السبت، 01 فبراير 2025

05:41 ص

أسسها

حازم الجندي

رئيس مجلس الإدارة

أكرم القصاص

إشراف عام

علا الشافعي

دراسة حديثة: الروبوتات ستقضى على 85 مليون وظيفة في عام 2029

الثلاثاء، 21 يناير 2025 05:02 م

الروبوتات الصناعية تثير المخاوف بشأن تهديدها للوظائف في المستقبل

الروبوتات الصناعية تثير المخاوف بشأن تهديدها للوظائف في المستقبل

يُعد الروبوت آلة ميكانيكية مصممة لأداء مهام محددة بشكل مستقل أو شبه مستقل، ويتم برمجته لتنفيذ وظائف معينة قد تكون متكررة أو معقدة، مما يجعلها أدوات فعالة في العديد من المجالات الصناعية والخدمية.

كما أن هناك العديد من الأنواع للروبوتات، منها الروبوتات الصناعية، والطبية، والمستقلة، والشبيهة بالبشر، وغيرها من الروبوتات التي سنتحدث عنها في هذه الدراسة.

روبوت

أهداف الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على التقنيات الأساسية المستخدمة في الروبوتات وتحليل كيفية استخدام الروبوتات في مختلف الصناعات. كما تتناول تحليل حجم سوق الروبوتات الصناعية العالمية، والذي بلغ 45.85 مليار دولار في عام 2024 وفقًا لإحصائيات موقع Intelligence Mordor، بالإضافة إلى تحليل ديناميكيات هذا السوق. تشمل الدراسة أيضًا بعض الإحصائيات حول عدد الروبوتات الصناعية المستخدمة حاليًا في العالم، وتستعرض تأثير الروبوتات الصناعية على الوظائف المختلفة. في النهاية، تقدم الدراسة بعض التوصيات للجهات المعنية حول كيفية التعامل مع التحديات والاستفادة من الفرص التي توفرها الروبوتات.

أهمية دراسة تأثير الروبوتات على العملية الإنتاجية

مع التقدم السريع في تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي، أصبحت الروبوتات أكثر قدرة على أداء مهام معقدة ومتنوعة بحرفية أكثر من الكوادر البشرية، وبالتالي فإن فهم تأثير هذه التكنولوجيا على الإنتاجية يمكن أن يساعد الشركات على تبني هذه الابتكارات بشكل أكثر فعالية.

فالروبوتات يمكنها العمل على مدار الساعة دون توقف، مما يزيد من الإنتاجية ويقلل من التكاليف التشغيلية.

وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم ونقص العمالة، يمكن للروبوتات أن تكون حلاً لتقليل التكاليف، والتي تجذب رواد الأعمال لتبني مثل هذه التقنيات، مما يساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية لتحسين الأداء الاقتصادي العالمي.

كما أن استخدام الروبوتات يؤثر على سوق العمل من خلال تغيير طبيعة الوظائف المطلوبة، والعمل على تطوير سياسات تدريبية وتعليمية لتأهيل القوى العاملة لمواكبة التغيرات.

خلفية نظرية

في الأربعينيات والخمسينيات، بدأت الروبوتات الصناعية بالظهور، مثل الروبوتات التي استخدمتها شركة جنرال موتورز، حيث استخدمت أذرع هيدروليكية في عمليات تجميع السيارات.

وعلى مر السنين، استمرت الروبوتات في التطور وتتولى مهام أكثر تعقيدًا. ففي عام 1996 تم ابتكار الروبوت الصناعي ذات القدمين P2 والقادر على دفع السيارات وصعود السلالم.

اليوم، أصبحت الروبوتات جزءًا لا غنى عنه في عالمنا مع استمرار تقدم التكنولوجيا، ومن المثير أن نتخيل ما يخبئه المستقبل لهذه الإبداعات المذهلة.

التقنيات الأساسية في الروبوتات

الذكاء الاصطناعي (AI)

 الذكاء الاصطناعي هو القدرة على محاكاة الذكاء البشري في الآلات. يمكن للروبوتات المدمجة بالذكاء الاصطناعي التعلم من بيئتها، اتخاذ قرارات، والتكيف مع الظروف الجديدة، ومثال ذلك الروبوتات التي تستخدم في السيارات الذاتية القيادة والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واتخاذ القرارات في الوقت الحقيقي.

