بث تجريبي

الأحد، 19 يناير 2025

11:49 م

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

دراسة لـ "إيجي إن": الطاقة النظيفة سلاح جديد بأبو ظبى لمواجهة الوقود الأحفوري... رؤية الإمارات 2035

الخميس، 09 يناير 2025 04:42 م

اقتصاد الإمارات - أبو ظبي

اقتصاد الإمارات - أبو ظبي

مقدمة الدراسة

في إطار التزامها بتعزيز الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة، أعلنت حكومة أبوظبي عن خطة طموحة تهدف إلى تحويل 60% من إجمالي إنتاجها الكهربائي إلى مصادر طاقة نظيفة بحلول عام 2035. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم تحولًا غير مسبوق نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة، بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية التي تؤثر سلبًا على البيئة والمناخ العالمي.

تسعى أبوظبي، بوصفها جزءًا من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على النمو الاقتصادي المستدام والاستجابة للتحديات البيئية العالمية. هذه الخطة تمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الإمارة في مجالات الطاقة المتجددة، كجزء من رؤية الإمارات 2030 للتحول إلى اقتصاد أخضر قائم على الطاقة النظيفة والمتجددة.

أبو ظبي

الإطار الاستراتيجي للطاقة المتجددة في أبوظبي

تسعى أبوظبي إلى تحقيق أهداف طموحة في مجال الطاقة المتجددة، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. من خلال هذه الاستراتيجية، تسعى أبوظبي إلى أن تكون نموذجًا رائدًا في منطقة الخليج العربي في مجال الاستدامة، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الإقليمي والعالمي.

في إطار سعيها المستمر نحو بناء مستقبل مستدام، أكدت أبوظبي التزامها العميق بقيادة التحول في قطاعي الطاقة والمياه، مع التركيز على تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للابتكار في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة. هذا الالتزام جاء على لسان رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، عويضة مرشد المرر، بمناسبة اليوم العالمي للطاقة الذي يُحتفل به في 22 أكتوبر من كل عام، حيث سلط الضوء على الأهداف الاستراتيجية التي تهدف الإمارة لتحقيقها بحلول عام 2035.

الطاقة النظيفة - خطة أبو ظبي لعام 2025

التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة: خطة أبوظبي لعام 2035

كشف المرر عن التقدم الكبير الذي تحقق في مجال الطاقة النظيفة في أبوظبي، موضحًا أن حصة الكهرباء المنتجة من مصادر نظيفة قد ارتفعت من 4.5% في عام 2020 إلى تقديرات تشير إلى وصولها إلى 40% بنهاية عام 2024. وقد جاء هذا النمو الكبير نتيجة لتنفيذ مشاريع رائدة في مجال الطاقة الشمسية، والطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة من الرياح.

من بين هذه المشاريع الاستراتيجية البارزة، يتجسد مشروع محطة "نور أبوظبي" للطاقة الشمسية، الذي يعتبر من أكبر المشاريع في العالم، ليعكس إصرار الإمارة على الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة بشكل فعال. هذا التوجه الطموح يستهدف في نهاية المطاف الوصول إلى 60% من إجمالي الكهرباء المنتجة في أبوظبي من مصادر طاقة نظيفة بحلول عام 2035.

تطوير قطاع تحلية المياه باستخدام الطاقة النظيفة

إلى جانب استراتيجيتها في مجال الطاقة، تؤكد أبوظبي أيضًا على أهمية التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة في قطاع تحلية المياه، الذي يُعدّ من أبرز التحديات البيئية في المنطقة. في هذا السياق، ذكر المرر أن الإمارة قد حققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، من خلال تبني تقنيات متطورة لتحلية المياه باستخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.

أحد المشاريع الرئيسية في هذا القطاع هو محطة الطويلة لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي، التي تُعدّ من الأكبر في العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 909 ألف متر مكعب يوميًا. هذه المحطة تساهم بشكل كبير في تأمين مياه الشرب باستخدام الطاقة الشمسية والنووية، وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية المرتبطة بإنتاج المياه.

توجهات جديدة لتحسين كفاءة استهلاك المياه

وفي إطار التزامها بالحياد المناخي، أطلقت دائرة الطاقة في أبوظبي هذا العام سياسة شهادات المياه منخفضة الكربون، التي تسعى إلى خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استهلاك المياه. وتُعدّ هذه المبادرة جزءًا من الجهود الاستراتيجية لتحقيق أهداف "مبادرة الحياد المناخي 2050" لدولة الإمارات.

من المتوقع أن يرتفع إنتاج المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي من 27% في عام 2022 إلى نحو 90% بحلول عام 2030. هذه الزيادة تعكس النجاح الكبير في تنفيذ المشاريع التي تعتمد على تقنيات مبتكرة تسهم في تقليل التأثيرات البيئية السلبية لقطاع المياه، خاصة في ظل تحديات ندرة المياه التي تواجهها المنطقة.

