دراسة لـ"إيجي إن": فوز ترامب يدعم ارتفاعات البتكوين لمستويات غير مسبوقة

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024 10:56 ص

عملة البيتكوين.. العملة المشفرة الأكثر جدلًا في العالم

تُعد عملات البيتكوين إحدى أشهر العملات الرقمية المشفرة والتي بدأ ظهورها منذ عام 2009 وشاعت في الفترة الأخيرة خاصًة بعد عام 2020، تتميز هذه النقود بسرعة إنجاز المعاملات، وإنخفاض تكلفتها، والخصوصية الشديدة التي تُميزها عن وسائل الدفع الأخرى، سواء النقود الورقية، أو النقود الإلكترونية في أشكالها التقليدية، إلا أن لها العديد من المخاطر، والمشكلات المترتبة على التعامل بها. فالمخاطر الناجمة عن التعامل بالبيتكوين لا تقتصر فقط على الأفراد والدول، فقد يمتد تأثيرها إلى النظام العالمي. وعلى الرغم من المشكلات التي تواجهها تلك التقنية الرقمية المُشفرة، إلا أنها أحدثت طفرة في مجال تقنيات الدفع الرقمي، وهذا ما يدعم الإتجاه نحو التحول الرقمي، فضلًا عن خلق المزيد من التنافس بين وسائل الدفع المختلفة.

أهمية الدراسة

تأتي أهمية الدراسة من أن الموضوعات المرتبطة بـعملة البيتكوين هي موضوعات حديثة حيث نما الإهتمام بها في الفترة الأخيرة.

تتصدى الدراسة لواحدة من أهم القضايا المتعلقة بالعملات الرقمية المشفرة، تقدم الدراسة معلومات كاملة ودقيقة حول المخاطر التي تنتج من التعامل بهذه العملة التي تم تجريمها في العديد من دول العالم ومنها مصر، بحيث يكون هناك مرجع لبعض الإفراد أو الشركات قبل تبني قرار التعامل بهذه العملة.

كما تتمثل أهمية الدراسة في التعرف على ماهية البيتكوين، وكيفية التعامل معها ، كما تعمل على تحليل الأسعار الحالية للبيتكوين وأسباب ارتفاعها.

نشأة ومفهوم البيتكوين

تمت الإشارة إلى Bitcoin لأول مرة في ورقة بحثية عام 2008، يعتقد البعض أن هذه الورقة قام بنشرها مجموعة من الطلاب الآيرلنديين يتخفون تحت مسمى مستعار، وهو "ساتوشي ناكاموتو" .

تم وصف البيتكوين في هذه الورقة بأنها نظام نقدي إلكتروني يعتمد على مبدأ الند بالند في التعاملات المالية، والند بالند هو مصطلح يعني التعامل المباشر بين المستخدمين دون وجود وسيط .

قدمت هذه الورقة البحثية مصطلح جديد، وهو النقود الرقمية، والتي لا تعتمد على سلطة مركزية، ولم يؤمن بحدوث طفرة في هذا المجال إلا عدد قليل.

كما يمكن تعريف البتكوين بأنها عملة رقمية ليس لها وجود مادي يتم إنشاء خوارزمية تميز كل مستخدم عن الآخر دون الإشارة إلى هويته، حيث يتم عمل محافظ الكترونية ترسل وتستقبل الأموال ولا يمكن معرفة صاحبها.

المراحل التي مرت بها النقود

مرت النقود بعدة مراحل، بدءًا من المعادن النفيسة كالذهب والفضة، ثم النقود الورقية. ومع انتشار الوسائل التقنية وظهور التجارة الالكترونية، برزت أنظمة الدفع الالكترونية، مثل الدفع بواسطة بطاقات الإئتمان والشيكات الالكترونية، ثم ظهرت العملات المشفرة، وكان أبرزها البيتكوين، والتي وفرت عدد من الخصائص الجديدة التي لم تكن متوفرة في النقود الورقية والمصرفية.

مقارنة بين النقود التقليدية والنقود الورقية والبيتكوين

البيتكوين	النقود المصرفية	النقود الرسمية	وجه المقارنة
ليس لها كيان مادي ملموس	ليس لها كيان مادي ملموس	لها كيان مادي ملموس	مادية العملة
لا يوجد وسيط (الند للند)	تحتاج وسيط (البنك)	لا تحتاج وسيط	الوسيط بين طرفي المعاملة
لا يجب تحديد هويتهم	يجب تحديد هويتهم	لا يجب تحديد هويتهم	أطراف المعاملات
سريع بدرجة كبيرة	سريع نسبيًا	بطئ	وقت إنجاز المعاملات
منخفضة بدرجة كبيرة	منخفضة نسبيًا	كبير نسبيًا	تكلفة التحويل للمعاملات
غير مركزي (مجتمع البيتكوين)	عبر سلطة مركزية (البنك المركزي)	عبر سلطة مركزية (البنك المركزي)	التحكم في العملة
بواسطة المُعدنين	بواسطة السلطة النقدية	بواسطة السلطة النقدية	سك العملة

