزارع:- تحور الفيروس يؤدي إلى إغلاق مزارع الدواجن في بعض الحالات، ما يؤثر على إنتاج البيض واللحوم، وقد يؤدي ذلك، إلى نقص في إمدادات الطعام وزيادة الأسعار.
التأثير الاقتصادي:- مع الانتشار المحتمل للفيروس، قد تتأثر صناعة الدواجن بشكل كبير، بالإضافة إلى التأثير المحتمل على التجارة الدولية للمنتجات الحيوانية.
خطط لمواجهة تحور الفيروس
التعاون الدولي:- منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، تعملان معًا لمراقبة تطور الفيروس، وتقدم التوصيات اللازمة لمواجهة أي تهديد محتمل.
البحث العلمي:- يتم إجراء أبحاث مستمرة، لفهم كيف يمكن أن يتحور الفيروس وكيفية تطوير اللقاحات والعلاجات المناسبة له.
وبحسب "روسيا اليوم": "اكتشفت الحالة هذا الشهر، في رجل من لويزيانا تم نقله إلى المستشفى، وهى أول حالة "شديدة" لإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، وسط انتشار سريع للفيروس في الأبقار هذا العام".
وفي كندا، تم إدخال مراهق "سليم" إلى وحدة العناية المركزة، بعد إصابته بنفس السلالة في أكتوبر الماضي، وأفادت الأدلّة بأنّ المريض الجديد في الولايات المتحدة، مثل الحالة الكندية، قد أصيب بالفيروس مباشرة من الطيور في فناء منزله الخلفي، وليس من الأبقار المصابة.
وكشفت الفحوصات أن الحالتين، تتضمنان نسخة متحورة من "H5N1"، تساعد الفيروس على الارتباط بخلايا الجهاز التنفسي العلوي للبشر.
وقد يسهل ذلك، انتقال الفيروس بين البشر عن طريق السعال أو العطس؛ ما يزيد من القلق حول قدرة الفيروس على التكيف، ليصيب البشر بشكل أكثر فعالية.
ولا ترتبط فيروسات إنفلونزا الطيور عادة بمستقبلات الخلايا في الجهاز التنفسي العلوي للبشر؛ مما يساعد على تفسير سبب ندرة إصابة البشر بالفيروس أو انتشاره بينهم.
من ناحيته قال مركز مكافحة الأمراض الأمريكي في بيان، إن الطفرة لم تكتشف في عينات الدواجن المأخوذة من منزل المريض في الولايات المتحدة؛ ما يشير إلى أن التغيرات ظهرت في المريض بعد الإصابة.
ويحتمل أن يكون هذا، هو الحال أيضًا بالنسبة للمريض الكندي، لكن المسؤولين لم يتمكنوا من تأكيد ذلك؛ حيث لم يتم العثور على مصدر إصابة المراهق.
من جهتها قالت "أنجيلا راسموسن"، عالمة الفيروسات المتخصصة في الأمراض المعدية الناشئة، إن الخبر كان سيصبح أسوأ لو تم العثور على الطفرات في الفيروس المأخوذ من الدواجن في لويزيانا، ومع ذلك وصفت الوضع بـ"القاتم"، مشيرة إلى الزيادة في حالات الإصابة البشرية .
وأضافت "راسموسن" من جامعة ساسكاتشوان في كندا، على موقع "إكس": "المزيد من التسلسلات الجينية من البشر، هو اتجاه يجب أن نعمل على عكسه، نحن بحاجة إلى تقليل عدد الإصابات البشرية بشكل عام".
وتابعت: "لا نعرف أي مجموعة من الطفرات يمكن أن تؤدي إلى فيروس "H5N1" قادر على التسبب في جائحة، وهناك حدٌّ لما يمكننا التنبؤ به من هذه البيانات التسلسلية، لكن كلما زاد عدد البشر المصابين، زادت الفرص لظهور فيروس قادر على التسبب في الجائحة".
بدوره قال الدكتور "بيتر هوترز"، أحد كبار علماء الفيروسات من كلية بايلور للطب في الولايات المتحدة، "إن هذا التطور يظهر مدى سرعة تطور حالة إنفلونزا الطيور".
وأضاف: "كنت آمل أن H5N1، لا يستمرّ في التسارع، ولكن يبدو أن معدل الإصابة، ومدى سرعة إصابة الأفراد القابلين للإصابة، سواءًا الأبقار أو الدواجن؛ مرتفع جدًّا، ونظرًا لقدرة هذا الفيروس على التحور أو التداخل مع الإنفلونزا الموسمية، بدأت أشعر بالقلق".
ويعتبر التداخل بمثابة دمج المواد الوراثية بين الإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الحيوانات، مثل "H5N1"، ويزداد احتمال حدوثه في فصل الشتاء، عندما تتزايد حالات الإنفلونزا.
وفي سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية، إن خطر إصابة البشر ما يزال منخفضًا، لكنها تدعو البلدانَ إلى تبادل المعلومات بسرعة من أجل المراقبة والاستعداد مع انتشار الفيروس.
ويخشى الخبراء من أن الفيروس، والذي أصاب ما لا يقلّ عن 904 أشخاص وقتل 465 منذ عام 2003؛ قد يتحور لينتقل من شخص إلى آخر؛ ما يتسبب في جائحة جديدة.
أما بالنسبة للوضع في مصر، قال سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية، في تصريحات خاصة لموقع “إيجي إن”، إن إنفلونزا الطيور متوطنة في مصر.