التحديات المستقبلية في قطاع المياه والطاقة

على الرغم من الإنجازات الكبيرة في مجالي الطاقة النظيفة وتحلية المياه، لا تزال هناك تحديات بيئية تتطلب تعاونًا جماعيًا من كافة الجهات المعنية. ملف المياه في أبوظبي، بحسب تصريحات المرر، يعدّ من أهم القضايا التي تستدعي اهتمامًا متزايدًا من جميع الأطراف، لا سيما في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر سلبًا على الموارد المائية.

وفي هذا السياق، أشار المرر إلى أن دائرة الطاقة في أبوظبي مستمرة في التعاون مع شركائها الاستراتيجيين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، بهدف وضع سياسات فعالة للتغلب على مشكلة ندرة المياه، ومواجهة آثار التغير المناخي التي قد تزيد من تفاقم هذه الأزمة. يتطلب ذلك تنفيذ حلول متكاملة تشمل استثمارات جديدة في مشاريع تحلية المياه وإدارة الموارد الطبيعية بشكل أكثر كفاءة واستدامة.

التعاون مع الشركاء الدوليين

تواصل أبوظبي تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع شركات عالمية وخبراء في مجالات الطاقة المتجددة، بهدف تطبيق أحدث التقنيات في القطاعات البيئية والطاقة، وقد أسفرت هذه التعاونات عن العديد من المشاريع البارزة التي تسهم في تحقيق أهداف الإمارة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

كما تساهم أبوظبي في العديد من المبادرات الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تعزيز دور الطاقة النظيفة في العالم، وهو ما يعكس طموحاتها في أن تصبح نموذجًا رياديًا في مجال الاستدامة البيئية في المنطقة والعالم.

شبكات الكهرباء

المكونات الأساسية لخطة أبوظبي 2035 للطاقة النظيفة

تتضمن خطة أبوظبي لإنتاج 60% من الكهرباء عبر مصادر طاقة نظيفة عدة محاور رئيسية تشمل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى التكنولوجيا الحديثة في مجال تخزين الطاقة وتحسين كفاءتها. تهدف هذه المكونات إلى بناء بنية تحتية متكاملة ومستدامة للطاقة المتجددة.

1- الطاقة الشمسية:

تعتبر أبوظبي من أبرز الدول في منطقة الشرق الأوسط التي تستفيد من مصادر الطاقة الشمسية. الشمس الساطعة في المنطقة توفر إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة المتجددة، وعلى هذا النحو، أطلقت حكومة أبوظبي العديد من المشاريع الطموحة في مجال الطاقة الشمسية، أبرزها مشروع "نور أبوظبي"، الذي يُعدّ أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.17 جيجاوات. هذه المشاريع تشكل حجر الزاوية في مساعي أبوظبي لتحويل مصادر الطاقة الشمسية إلى جزء أساسي من مزيج الطاقة المتجددة في الإمارة.

2- طاقة الرياح:

رغم أن أبوظبي لا تتمتع بموارد طاقة الرياح الكبيرة مقارنة ببعض الدول الأخرى، إلا أن هناك خططًا جادة لتطوير هذه الطاقة من خلال عدة مشاريع تجريبية ومبادرات طويلة الأمد. على سبيل المثال، تشارك أبوظبي في عدد من المشاريع المشتركة مع شركات عالمية لتطوير محطات طاقة رياح في مناطق معينة من الإمارات، مع التركيز على المناطق الساحلية التي تتمتع بسرعات رياح مناسبة.

3- الطاقة النووية السلمية:

لا يمكن إغفال دور الطاقة النووية في خطة أبوظبي للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة. محطة "براكة" للطاقة النووية هي أحد المشاريع البارزة التي تساهم بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف. تتألف محطة "براكة" من أربع وحدات نووية، وستنتج عند اكتمالها نحو 5.6 جيجاوات من الكهرباء، ما يمثل حوالي 25% من احتياجات الإمارات للطاقة. هذا المشروع يضع أبوظبي في طليعة الدول التي تسعى إلى استخدام الطاقة النووية بشكل آمن ومستدام لتوليد الطاقة النظيفة.

4- تقنيات تخزين الطاقة:

من التحديات الرئيسية للطاقة المتجددة هي كيفية التعامل مع التقلبات في الإنتاج، خاصة في الطاقة الشمسية والرياح، ولحل هذه المشكلة، تركز أبوظبي على تطوير تقنيات تخزين الطاقة المتجددة، مثل البطاريات المتطورة، مما يسمح بتخزين الفائض من الطاقة لاستخدامها في أوقات الطلب العالي.