بعض المزايا والعيوب الخاصة بعملة البيتكوين

أولًا: بعض المزايا الخاصة بعملة البيتكوين

الرسوم المنخفضة: من مميزات عملة البيتكوين أن المتعامل فيها لن يُلزم بدفع أي رسوم على التحويل لأنه لا يوجد وسيط بين العميل وبين التاجر لنقل الأموال، كما هو الحال في العملات التقليدية أو المصرفية، حيث إن هذه العمليات يجب أن يكون هناك وسيط لنقل الأموال بين الأطراف المختلفة، أما بالنسبة لعمليات البيتكوين فإنها تُعتبر الند للند، أي لا يوجد وسيط لنقل الأموال بين الأطراف المتعاملة، وذلك لأن العملة لن تنتقل، وإنما رمز العملة هو الذي انتقل من محفظة المشتري ودخل إلى محفظة البائع.
الشفافية والحيادية: تتميز عملة البيتكوين بوجود دفتر حسابات عالمي يسجل جميع العمليات التي تم تنفيذها، يسمى Block chain ، وهو برنامج معلوماتي مشفر يتولى تسجيل المعلومات على الشبكة.
السرعة والخصوصية والسرية: نظرًا لطبيعتها الخاصة، فلا يمكن مراقبة عمليات البيع، والشراء التي تتم، وهذه نقطة إيجابية لمن يريد الخصوصية، كما أنها تقلل من سيطرة الحكومات والبنوك على العملة، حيث يمكن نقلها في أي وقت، وإلى أي مكان في العالم دون أن تمر على أي بنك، أو هيئة رقابية.
الندرة: من مزايا هذه العملة اتسامها بالندرة، حيث خطط مخترعها لإصدار 21 مليون وحدة منها حتى عام 2040، وذلك للحفاظ على قيمتها من مخاطر التضخم التي تعاني منها العملات الأُخرى المستخدمة في جميع أنحاء العالم.
انخفاض خطر الانهيار: تعتمد العملات العادية على الحكومات التي تفشل أحيانًا في حماية عملتها، ومثل هذه الأحداث إما تسبب التضخم المفرط، أو انهيار كامل للعملة، أما بيتكوين هي عملة عالمية افتراضية لا يتم تنظيمها من حكومة بعينها.

ثانيًا: بعض العيوب الخاصة بعملة البيتكوين

تذبذب سعر العملة: يشكل سعر عملة البيتكوين وتقلباتها الكبيرة مشكلة كبرى لدى المتعاملين بها، حيث إنها لا تستند إلى تقييمات عادلة يمكن الاستناد إليها في توقع انخفاض أو ارتفاع سعر العملة، فهي تعتمد على المراهنات والمضاربات والتكهنات، كما تفتقد هذه العملة إلى الاستقرار الذي هو أهم أهداف النظام النقدي لأي دولة، والمقصود بالاستقرار هنا هو القدرة على التنبؤ بالإتجاهات المستقبلية للعملة.
المخاطر القانونية: التعامل بالعملة الإفتراضية البيتكوين يكشف مخاطر كثيرة، فطبيعة العملة المشفرة، والتي تكون غير مرئية، جعلها أداة جذابة للمجرمين والمحتالين للقيام بعمليات غسيل الأموال وبيع المنتجات المسروقة والممنوعة كالمخدرات، كما أن البناء اللامركزي للبيتكوين أدى إلى عدم وجود تقارير إلزامية خاصة بحجم العمليات المالية كما هو الحال في الأنظمة المصرفية الأخرى التي توجب إبلاغ السلطات الرقابية بحجم العمليات المالية الخاصة بالعملاء.
التهرب الضريبي: سيكون من الصعب على الجهات الحكومية المكلفة بجباية الضرائب تحصيلها من الصفقات التي تتم بواسطة العملات الافتراضية، وذلك لعدم وجود سجلات ثابتة يمكن التحقق من خلالها بمقدار تلك الصفقات، وبالتالي خسارة الدولة لمورد مهم من موارد الموازنة العامة للدولة.

**المزايا والعيوب الخاصة بعملة البيتكوين**

تذبذبات سعر عملة البيتكوين بالنسبة للدولار الأمريكي منذ عام 2009 إلى عام 2023

يتضح مما سبق أنه منذ العام 2009 إلى عام 2010، بلغ سعر عملة البيتكوين 0.08 بالنسبة لسعر الدولار الأمريكي، حيث كانت البيتكوين في بدايتها عملة رقمية جديدة وغير معروفة، مما أدى إلى تقلبات كبيرة في السعر بسبب قلة التداول.