التعلم الآلي (Machine Learning)

التعلم الآلي هو فرع من الذكاء الاصطناعي يتيح للروبوتات التعلم من البيانات وتحسين أدائها بمرور الوقت دون الحاجة إلى برمجة صريحة.

يستخدم التعلم الآلي في الروبوتات لتحسين التعرف على الأنماط، مثل التعرف على الوجوه أو الأصوات، وتحسين أداء المهام المعقدة مثل الترجمة الآلية. 

الاستشعار والتحكم

تعتمد الروبوتات على مجموعة من المستشعرات لجمع البيانات من بيئتها، مثل الكاميرات، الميكروفونات، وأجهزة الاستشعار اللمسية، ويتم معالجة هذه البيانات بواسطة وحدات التحكم لاتخاذ القرارات المناسبة وتنفيذ الأوامر.

تحليل كيفية استخدام الروبوتات في مختلف الصناعات

تُستخدم الروبوتات في الصناعات التحويلية في عمليات مختلفة كالتجميع، واللحام، والطلاء، والفحص، وغيرها من العمليات المختلفة، حيث إن هذه الروبوتات تساعد في تحسين الدقة وتقليل الأخطاء البشرية، مما يزيد من جودة المنتجات.

 تُستخدم الروبوتات أيضًا في عمليات الحصاد، ورش المبيدات، وفي في الجراحات الدقيقة، والرعاية الصحية، وإعادة التأهيل، كما يستخدمها الأطباء في إجراء عمليات معقدة بدقة عالية، مما يقلل من فترة التعافي للمرضى.

كما تُستخدم الروبوتات في تصنيع وتجهيز الأغذية، بما في ذلك التعبئة، وتساعد أيضًا في تحسين النظافة وتقليل التلوث، مما يضمن سلامة الأغذية.

يتم استخدام الروبوتات في المهام العسكرية مثل الاستطلاع، إزالة الألغام، والمهام اللوجستية، كما تستخدم في فرز النفايات وإعادة التدوير، مما يساعد في تحسين كفاءة عمليات إعادة التدوير وتقليل النفايات.

تحليل حجم سوق الروبوتات الصناعية العالمية

الروبوت الصناعي هو نظام آلي يُستخدم في خطوط التجميع والتصنيع، ويلعب دورًا حيويًا في أتمتة العمليات الصناعية. يمكن برمجة هذه الروبوتات لأداء مهام متكررة بدقة، مما يعزز الإنتاجية ويقلل من التكاليف التشغيلية للمصنعين.

وفي عام 2022، قُدرت قيمة سوق الروبوتات الصناعية العالمية ب45.85 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل إلى 94.10 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.5٪ خلال الفترة من 2023 إلى 2030. (Date bridge market research,2022)

تشمل تقارير السوق التي أعدتها Data Bridge Market Research رؤى حول القيمة السوقية، ومعدل النمو، والتجزئة، والتغطية الجغرافية، واللاعبين الرئيسيين. كما تتضمن تحليلًا متعمقًا من الخبراء، وإنتاج الشركات، وقدرتها التمثيلية الجغرافية، وتخطيطات الشبكة للموزعين والشركاء، بالإضافة إلى تحليل مفصل ومحدث لاتجاهات الأسعار وتحليل العجز في سلسلة التوريد والطلب.

القيمة السوقية وحجم مبيعات الروبوت منذ 2014 حتى 2024

يتضح من الشكل السابق النمو السنوي المتزايد في كلًا من مبيعات والقيمة السوقية لسوق الروبوتات حول العالم، حيث تزايد حجم المبيعات من 225 ألف وحدة عام 2014 إلى 600 ألف وحدة عام 2024 وفقًا لبيانات موقع Verified market Reports. وجاءت هذه الزيادة السنوية بسبب زيادة الطلب على الأتمتة في الصناعات المختلفة، والتوسع في استخدام الإلكترونيات في الصناعات التحويلية لتقليل نسبة الأخطاء البشرية وزيادة الجودة في الصناعات المختلفة.

كما شهدت قيمة سوق الروبوتات زيادات منذ عام 2014، حيث ارتفعت القيمة السوقية من 10.7 مليار دولار عام 2014 إلى 23.5 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 94.10 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.5٪ .