أبو ظبي

التحديات والفرص في تحقيق أهداف أبوظبي 2035

تحقيق هدف إنتاج 60% من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول 2035 يتطلب تجاوز عدة تحديات، ولكنه في الوقت ذاته يفتح فرصًا اقتصادية وبيئية كبيرة.

التحديات:

التكلفة المالية: الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة يتطلب تكاليف ضخمة، لا سيما في البنية التحتية الحديثة مثل المحطات الشمسية والرياح ومحطات تخزين الطاقة.

البنية التحتية القديمة: تحتاج أبوظبي إلى تحديث شبكات توزيع الكهرباء لتكون قادرة على التعامل مع الطاقة المتجددة المتقلبة.

إدارة الموارد الطبيعية: من الضروري تطوير حلول فعالة لإدارة الموارد المائية المستخدمة في بعض مشاريع الطاقة المتجددة، مثل محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي قد تتطلب كميات كبيرة من المياه.

المنافسة مع النفط: على الرغم من تزايد الاستثمار في الطاقة المتجددة، فإن أبوظبي تظل تعتمد بشكل كبير على النفط في توليد الإيرادات. لذلك، فإن الانتقال إلى الطاقة المتجددة قد يواجه مقاومة من بعض القطاعات الاقتصادية التي تعتمد على النفط.

الفرص:

فرص التوظيف: يتوقع أن تساهم مشاريع الطاقة المتجددة في خلق آلاف الوظائف في مختلف القطاعات، بما في ذلك الهندسة، البحث والتطوير، التشغيل والصيانة.

التنوع الاقتصادي: تعزيز استخدام الطاقة المتجددة سيسهم في تقليل الاعتماد على قطاع النفط، مما يساعد على تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق استدامة اقتصادية.

الريادة العالمية: إن نجاح أبوظبي في تحقيق هذه الأهداف يمكن أن يجعلها نموذجًا عالميًا في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة، ما يعزز مكانتها في الساحة الدولية ويجذب المزيد من الاستثمارات.

اتفاقية باريس للمناخ

دور أبوظبي في مكافحة التغير المناخي

تعد أبوظبي واحدة من الدول الرائدة في المنطقة التي تشارك في مكافحة التغير المناخي، حيث تسعى إلى تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ. الهدف الرئيسي هو تقليل انبعاثات الكربون من خلال التحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، كما تتضمن المبادرات البيئية الأخرى للمملكة زرع الأشجار وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وهي جزء من برنامج "المبادرة السعودية الخضراء" التي تهدف إلى خلق بيئة أكثر استدامة.

التعاون الدولي في الطاقة المتجددة

تعتبر أبوظبي جزءًا من عدة تحالفات دولية تهدف إلى تعزيز الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. على سبيل المثال، تشارك في منتدى أبوظبي للطاقة، الذي يجمع قادة عالميين في قطاع الطاقة، وكذلك في تحالفات التعاون مع شركات عالمية رائدة مثل "سيمنس" و"إيني" و"جنرال إلكتريك" لتطوير حلول جديدة للطاقة المتجددة.

شركة سيمنس

النتائج

  • هدف أبوظبي 2035: تحويل 60% من الكهرباء إلى مصادر طاقة نظيفة بحلول 2035. 
  • استراتيجية الطاقة المتجددة: جزء من الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وزيادة الطاقة المتجددة.
  • التقدم في الطاقة النظيفة: زيادة حصة الكهرباء المنتجة من الطاقة النظيفة من 4.5% (2020) إلى 40% (2024).
  • مشروع "نور أبوظبي": أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بقدرة 1.17 جيجاوات.
  • تحلية المياه باستخدام الطاقة النظيفة: مشاريع مثل محطة الطويلة لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية والنووية.
  • تحقيق الحياد الكربوني: سياسة شهادات المياه منخفضة الكربون لتحقيق "مبادرة الحياد المناخي 2050".
  • الطاقة المتجددة: تشمل الطاقة الشمسية، الرياح، الطاقة النووية، وتقنيات تخزين الطاقة.
  • الطاقة النووية: محطة "براكة" للطاقة النووية تنتج 25% من احتياجات الإمارات للطاقة.
  • التحديات: التكلفة المالية، تحديث البنية التحتية، إدارة الموارد الطبيعية، والمنافسة مع النفط.
  • الفرص: فرص التوظيف، التنوع الاقتصادي، والريادة العالمية في الطاقة النظيفة.
  • اتفاقية باريس: أبوظبي تساهم في تقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التغير المناخي.
  • التعاون الدولي: المشاركة في تحالفات عالمية لتطوير حلول الطاقة المتجددة مع شركات رائدة.

Short Url

showcase
showcase
search