وفي العام 2011 حتى عام 2012، بلغ سعر عملة البيتكوين 31.5 بالنسبة لسعر الدولار الأمريكي، حيث بدأ الاهتمام الإعلامي والاستثماري في البيتكوين، مما أدى إلى زيادة كبيرة في سعرها.

ومع زيادة التبني لعملة البيتكوين خاصًة من جانب الشركات الكبرى وتطوير البنية التحتية، ارتفع سعرها بشكل ملحوظ حيث بلغ 1100 بالنسبة لسعر الدولار الأمريكي في العام 2013.

ولكن في العام 2014، تعرضت بورصة "Mt.Gox " للاختراق من بعض المتسللين Hakers مما أدى إلى انخفاض سعر البيتكوين بالنسبة لسعر الدولار، حيث وصل سعرها إلى 1000 دولار بانخفاض وصل إلى 100 دولار عن العام السابق له، ثم توالت الانخفاضات في عام 2015 حيث بلغ سعرها 504 دولار.

وفي العام 2017، شهدت العملة مضاربات هائلة وزيادات في التبني حيث ارتفع سعرها ليصل إلى 19783 بالنسبة لسعر الدولار الأمريكي.

ولكن شهدت العملة تصحيحًا في السوق منذ العام 2018 حتى 2019، أدى إلى انخفاض سعرها في السوق ليصل إلى 13880.

وفي العام 2020، وخلال جائحة كوفيد-19، كانت البيتكوين هي الملاذ الآمن للمستثمرين، مما أدى إلى زيادة الطلب عليها وارتفاع سعرها، حيث وصل إلى 29000 بالنسبة لسعر الدولار.

وفي عام 2021، شهدت البيتكوين زيادة في التبني من قبل الشركات الكبرى مثل شركة Tesla، مما أدى إلى ارتفاعات كبيرة في السعر حيث وصل إلى 68789 بالنسبة لسعر الدولار الأمريكي.

ونتيجة للتقلبات التي حدثت في السوق والتوترات الجيوسياسية انخفض سعرها ليصل إلى 47459 في نهاية العام 2022، وتوالت الانخفاضات في العام 2023 حتى وصلت إلى 31000.

ولكن في عام 2024، وصلت ذروتها وحققت أرقامًا قياسية خاصًة مع اقتراب الإنتخابات الأمريكية حيث وصلت إلى 73000 بالنسبة لسعر الدولار الأمريكي، وبعد إعلان فوز الرئيس ترامب بالانتخابات الأمريكية وصلت إلى 89000 ألف دولار أمريكي حتى اليوم 12 نوفمبر 2024.

التوقعات الإقتصادية والسياسية لعملة البيتكوين خاصًة مع اقتراب الانتخابات الامريكية

وبعد انتهاء الانتخابات الامريكية وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب تزايد التفاؤل من قبل المستثمرين بشأن اتخاذ القرارات الخاصة باقتناء عملات البيتكوين، حيث أن المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أبدى دعمه لتطوير العملات المشفرة، وهذا يعزز التوقعات بزيادة الطلب على البيتكوين.

كما أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة مثل البيتكوين، وهذا يعزز الطلب على العملات المشفرة، ويمكن أن يفسر أسباب تحقيق عملة البيتكوين لرقم قياسي في الأسواق الآسيوية في الفترة الأخيرة من العام المالي 2023/2024، كما أن الطلب المتزايد على البيتكوين كوسيلة للتحوط ضد التضخم وانخفاض قيمة بعض العملات التقليدية في الدول الآسيوية ساهم في ارتفاع أسعارها ليصل إلى الذروة.

استخدام البيتكوين في مصر

يُحظر رسميًا في مصر استخدام البيتكوين والعملات المشفرة الأُخرى. فقد أصدر البنك المركزي تشريعًا يحظر استخدامها والتعامل بها في مصر، حيث يعتبرها البنك المركزي ضارة بالإقتصاد المصري لما تحتويه من مخاطر عالية، منها تذبذب قيمتها واستخدامها في الجرائم المالية والقرصنة الإلكترونية، كما يترتب عليها عمليات احتيال كبرى منها تمويل الإرهاب والتهرب الضريبي وجرائم غسيل الأموال، وغيرها من الجرائم التي تضر بالإقتصاد المصري.

وعلي الرغم من ذلك هناك دول عربية سمحت بتداولها، مثل الإمارات والمغرب، حيث وصل عدد مستخدموها إلى 25% من سكان دولة الإمارات، كما وصل عدد متداولوها في المغرب إلى 878 ألف من سكان دولة المغرب بحسب إحصائيات منصة Triple A المسؤولة عن إدارة العملات المُشفرة على مستوى العالم.