ديناميكيات سوق الروبوتات الصناعية العالمية

  • ارتفاع تكاليف العمالة ونقصها 

مع ارتفاع تكاليف العمالة في العديد من البلدان والصناعات ونقص العمالة الماهرة، تتجه الشركات نحو استخدام الروبوتات الصناعية لأتمتة المهام المتكررة والتي تتطلب عمالة كثيفة. هذا التوجه يقلل من الاعتماد على العمالة البشرية، ويضمن فعالية من حيث التكلفة وزيادة الإنتاجية، مما يُتوقع أن يعزز نمو السوق.

  • التركيز المتزايد على السلامة في مكان العمل

 تُساهم الروبوتات الصناعية في تحسين السلامة في مكان العمل من خلال تنفيذ المهام الخطرة التي قد تُعرض العمال البشريين للخطر. إن التركيز على حماية الموظفين والامتثال لقواعد السلامة الصارمة يُعزز من اعتماد الروبوتات الصناعية في الصناعات التي تتعرض لمخاطر الحوادث والإصابات.    

  • تعزيز مهارات القوى العاملة وإعادة تدريبها

يتطلب التوسع في استخدام الروبوتات الصناعية من الشركات الاستثمار في إعادة تدريب القوى العاملة وتطوير مهاراتها لتتكيف مع بيئة العمل المتغيرة. يجب على الموظفين اكتساب مهارات جديدة للتعاون بفعالية مع الروبوتات، وإدارة الأنظمة الروبوتية، وأداء المهام التي تدعم العمليات الآلية. تعتبر برامج ومبادرات إعادة التدريب ضرورية لضمان انتقال سلس وتعظيم فوائد الأتمتة الصناعية مع الحفاظ على فرص العمل. (Data Market,2022)

إحصائيات حول عدد الروبوتات الصناعية المستخدمة حاليًا في العالم

وفقًا للتقارير والإحصائيات المنشورة، بلغ عدد الروبوتات الصناعية في العالم حوالي 3.4 مليون روبوت حتى عام 2024. يُقدر أن هناك روبوت واحد لكل سبعة أشخاص، وأن هذه الروبوتات استحوذت على نحو 14% من الوظائف التي كان يشغلها البشر. كما تشير التقارير إلى أن 90% من المؤسسات التجارية تخطط لاستخدام الروبوتات في تسيير أعمالها، وفقًا لإحصائيات نشرها موقع «Coolest-Gadgets».

كما أن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قد أدلى بعدة تصريحات حول مستقبل الروبوتات الصناعية وتوقعاته بشأنها في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في الرياض عام 2023، فقد أشار ماسك إلى أن عدد الروبوتات قد يتجاوز عدد البشر بحلول عام 2040، حيث أكد أن ثورة الروبوتات قد تتجاوز 10 مليار روبوت.

يتوقع إيلون ماسك أن الروبوتات لها مستقبل كبير، حيث يمكنها القيام بالعديد من المهام التي لا يرغب البشر في القيام بها، مثل تنسيق الحدائق أو مجالسة الأطفال، وقد أشار إلى أن الروبوتات التي تطورها تسلا، مثل روبوت "أوبتيموس"، ستكون قادرة على أداء هذه المهام بتكلفة تتراوح بين 20,000 و25,000 دولار.

إحصائيات موقع Mordor intelligence

ووفقًا لإحصائيات موقع Mordor intelligence، بلغت قيمة سوق الروبوتات حوالي 45.85 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 95.93 مليار دولار بحلول عام 2029، وذلك بمعدل سنوي مركب يبلغ 15.91% خلال الفترة من 2024 إلى 2029.

وبحسب التقرير، فإن سوق آسيا والمحيط الهادي مُتوقع أن تكون أكبر أسواق الروبوتات الصناعية خلال الفترة ن 2024 إلى 2029. 