عدم تداول الدواجن الحية بين المحافظات وتحويلها للبيع المبرد والمجمد
كما طالب الدولة، بتطبيق قانون 70 لسنه 2009م، الخاص بصناعة الدواجن، وهو عدم تداول الدواجن الحية بين المحافظات وتحويلها للبيع المبرد والمجمد، لعدم تفشي أي أمراض وبائية في المزارع، وتأمين الإنتاج الداجني في مصر.
وجود إنفلونزا الطيور"HNA" داخل المزارع
وأكد رئيس شعبة الدواجن، على وجود إنفلونزا الطيور"HNA" داخل المزارع، وهذا أدى إلي ضرب كثير من مزارع الدواجن بنسبة تتراوح من 30 لـ40%.
تاثر كثير من مزارع الدواجن وحدوث قلة في الإنتاجية كبير
من جانبه قال أحمد نبيل، رئيس شعبة بيض المائدة، إن الإنتاج الداجني تعرض هذه الأيام لهجوم فيروسي شنيع، وهذا أدي إلي تأثر كثير من مزارع الدواجن، وحدوث قلة كبيرة في الإنتاجية.
وتابع أن المرض المنتشر حاليًا، يسمى بـ "النيوكاسيل، H8"، وهذه الأمراض تؤدي إلي انخفاض كبير في الإنتاج الداجني.
في نفس السياق، أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن تفشي إنفلونزا الطيور في الماشية الأمريكية، أدى إلى وضع الحكومات في حالة تأهب قصوى، في الوقت الذي تكافح فيه إمكانية تلويث إمدادات اللحوم والألبان وإصابة الثدييات الأخرى وانتقالها إلى البشر، بما قد ينذر بقدوم أزمة طوارئ في الصحة العالمية خلال الفترة المقبلة.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي - أن الارتفاع الكبير في حالات الإصابة الجديدة، يمثل اختبارًا للتحسن في إدارة الأمراض منذ جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لاسيما في التعامل مع خطر الأمراض حيوانية المنشأ، والتي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر.
وأضافت: "بينما يقول علماء إن الأدلة الحالية لا تشير إلى وجود خطر وبائي كبير، فإنهم يدعون إلى إجراء تحقيقات عاجلة في أصل الفيروس، وانتشاره في الأبقار وطفراته المحتملة".
وقال أستاذ علم الفيروسات في جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة بول ديجارد، في تصريح خاص للصحيفة، "نأمل أن نتمكن من احتواء تفشي المرض في قطيع الألبان في الولايات المتحدة والسيطرة عليه، وأن يمثل الأمر حدثًا محدودًا لمرة واحدة دون عواقب دولية، لكن من السابق لأوانه معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع".
وأوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أمس الجمعة، عمال المزارع الذين يتعاملون مع الطيور المريضة أو الماشية، بارتداء معدات الحماية الشخصية، فضلًا عن تجنب التعرض للحيوانات المريضة أو النافقة المصابة بفيروس إنفلونزا الطيور (H5N1).
وقال مسئولو المركز، في لقاء خاص بمراسل الصحيفة، "إن الفيروس انتشر إلى 36 قطيعًا من الماشية في تسع ولايات بالولايات المتحدة، كما تم اكتشاف أجزاء منه في عينات الحليب بالتجزئة، في حين تكافح السلطات من أجل الوصول إلى مزارع الألبان لمراقبة انتشار المرض"، لافتين إلى أن المناقشات جارية مع أصحاب المزارع في ولايات متعددة، للمشاركة في الدراسات الوبائية، التي تقودها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها".
وتسببت عدة سلالات من إنفلونزا الطيور، في إثارة القلق خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى إعدام أعداد كبيرة من الدواجن وإصابة الثدييات، بما في ذلك الكلاب وأسود البحر. ومع ذلك، لم تنتشر إنفلونزا الطيور على نطاق واسع بعد بين البشر، لكنها غالبًا ما تكون قاتلة عند الإصابة بها، مما تسبب في وفاة أكثر من 1000 شخص منذ عام 2003م.
ومن المحتمل أن تكون سلالة الفيروس (H5N1)، قد انتشرت في الماشية الأمريكية لأكثر من أربعة أشهر قبل تأكيدها لأول مرة في أواخر مارس الماضي.
Short Url
إصدار رخص الوسيط العقاري بالسعودية، اعرف الشروط والإجراءات
20 يناير 2025 07:00 ص
استقرار ملحوظ، تعرف على أسعار سبائك الذهب في السعودية اليوم الأحد
19 يناير 2025 10:53 م
وزير الخارجية من بلجيكا: مصر تهتم بإزالة المعوقات أمام الشركات الأجنبية
19 يناير 2025 10:46 م
-
الصحة : تقديم أكثر من 9 مليون خدمة طبية بالمنشأت الصحية
15 يناير 2025 02:41 م
-
قطار كل 4 دقائق ونصف.. المترو يستعد لاستقبال جمهور مباراة الأهلى والجونة
15 يناير 2025 02:16 م
-
وضع بصمته فى التنمية.. جمال عبد الناصر كان يؤمن بتحول مصر لدولة صناعية
15 يناير 2025 01:37 م
-
صون وحماية الأمن المائي، جلسة مباحثات بين وزير الخارجية ونظيره السوداني
15 يناير 2025 12:46 م
-
انخفاض أسعار الذهب في السعودية اليوم الأربعاء 15-1-2025، اعرف سعر الجرام
15 يناير 2025 12:41 م
أكثر الكلمات انتشاراً