«الشجرة المزيفة » .. تثير الجدل فى إيطاليا قبل احتفالات عيد الميلاد

السبت، 07 ديسمبر 2024 04:31 م

أشجار التنوب (الكريسماس)

هدير جلال

مع اقتراب عيد الميلاد، تصاعد الجدل فى ايطاليا حول شجرة عيد الميلاد، طبيعية أم مصنعة من البلاستيك، ففى الوقت الذى ستجد الشجرة الحقيقية مكانًا لها هذا العام في 3,7 مليون منزل، مقابل متوسط تكلفة شراء تبلغ 39 يورو بين مشاتل وحدائق وأسواق المزارعين ومحلات السوبر ماركت، وإن كان ذلك مع تباين كبير اعتمادًا على الأنواع والحجم، إلا أن البلاستيكية أو الشجرة المزيفة فرضت نفسها كخيار متاح .

يتراوح سعر الشجرة الطبيعية ما بين 20/30 يورو لأصغر النباتات وحتى 150 أو حتى 200 يورو لأطول الأنواع، الأصناف الرئيسية المعروضة للبيع هي شجرة التنوب ونورمانديانا، وتحظى الشجرة الإيطالية الطبيعية باحترام التقاليد واحترام البيئة إذ يتم زراعتها في المناطق الجبلية والتلال في الأراضي الهامشية التي قد تكون مهجورة، وتساهم في تحسين البنية الهيدروجيولوجية للتلال ومكافحة التآكل والحرائق.

وفى مقارنة مع الأشجار البلاستيك، اعتبر التقرير أنها “الشجرة المزيفة” ومصدر للتلوث وإذا ظلت الشجرة البلاستيكية هي الحل الأكثر شعبية لـ 3 من كل 4 عائلات، فلا ينبغي أن ننسى أن هذا الاختيار له تكلفة بيئية عالية، مع الأخذ في الاعتبار أن التنوب المزيف يستغرق أكثر من 200 عام قبل أن يتحلل في البيئة وتزيل زراعة شجرة طبيعية 47 جراما من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، بينما يطلق إنتاج شجرة صناعية ما بين 2-40 كجم من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وفقا لتحليل كولديريتي.

تتركز زراعة شجرة عيد الميلاد بشكل رئيسي في توسكانا (مقاطعتي أريتسو وبستويا) وفينيتو (خاصة في منطقة بيلونو)، ما يقرب من 60 في المائة من أشجار التنوب المستخدمة كزينة عيد الميلاد تأتي من المشاتل الزراعية، في حين أن الـ 2٪ المتبقية (قمم أو أطراف التنوب) تأتي من زراعات الغابات العادية.

تزرع أشجار التنوب المخصصة لعيد الميلاد مثل أي نبات زينة آخر، ويتم تسويقها في السنة الرابعة أو الخامسة من زراعتها، بأحجام تتراوح بين 1,20-1,80 متر وتأتي من مشاتل مرخصة من قبل المناطق مع تسجيل محدد.

تكون كل شجرة تنوب مصحوبة ببطاقة تعريف توضح بيانات الشركة المصنعة مع رمز الترخيص ذي الصلة، بالإضافة إلى بيان بأنها “ليست للاستخدام في الغابات” ، مع مجموعة من النصائح هي وضع شجرة عيد الميلاد في مكان مشرق وبارد، بعيدا عن مصادر الحرارة، مثل المواقد والمشعات وبعيدا عن تيارات الهواء أو هبوب الرياح، نظرا لقربها من الأبواب والنوافذ ومن الأفضل عدم رش الثلج الاصطناعي لأن الشجرة حية وتتنفس، يجب أن تظل التربة الموجودة في الوعاء رطبة، ولكن ليست رطبة بشكل مفرط، باستخدام البخاخات في نهاية العطلات، إذا لم تكن هناك شروط لزراعة الشجرة في الحديقة، يمكنك البحث عن مركز إنعاش، موجود في بعض المشاتل، ولكن أيضًا في البلديات وفي دائرة الغابات التي تقوم، عندما يكون ذلك ممكنًا.

الحديث عن البلاستيك، يقودنا بالطبع عن تلوث مياه البحار والمحيطات والأنهار، وهو ما قد يكون من الماضى إذ تمكن فريق علمي دولي من تطوير نوع جديد من البلاستيك يتميز بقدرته على التحلل في مياه البحر، كما أنه في الاستخدامات العادية متين وقابل لإعادة التدوير.

الحد من التلوث البيئي وتراكم المواد البلاستيكية

وأعرب الفريق البحثي بقيادة العالم الياباني أيدا تاكوزو، من مركز "ريكين" لعلوم المواد الناشئة في اليابان, عن أمله في أن يسهم البلاستيك المطور في الحد من التلوث البيئي وتراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في المحيطات.

وأوضح الباحثون، أن المادة الجديدة, التي تحمل اسم "البلاستيك فوق الجزيئي", تمتاز بتركيبة فريدة من البوليمرات ذات هياكل مترابطة بتفاعلات قابلة للانعكاس، ويتم تصنيعها من خلال دمج جزيئين أيونيين, أحدهما مضاف غذائي شائع, وكلاهما قابل للتحلل بفعل البكتيريا, مما يجعل البلاستيك يتحلل تدريجيًا إلى مكونات يمكن للكائنات البحرية معالجتها كيميائيًا في المياه المالحة, دون تكوين جزيئات بلاستيكية دقيقة ضارة.

وأضاف الفريق، أن هذا البلاستيك الشفاف يمتاز بمقاومة حرارية وقوة مماثلة للبولي بروبيين, ويُتوقع أن يستخدم على نطاق واسع في تصنيع معدات فائقة الدقة ومواد بناء لاصقة، إضافة إلى مجالات صناعية أخرى, مشيرين إلى أن هذه المادة غير قابلة للاشتعال.

Short Url

أخبار متعلقة