خريطة توضح نمو أسواق الروبوتات الصناعية

وكما يتضح من الخريطة السابقة لنمو أسواق الروبوتات الصناعية، يُتوقع أن تكون أسواق آسيا والمحيط الهادي أعلى الأسواق نموًا وذلك خلال الفترة من 2014 إلى 2029 ، يأتي خلفها أسواق أمريكا الشمالية

تأثير الروبوتات الصناعية على الوظائف المختلفة

تلعب الروبوتات دورًا حيويًا في تحسين الكفاءة والإنتاجية وتقليل التكاليف في العديد من الصناعات، وقد بدأ رجال الأعمال حول العالم في استبدال البشر بالروبوتات الصناعية، فهناك تأثيرات إيجابية وتأثيرات سلبية نتيجة استخدام الروبوتات، ومن التأثيرات الإيجابية ما يلي:

زيادة الإنتاجية

الروبوتات قادرة على العمل على مدار الساعة دون الحاجة إلى فترات راحة، مما يزيد من الإنتاجية بشكل كبير، كما يمكنها تنفيذ المهام المتكررة بسرعة ودقة عالية وهو ما يعرف بأتمتة العمليات.

تحسين الجودة

تضمن الروبوتات مستوى عالٍ من الدقة في العمليات، مما يقلل من الأخطاء البشرية، ويؤدي ذلك إلى تحسين جودة المنتجات وتقليل نسبة العيوب.

تقليل التكاليف التشغيلية

 على الرغم من أن الاستثمار الأولي في الروبوتات قد يكون مرتفعًا، إلا أن التكاليف التشغيلية تنخفض على المدى الطويل. فالروبوتات لا تحتاج إلى رواتب أو فوائد، كما أن تكاليف الصيانه أقل من تكاليف العمالة البشرية.

السلامة في مكان العمل

 يمكن للروبوتات تنفيذ المهام الصعبة والمُعقدة والخطيرة التي قد تعرض العمال البشريين للخطر، وهذا يقلل من الحوادث والإصابات في مكان العمل، مما يقلل بدوره من التكاليف المرتبطة بالتعويضات والتأمين.

تحليل البيانات وتحسين العمليات

الروبوتات المجهزة بأجهزة استشعار وتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكنها جمع وتحليل البيانات في الوقت الحقيقي، وهذا يساعد في تحسين العمليات واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على البيانات.

تحليل البيانات

وبرغم تلك المزايا التي تقدمها الروبوتات الصناعية، إلا أن هناك العديد من التأثيرات السلبية التي قد تواجهها العمالة البشرية نتيجة استخدام هذه الروبوتات ومنها ما يلي:

زيادة البطالة

فمع تزايد استخدام الروبوتات الصناعية، يتم الاستغناء عن العديد من الوظائف التي كانت تتطلب عمالة بشرية، خاصة في المهام الروتينية والمتكررة، وهذا يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة في بعض القطاعات.

أشارت إحصائية نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي أنه بحلول عام 2029، ستقضي الروبوتات على 85 مليون وظيفة في الشركات المتوسطة وكبيرة الحجم حول العالم.

تفاوت الدخل

غالباً ما تحل الروبوتات الصناعية محل العمالة ذات المهارات المتوسطة والمنخفضة، مما يزيد من الفجوة بين العمال ذوي المهارات العالية والعمال ذوي المهارات المنخفضة، وهذا يؤدي إلى زيادة التفاوت في الدخل.

الضغط النفسي والاجتماعي

فقدان الوظيفة للأبد قد يؤدي إلى بعض الضغوطات النفسية والاجتماعية على الأفراد المُتأثرين، مما يؤثر على صحتهم النفسية والعائلية.

توصيات للجهات المعنية حول كيفية التعامل مع التحديات والاستفادة من الفرص التي توفرها الروبوتات

  • تنظيم برامج تدريبية وتوعوية للعمال لشرح فوائد الروبوتات وكيفية العمل معها. 
  •  الاستثمار في البحث والتطوير لتحسين تقنيات الروبوتات وجعلها أكثر مرونة وسهولة في الاستخدام، ودعم التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات الصناعية لتطوير حلول مبتكرة.
  •  تبني الروبوتات في العمليات الإنتاجية لتحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء، حيث يمكن للشركات استخدام الروبوتات لتحقيق إنتاجية أعلى وجودة أفضل 
  •  استخدام الروبوتات لتنفيذ المهام الخطرة أو المتكررة، مما يقلل من مخاطر الإصابات بين العمال. 
  • تقديم برامج تدريبية متقدمة للمهندسين والفنيين لتطوير مهاراتهم في مجال الروبوتات.

Short Url

search